النقرس الكاذب (Pseudogout)
الطب >>>> مقالات طبية
ينتج البيروفوسفات عن جزيء الطاقة (Adenosine Triphosphate (ATP في الحيز خارج الخلوي ويشكّل معقدات مع الكالسيوم؛ فتنتج البلورات السابقة الذكر.
تسبب هذه البلورات التهابًا في الحيز الزلالي للمفصل، كذلك لها تأثيرات ميكانيكية حيوية ضارة وتأثيرات تقويضية (هادمة) مباشرة في أنسجة المفصل، وذلك بسبب إنتاج عدد من الوسائط الالتهابية مثل البروستاغلاندين E2 وأنزيمات البروتياز المعدنية، وتؤدي هذه الترسبات في النهاية إلى تنكس الغضروف وضموره (2).
الفرق بين النقرس والنقرس الكاذب
يسبب النقرس الكاذب أعراضًا مشابهة للنقرس الذي يُعدّ نوعًا من التهاب المفاصل وأكثر شيوعًا من النمط الكاذب.
يكمن الاختلاف في نوع البلورات المسببة للمرض؛ ففي مرض النقرس تكون بلورات حمض البول هي المسؤولة عن المرض، أما في النقرس الكاذب فالبلورات المتشكلة هي بلورات الكالسيوم كما ذكرنا، ويمكن أن يشابه النقرس الكاذب أمراضًا أخرى كالتهاب المفاصل الروماتيدي (1,3).
الأسباب
إنّ سبب تشكل هذه البلورات غير واضح في معظم الحالات، لكنّ ترسبها يزداد على نحو واضح مع تقدم العمر، ولذلك؛ يعدّ هذا المرض أكثر شيوعًا لدى كبار السن، ومن المحتمل أنّ العوامل الجينية تؤدي دورًا في المرض لكونه شائعَ الانتشار ضمن أفراد العائلة الواحدة.
ومن الحالات الأخرى التي تساهم في نشوء هذا المرض: التخزين الزائد للحديد (داء ترسب الأصبغة الدموية)، وفرط نشاط جارات الدرق، وفرط كالسيوم الدم، ونقص مغنيزيوم الدم، وقصور الغدة الدرقية.
كذلك يمكن أن يكون النقرس الكاذب ناتجًا عن إصابات المفاصل الأخرى؛ كجراحة المفاصل أو الالتواءات (1,4).
الأعراض
مفصل الركبة هو أكثر مفاصل الجسم التي تصاب بالنقرس الكاذب، أما إصابات الرسغ والكاحل فهي أقل شيوعًا.
لا يترافق المرض مع ظهور أيّ أعراض في أغلب الأحيان، ولكن في أثناء النوبة نلاحظ على المفصل المصاب التورمَ والسخونةَ والألم (5).
التشخيص
يعدّ تشخيص مرض النقرس الكاذب أمرًا صعبًا نظرًا إلى تشابه أعراضه مع أعراض النقرس والأمراض الأخرى لالتهاب المفاصل، وهو يترافق غالبًا مع مشكلات المفاصل الأخرى (1).
يعتمد التشخيص على الأعراض ونتائج الاختبارات الطبية، كذلك تساعد طرائق التصوير المختلفة -كالأشعة السينية، والتصوير المقطعي المحوسب، والموجات فوق الصوتية، والتصوير بالرنين المغناطيسي- على كشف ترسبات الكالسيوم على الغضروف.
ويجب استبعاد الحالات الأخرى التي تسبب الأعراض ذاتها؛ كالنقرس والتهاب المفاصل الروماتيدي، كذلك قد يلجأ الطبيب إلى بزل السائل من المفصل المتورِّم للكشف عن البلورات المترسّبة (4).
إضافة إلى ذلك، قد تُجرَى اختباراتٌ أخرى؛ كاختبارات الحديد والكالسيوم والمغنزيوم، ووظيفة الغدة الدرقية (1).
التدابير العلاجية
إنّ حقن القشرانيات السكرية (Glucocorticoids) داخل المفصل هو خط العلاج الأول، ويُستخدَم الكولشيسين الفموي بجرعة يومية تتراوح بين mg 0.6-1.2 لدى المرضى الذين لا يبدون أيّ اضطرابات كلوية أو كبدية؛ إذ تدعم بعض الأدلة أنّ إعطاء الكولشيسين الفموي يوميًّا على نحو وقائي يخفف من تكرار النوبات الحادة.
وتُستخدَم أيضًا مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية يوميًّا؛ مثل النابروكسين والأندوميتاسين، ويُنصَح باستخدامها مع أدوية حماية المعدة مثل مثبطات مضخة البروتون.
كذلك تُستخدَم القشرانيات السكرية الفموية كالبريدنيزون لدى المسنّين المعرّضين للإصابة بهذا المرض، مع وجوب الانتباه أنّ الاستخدام الطويل الأمد لها يمكن أن يؤدي إلى هشاشة العظام وإعتام عدسة العين (الساد) والسكري وزيادة الوزن.
وتدعم بعض التقارير فعالية مثبطات الإنترلوكين بيتا (interleukin-1β) في الحالات الحادة من النقرس الكاذب.
أما فيما يخص الحالات المزمنة، تُستخدَم العلاجات السابقة ذاتها، مع إمكانية استخدام كل من الميتوتركسات والهيدروكسي كلوروكين إضافةً إلى تلك الأدوية.
وفي حال فشل العلاجات السابقة جميعها في الحالات المزمنة؛ فإننا نلجأ إلى المشاركة الدوائية أو استخدام مثبطات الإنترلوكين بيتا.
لا بُدّ من التنبيه إلى أن العلاجات الحالية كلّها تعمل على تقليل الالتهاب فقط، على عكس العلاجات المستخدمة في مرض النقرس؛ التي تقلل من كمية بلورات حمض البول المترسبة في المفصل عند الاستخدام الطويل الأمد (2,5).
قد تتطور لدى المرضى المصابين بالنقرس الكاذب المزمن أو المتكرر أمراضُ المفاصل التنكسية، ومن ثم تصبح جراحة استبدال المفصل هي الحل العلاجي الوحيد الفعال (1).
يدخل الطبيب إبرة في المفصل المصاب ويُبزَل قسمٌ من السائل؛ مما يساعد على التخلص من بعض البلورات وتخفيف الألم والضغط، ثم يُحقَن مخدرٌ أو نوعٌ من الكورتيزونات لتخفيف الالتهاب كما ذكرنا سابقًا (5).
قد يكون العلاج المنزلي مفيدًا في أثناء النوبات؛ مثل استخدام مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية التي لا تتطلب وصفة طبية كالإيبوبروفين، كذلك إنّ تأمين الراحة للمفصل المصاب واستخدام الكمادات الباردة والثلج يساعد على تخفيف شدة الالتهاب (5).
المصادر:
2. Rosenthal A, Ryan L. Calcium Pyrophosphate Deposition Disease. New England Journal of Medicine [Internet]. 2016 [cited 29 December 2020];374(26):2575-2584. Available from: هنا
3. Pseudogout: Symptoms and Treatment | The Hand Society [Internet]. Assh.org. 2018 [cited 29 December 2020]. Available from: هنا
4. Barre L. Calcium Pyrophosphate Deposition (CPPD) [Internet]. American College of Rheumatology. 2017 [cited 29 December 2020]. Available from:
هنا
5. Pseudogout - Symptoms and causes [Internet]. Mayo Clinic. 2020 [cited 29 December 2020]. Available from:
هنا