التأتأة....علاج و نصائح
علم النفس >>>> الصحة النفسية
كيف يحدث النطق بشكلٍ طبيعيٍّ؟
ينتج الصوت عبر تناسق دقيق في حركة العضلات متضمناً : التّنفس ، انتاج الصوت ، اللفظ (تحرّك الحنجرة ،الحنك ، اللسان ،و الشفاه) . و يتحكم الدماغ بهذه الحركة و تُنظمها حاسة السمع و اللمس . و أي خلل في هذه الأعضاء و العضلات سيؤدي إلى خلل في النطق. اختلف الباحثون في سبب حدوث التأتأة إلاّ أنهم أثبتوا ترافقها بتغيرات في بنية الدماغ و معالجته للغة و لكن لم يكن هذا هو السبب الرئيسي لها. و في دراسةٍ أُخرى وجدوا علاقة محتملة بين التأتأة و فهم ما نسمع من إيقاع الكلمات و تقليدنا لها و لكنها أيضاً لم تكن السبب الرئيسي لها إلّا أن الأولاد الذين خضعوا للدراسة استمتعوا بهكذا تدريب و اكتسبوا ثقة بأنفسهم . ثم خلصوا إلى أّنها تعود لسببٍ أكثر مركزيةٍ في الدماغ.
من يصاب بالتأتأة؟
يُصاب بها 2% من الأطفال كجزءٍ من مرحلة النمو اللغوي و النطقي ، و تستمر لمدة ستة أشهرٍ لدى 5% من المصابين بها ، بينما تُشفى ثلاثةُ أرباع الحالات في مراحل لاحقة من الطفولة ، و تستمر لتصبح مشكلة طويلة الأمد لدى 1% فقط من الحالات . و ذلك تبعاً لمؤسسة(the National Stuttering Foundation ).
ما هي عوامل الخطورة التي تستوجب مراجعة الأخصائيّ؟
هناك بعض العوامل التي تساعدنا في تأكيد إن كانت التأتأة مشكلة نمائية مؤقتة أو أنها اضطراب نطقي يستدعي التدخل ..و هي :
1. العائلة: و يكون ولدك في أقصى مراحل الخطورة ان كان لديه فردٌ أو أكثر من أفراد العائلة البالغين ممن يعانون التأتأة.
2. العمر: الأطفال الذين يصابون بها قبل سن الثلاث سنوات و النصف هم الأكثر قدرةً على تجاوزها لاحقاً.
3. مدّة استمرارها: فإذا استمرت أكثر من ستة أشهر فسيكون احتمال تجاوزها مع الوقت أقل .
4. جنس الطفل: حيث يُصاب الذكور بها بنسبة تتراوح بين ثلاثة إلى أربعة أضعاف إصابة الإناث بها.
5. ترافقها مع عيوب نطقية أُخرى: فإذا كانت لدى طفلك أيّة مشاكل أُخرى في النطق أو التعبير فإنّ نسبة شفائه ستكون أقل .
هل يوجد علاج؟
يُمانع العديد من الآباء أخذ طفلهم للمعالج أو الأخصائي خوفاً من أن يُدرك الطفل حقيقة أنه يعاني من مشكلة ما ..و هذا اعتقادٌ خاطئ فكلّما أسرعت في ذلك كان أفضل و مدة الشفاء أقصر . فإن تجاوز عمر ولدك الثلاث سنوات و مازال يُعاني من التأتأة ينبغي عليك زيارة الأخصائي المعالج ..حيث يبدأ العلاج بتقييم الحالة و تستطيع مساعدة الأخصائي المعالج بوضع جدولٍ تحدّد فيه مدة الحالة و تكرارها و هل تزداد بتقدّم الوقت أم تتناقص ....و يستفيد معظم الأولاد الذين يعانون من التأتأة طويلة الأمد من علاج النطق و في حالاتٍ أُخرى تختفي تماماً، و تتحسّن في الحالات الأخرى. و أيّاً كانت النتيجة فإنّ المعالجة ستحسّن ثقة طفلك بنفسه فهو يتعلم السيطرة على حالته و يطوّر مهاراته اللغوية.
و معظم طرق العلاج تعتمد على تعليم النطق الصحيح و بالتالي تقليل التأتأة كالتكلّم ببطء ، تنظيم التنفس ، و التّدرج في التقدّم من المفردات ذات المقطع الصوتي الواحد إلى المفردات الأطول و الجُمل الأعقد. وتغيير الطريقة التي يتكلم بها. و تركّز
معظم هذه الطرق على التوتر الذي يشعر به من يعاني التأتأة . فقد اُستخدم ( علاج السلوك الإدراكي) للبالغين الذين يعانون التأتأة و يعمل هذا النوع من العلاج على تقليل عامل التوتر. جاءت النتائج لتؤكد العلاقة بين التأتأة و التوتر كالتوتر العائلي و المشاكل مع الأتراب و العنف و غيرها و نمطية المجتمعات و الخوف من التقييم السلبي و بالتالي تجنّب المجتمع و الانقطاع عن العمل مما يؤثر على نوعية الحياة. في حين أظهرت دراسة أخرى أن علاجاً لمدة أسبوع واحد أعاد تنظيم الدماغ و قلّل التلعثم .حيث تضمن العلاج تكرار المشاركين لكلماتٍ تتألف من مقطعين صوتيين لُفظت أمامهم و كُررت بصوتٍ عالٍ دون تقييدٍ في وقت أيّ مهمة فأظهرت النتائج تحسنا في نقاط اختبارات التأتأة و تناقصا في نسبة المقاطع المُتَلعثم بها و أظهرت صور الدماغ تغيراً في الربط الوظيفي في المخيخ في بداية و نهاية الدراسة.
ماهي طُرق العلاج؟
تتنوع طرق العلاج حسب شدة الحالة و عمر المريض ومنها:
1. العلاج بالدواء: لم توافق إدارة الغذاء و الدواء(FDA) على أي عقارٍ لعلاج التأتأة. و على الرغم من ذلك فإنّ بعض العقاقير الّتي تمت الموافقة على استخدامها لمعالجة مشاكل صحية أُخرى كالصرع ، التوتر و الضغط النفسي تُستخدم لمعالجة التأتأة إلاّ أنّ لها تأثيرات جانبية مما يجعل استخدامها لفتراتٍ طويلة أمراً صعباً. و تبعاً لدراسةٍ قام بها المعهد الوطني للصمم و غيره من اضطرابات التواصل (NIDCD) ختم فيها الباحثون أنّ العلاج بالعقاقير ليس فعالاً في ضبط التأتأة وأنّ التجارب السريرية لعقاقير محتملة أخرى ما زالت قيد الدراسة.
2. الأجهزة الكهربائية: يستخدم بعض من يعاني التأتأة أجهزة الكترونية للتحكم بها . فعلى سبيل المثال يُوضع أحد أنواع هذي الأجهزة في مجرى السمع تماماً كالسماعات و التي تُعيد لعب نسخة الكترونية بديلة لصوت من يرتديها و كأنه يتكلم مع شخص آخر و بتناغم . ويُحسّن بعض أنواع هذي الأجهزة من طلاقة اللسان و في وقت قصير نسبياً. و لكن السؤال المُلّح هنا : كم يدوم تأثير هذه الأجهزة ؟ و هل يمكن استخدامها في الحياة الواقعية؟ اذاً لا بُدّ من دراسة تأثيرها على المدى البعيد.
3. مجموعات المساعدة الشخصية: وهي مجموعات يجتمع فيها المرضى بإشراف مختّصٍ و ذلك على شكل حلقات محادثة توّفر تواصلاً مع الأشخاص و طرح المشكلة دون خجل أو خوف و بالتالي العمل سوياً على حلّها و عرض تجارب ناجحة و أُخرى فاشلة و بذلك يكتسب المريض ثقةً أكبر في نفسه وفي قدرته على تخطّي المشكلة .
هل أستطيع فعل شيءٍ ما في البيت لمساعدة طفلي؟
يستطيع الآباء التأثير في نظرة أطفالهم للحالة و جعلهم يشعرون بالارتياح حيال قدرتهم على التعبير عن أنفسهم .. و إليك كيف:
• كيف تتعامل مع طفل يعاني من التأتأة في سن ما قبل المدرسة؟
تحدث التأتأة في هذي المرحلة عندما يكون الكلام المطلوب من الطفل قوله أكبر من قدرته على ذلك
1. تكلّم ببطءٍ و هدوءٍ مع طفلك و شجّع غيرك من البالغين في العائلة على فعل ذلك.
2. تفاعل بشكلٍ ايجابي مع طفلك .أول انتباهاً لما يقوله و ليس لطريقة قوله .
3. تجنب انتقاده... أو اظهار الانزعاج و نفاذ الصبر عندما يتحدث إليك . لا تعطهِ ملاحظاتٍ مثل " أبطئ" " هل تستطيع قول ذلك بوضوحٍ أكثر". قلّل من طرحك للأسئلة و تجنّب مقاطعته أثناء الحديث.
4. لا تنبّه الآخرين ايماءاً إلى تأتأة طفلك أو إلى أي عرضٍ آخر من أعراض اضطراب الكلام.
5. حاول أن تخصّص و قتاً للحديث معه كل يوم .
6. اخلق جوّاً هادئاً و مريحاً قدر الإمكان .
• كيف تتعامل معه في سن المدرسة؟
1. ساعده على تحسين طلاقة لسانه.
2. أوضح له معنى التأتأة و تكلّم عنها بصراحة.
3. شاركه تجارب أطفال يعانون نفس المشكلة ليدرك أنه ليس الوحيد.
4. اعمل على تقليل المشاعر المرتبطة بالتأتأة كالتوتر والخوف .
5. طوّر مهاراته في التواصل بمساعدة المعالج المختص.
نصائح للحديث مع شخصٍ يُعاني التأتأة..
هناك بعض الأمور التي تستطيع عن طريقها المساعدة
كمستمع :
1. لا تُعطه ملاحظات مثل " على مهلك" ، " خُذ نفساً " ،"استرخِ" فعباراتٌ كهذي قد يشعر بها كإهانة و لن تفيده
2. دعه يشعر بأنك تستمع لما يقول و ليس للطريقة التي يفعل بها هذا .
3. حافظ على تواصلٍ عينيٍّ طبيعي بينكما و انتظره بصبر إلى أن يُنهي حديثه .
4. تجنّب ميلك لإكمال الجمل و العبارات عنه ...
5. حاول أن لا تُسرع في حديثك معه أو أن تُبطئ كثيرا حتى لا يظن أنك تقوم بتقليده
6. و أخيراً...ضع في حسبانك أن المتلعثم لديه مشاكل أكثر في الحديث على الهاتف . فرجاءً كُن صبوراً عليه في هذي الحالة . فإن رفعت سماعة الهاتف و لم تسمع شيئاً ..لا تُغلق الهاتف .ظنّاً منك أنّه شخصٌ مزعج ..بل تأكّد أنّه لم يكن مُتلعثماً يُحاول البدء في الكلام
المصادر:
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا
هنا