أساسيات السلوك الإيجابي
علم النفس >>>> المنوعات وعلم النفس الحديث
نشأ مصطلح السلوك الاجتماعي الإيجابي في السبعينيات، وعَرَفه علماء الاجتماع بوصفه مفهومًا معاكسًا لمصطلح السلوك المعادي للمجتمع، ويشمل الشعورَ بالتعاطف والاهتمام بالآخرين وتقديم المساعدة والتعاون بهدف الإفادة، ولو كان على حساب الذات وكل ذلك مفيد لصالح المجتمع (2).
❀ كيف يمكن تفسير هذا السلوك وظهوره في سن مبكرة عند الأطفال؟
سعى الباحثون إلى اكتشاف سبب ظهور مثل هذا السلوك فوجدوا أنه يظهر في السنة الثانية من العمر أو في وقت سابق؛ إذ أبدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12-24 شهرًا اندفاعَهم للمشاركة والمساعدة وغيرها في عدد كبير من الدراسات (3).
فالأطفال يمتلكون قدرات اجتماعية متخصصة ودوافع فريدة لمشاركة العواطف والانتباه والمعلومات مع الآخرين، وتدمج هذه المشاركة مع تصوراتهم الفطرية للحالات النفسية عند الآخرين، ومع فهمهم الاجتماعي للمحيط مما يولد على نحو طبيعي سلوكًا اجتماعيًّا إيجابيًّا (3).
كذلك قد ينشأ السلوك من أنشطة الأطفال المشتركة سويًّا وعلاقاتهم مع الأخرين (3).
❀ ما الذي يحفز السلوك الاجتماعي الإيجابي؟
اقترح علماء النفس عددًا من الأسباب التي تشجع الناس على الانخراط بالسلوك الاجتماعي الإيجابي؛ إذ تتعزز هذه السلوكيات في أثناء الطفولة والمراهقة عندما يشجع الكبار الأطفالَ على المشاركة والتصرف بلطف ومساعدة الآخرين (2).
كذلك وضح علماء النفس التطوري أنه يمكن تفسير السلوكيات الاجتماعية الإيجابية من مبدأ الانتقاء الطبيعي؛ لأن الأشخاص الواعيين أن مساعدة الآخرين واللطف المتبادل أساس لمجتمع متعاون، كانوا أكثر احتمالًا للبقاء والتكاثر (2).
إضافةً إلى ما سبق، يُنظر إلى السلوك الاجتماعي الإيجابي غالبًا أنه مبني على أسباب مثل الأنانية وذلك لتحسين الصورة الفردية أمام المجتمع، أو الفوائد المتبادلة عند تقديم المساعدة لشخص في يوم ما وطلب رد الجميل في يوم آخر (2).
❀ تأثيرات المجتمع المحيط في المبادرة بالسلوك الاجتماعي الإيجابي في المواقف الاجتماعية الفجائية:
عندما يزداد عدد الأشخاص في موقف معين يقللون مقدارَ مسؤولية الشخص في ذلك الموقف، ويميل الأفراد إلى النظر حولهم لمعرفة كيفية استجابة بقية المجتمع، خاصةً إذا كان الحدث غامضًا، مثلًا: إذا أسقطت محفظتك وسقطت عدة أشياء على الأرض، فإن احتمالية توقف شخص ما لمساعدتك تقل إذا كان هناك عديد من الأشخاص الآخرين (2).
كذلك قد يحدث هذا النوع من الأشياء في الحالات التي يكون فيها شخص ما في خطر جسيم، مثل عندما يتورط شخص ما في حادث سيارة، يفترض الشهود أنه نظرًا لوجود الكثير من الأشخاص الآخرين حولهم، فمن المؤكد أن شخصًا آخر قد طلب المساعدة فعلًا (2).
يتعامل الباحثون مع الخصائص الداخلية كالتفكير الأخلاقي أو التعاطف أو تبني وجهات النظر، بوصفها مكوناتِ السلوك الاجتماعي الإيجابي الأساسيّة، ويُفهم السلوك الاجتماعي خاصة السلوك الموجه نحو تحسين المجتمع أنه نتيجة قناعات داخلية أو نزعة شخصية ثابتة تصعب تنميته (4).
المصادر: