الفروق الفردية; تمايز القدرات بين الأطفال
المكتب الإعلامي >>>> حملة تنمية الطفولة المبكِّرة
وكانت الإجابة عند أفلاطون في كتابه الجمهورية؛ إذ يقول: "إن كلَّ اثنين مختلفان، وكلُّ واحد يختلف عن غيره موهبةً، ففي الواحد من الناس استعداد خاص لنوع من الأعمال، وفي غيره استعداد لعمل آخر" (2).
وهذا ما يُطلَق عليه "الفروق الفردية"؛ وهي الفروق بين الأفراد في أية صفة من صفات الشخصية (3)، فهم يختلفون في قدراتهم على التعلم وحل المشكلات واكتساب اللغات والعادات السلوكية وفي طريقة استجابتهم للمواقف فضلًا عن اختلافاتهم الفيزيولوجية أيضًا، ومن ثمَّ فهي الفروق الجسمية والعقلية والنفسية التي تميّز فردًا عن آخر (1)، ونميّز بين مظهرين للفروق الفردية:
تخضع هذه الفروق للتغيّر في أثناء مرحلة النمو، إلا أن مقدار التغيُّر ليس على درجة واحدة في جميع الصفات؛ إذ تشير الأبحاث إلى أن معدل ثبات الفروق في القدرات العقلية أكبر منه في السمات الانفعالية؛ لأنه من المحتمل أن تكون الصفات الانفعالية أكثر تأثرًا بالعوامل البيئية (الخارجية) من الصفات العقلية (3).
ويبقى أن نشير إلى أن فكرة الفروق الفردية لا تعني تجزئة الصفات الشخصية وتفككها؛ إذ تشير الدراسات في مجال الذكاء إلى أن الأفراد الذين يحققون أداءً عاليًا في مَهمَّة عقلية محددة قد يميلون إلى تحقيق أداءٍ عالٍ في المَهام العقلية الأخرى أيضًا (4)؛ أي إن الصفات تتفاعل وتؤثر في بعضها، ولكن الفروق الفردية تسمح لنا بتحديد درجة هذه الصفات ومستوياتها.
لذا ينبغي على الوالدين مراعاة الفروق الفردية لدى الطفل نفسه، بما يظهر لديه من أنماط مختلفة من السلوك حسب المواقف التي يتعرض لها، وحسب مرحلة النمو التي يمر بها، وكذلك الإيمان بقدراته وبما لديه من فروق فردية تميّزه عن أقرانه، وعدِّ كل طفل عالمًا قائمًا بذاته، وعدم الضغط عليه ليجاري شخصيات غيره من الأطفال (5)، فانظر إلى طفلك على أنه نجمة لها شعاعها وموقعها المتميز في السماء عن الآخرين.
وأخيرًا لعلك بدأت تتساءل بماذا يتميّز طفلك عن أقرانه؟ ولعل الإجابة عن هذا السؤال ستكون مثيرة للاهتمام.
المصادر:
1. الامارة، أسعد. (2014). سيكولوجية الفروق الفردية - علم النفس الفارقي. الطبعة الأولى. دار صفاء للنشر. عمان. ص15,21,26
2. أفلاطون. (2017). جمهورية أفلاطون. ترجمة: خباز، حنا. الطبعة الأولى .مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة. القاهرة. ص63
3. الشيخ، سليمان.(1990). الفروق الفردية في الذكاء. دار الثقافة للطباعة والنشر. القاهرة. ص19-22