لويس دانيال أرمسترونغ أسطورة الجاز الأمريكية!
الموسيقا >>>> عظماء الموسيقا
ولد لويس في الرابع من آب من عام 1901 في منطقة فقيرة في نيو أورلينز الأمريكية.
على الرغم من خلفيته المتواضعة لكن ذلك لم يمنعه من إتقان العزف على الترومبيت (البوق) في سن مبكرة، إذ كان أرمسترونغ الطفل يرقص مقابل أجر ضئيل أو يغني في عشاء مع فرقة متنقلة من الأطفال الآخرين الذين تجولوا في نيو أورلينز لإحياء الأمسيات ذات اللمسات الاستوائية ببعض النغمات المُنسقة بلطف، ليدخل فيما بعد باب الشهرة من أوسع أبوابه ليظهر فيما يزيد عن 30 فيلمًا آنذاك و يكتب سيرتَين ذاتيتَين عن حياته، دون ذكر نضاله المُثمر في حصول الأمريكيين الأفارقة على حقوقهم المدنية، و لا تزال الأجيال الحالية تردد مقولته الشهيرة "لن أعزف الجاز في مكان لا أستطيع البقاء فيه" (1,2).
قدم أرمسترونغ آفاقًا لحنية وإيقاعية، حلّت "مشكلة العقل والجسد"، إذ شهد العالم كيف يمكن للدماغ والعضلات أن يعملوا بتنسيق مثالي على الناحية الجمالية وفق طابع ارتجالي بحت، مما جعل من العازفين المنفردين نقطة محورية في الأداء الموسيقي.
ففي عشرينيات القرن الماضي كانت الفرق الكبيرة تأخذ التوجيهات منه، فبدت هذه الفرق كأنها تعزف مثله، إذ أخذت منه مدارس الجاز آنذاك أسلوب فهم موسيقا الجاز، والبلوز، ورقصة البالاد الشعبية (ballad) والإيقاعات الإفريقية الإسبانية التي أضفاها لويس على هذا اللون من الموسيقا (1).
قدم لويس مع أيقونات الجاز الأمريكيين الآخرين مجموعة من الأعمال؛ فلقد اشترك في قطع فنية مع أهم مغني الجاز والبلوز في تلك الفترة ومن بينهم : بِنغ كروسبي، و بيلي هوليداي، وإيلا فيتزجيرالد، وسارة فوجان، وفرانك سيناترا، وإلفيس بريسلي وغيرهم الكثير ... (1,3).
وكان لويس ناشطًا بحقوق الإنسان، مدافعًا ضد التمييز العنصري عموما وفي المدارس خاصة، فقد استغل شهرته الواسعة في خمسينيات القرن الماضي ليدافع عن حقوق الطلاب السود في الذهاب إلى المدرسة بعد أن أصدرت الحكومات الفيدرالية في ولايات الجنوب آنذاك قرارات عنصرية تمنعهم من ذلك؛ إذ شكل صوته إضافة مهمة إلى جوقة متزايدة من الانتقادات ضد قوانين جيم كرو التي أزيلت فيما بعد (3,2).
أحدث لويس أثراً امتد إلى ما هو أبعد من موسيقا الجاز فحسب، فبحلول نهاية مسيرته المهنية في الستينيات، شهدت جميع أنواع الموسيقا الشعبية الأمريكية تأثيراً ملحوظًا بموسيقاه (1,3).
ففن هذا العازف العظيم، لم يكن محدودًا بعزفه فقط، وإنما شغفه ومعركته مع الحزن وإيمانه بحقوق الإنسان، منحت موسيقاه الأمل والحب لمستميعها وكانت وما زالت لها مكانة دائمة في قلوبنا.
المصادر:
2.Maap.columbia.edu. n.d. MAAP | Place Detail: Louis Armstrong. [online] Available at: هنا [Accessed 7 October 2020].
3.Lewis, S., 2016. Louis Armstrong: The First Great Jazz Soloist. [online] Smithsonian Music. Available at: هنا [Accessed 7 October 2020].