السل وCOVID-19
الطب >>>> فيروس كورونا COVID-19
في الوقت الذي يجتمع فيه العالم لمواجهة COVID-19، كان من المهم التعامل مع المشكلات الصحية الطويلة الأمد؛ ومنها السل.
إنّ هناك عبئًا مزدوجًا لمرض السل وCOVID-19؛ فلكليهما أعراض قد تكون متشابهة، وعلى الرغم من ذلك؛ لدى السل فترة حضانة أطول، مع ظهور المرض على نحو أبطأ (1).
من منّا لم يسمع بمرض السل (Tuberculosis)؟ ذلك المرض الخطير الذي كان -ولا يزال- مصدرَ قلق على الصحة.
عادةً ما يصيب الرئتين، وتُعدّ المتفطرة السلية (Mycobactrium tuberculosis) هي المسببة له، وهو ينتقل من شخص إلى آخر عن طريق قطيرات السعال أو العطاس.
فما أعراض السل؟
يوجد نمطان من الإصابة: النمط الأول هو "النمط الكامن- Latent TB"، وفي هذه الحالة قد لا تظهر أيّة علامة على المريض بسبب بقاء البكتيريا في الجسم ولكنها غير نشطة، وهنا قد يكون المريض غير معدٍ إلّا إذا تحولت البكتيريا إلى الحالة النشطة، ويجب أن يخضع المريض المصاب بالسل الكامن للعلاج للسيطرة على انتشار المرض.
أما النمط الثاني فهو "النمط النشط- ِActive TB"، وهنا يصبح المريض ناقلًا للعدوى، وتظهر الأعراض التالية خلال الأسابيع القليلة الأولى أو قد تطول الفترة سنوات، وتشتمل على ما يأتي:
- سعال مستمر ثلاثة أسابيع أو أكثر ونفث دم.
- ألم في الصدر عند التنفس أو السعال.
- فقدان الوزن والشهية.
- تعب وحمّى وتعرق ليلي (2).
إذن؛ كيف يُشخَّص؟
يكون ذلك عن طريق الفحص السريري للأعراض والعلامات؛ إذ يجب فحص العقد اللمفاوية للكشف عن أي تورم أو تضخم فيها، إضافة إلى استخدام السماعة الطبية لفحص أصوات الرئتين.
- اختبار السلين الجلدي: هو أكثر الوسائل التشخيصية شيوعًا؛ إذ تُحقَن كمية صغيرة من مادة PPD tuberculin على الوجه الداخلي للساعد، ومن ثم يُبحَث في غضون 48-72 ساعة عن تورم في موقع الحقن؛ إذ يُعدّ الفحص إيجابيًّا حسب حجم الانتفاخ، وهو يكشف السل الكامن والنشط.
ولكن؛ قد تحدث إيجابية كاذبة في حال كان الشخص ملقّحًا بلقاح BCG، في حين قد تحدث السلبية الكاذبة لدى الأطفال أو المسنين أو المصابين بفيروس الإيدز.
- التحاليل الدموية لتأكيد الإصابة أو نفيها.
- الفحوص الشعاعية؛ من أشعة سينية وتصوير مقطعي محوسب (CT).
- فحص البلغم للكشف عن وجود السلالات المقاومة للأدوية وتحديد الدواء المناسب (3,2).
يمكن لأي شخص أن يُصاب بالسل، لكنّ هناك بعض العوامل التي تزيد من خطر الإصابة وهي:
ضعف الجهاز المناعي: الإيدز، والسكري، والسرطان، والعلاج الكيميائي للسرطان، والأدوية الكابتة للمناعة، وإلخ..
كذلك قد يُضعِف الإفراط بتناول الكحول والتبغ الجهازَ المناعي ويزيد خطر الإصابة.
أما فيما يخص العلاج، تُعدّ الأدوية حجرَ الزاوية على الرغم من أنّ مدة العلاج تحتاج وقتًا طويلًا.
وأكثر الأدوية شيوعًا: آيزونيازيد، ريفامبين، إيتامبوتول، بيرازيناميد (2).
هل من الممكن أن يكون المصابون بالسل في خطر متزايد للإصابة بعدوى (COVID-19) والوفاة؟
من المتوقع أن يكون لهؤلاء المرضى نتائج علاجية سيئة خاصةً إذا توقف علاج السل، فقد لوحظ انخفاضٌ عالمي بنسبة 25% في الكشف المتوقع عن السل في فترة 3 أشهر.
كذلك قد تصبح حالة مرضى السل -الذين أصيبوا بتلفٍ في الرئة بسبب إصابة سابقة بالسل أو أصيبوا بمرض الانسداد الرئوي المزمن- أكثرَ خطورة إذا أصيبوا بفيروس (COVID-19).
ومع تقدم الوباء، ربما يكون المزيد من الأشخاص ومرضى السل من الأعمار كلّها قد تعرضوا لـ COVID-19 لدى تشخيصهم أوّل مرة، فالنتيجة الإيجابية لعدوى (COVID-19) لا تستبعد إمكانية الإصابة بالسل المصاحب، ولا سيما لدى المؤهّبين للسل.
ولذلك؛ يجب الالتزام بالاحتياطات والكشف المبكر ومتابعة الدواء للمصابين؛ إذ إنّه لا يختلف العلاج لدى المصابين بالسل عن المصابين بالسل وCOVID-19 في معظم الحالات (4).
المصادر: