الألياف الغذائية لتقليل الاكتئاب، حلٌ محتملٌ وتوصياتٌ مهمة
الغذاء والتغذية >>>> التغذية والأمراض
الاكتئاب هو حالةٌ صحيةٌ عقليةٌ شائعة وخطيرة، لا تؤثر في قدرة الشخص على أداء الأنشطة اليومية فقط، ولكن يمكن أن تؤدي إلى الانتحار أيضاً. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 264 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعانون الاكتئاب، وتتزايد أعدادهم مع مرور الوقت.
تُعدُّ هذه الحالة المُنهِكة أكثر شيوعًا عند النساء، وهناك عددٌ من النظريات عن سبب ذلك. وقد رُبِطَت التغيّرات في مستويات الهرمونات لدى النساء في فترة انقطاع الطمث بالاكتئاب (2).
بسبب العواقب الوخيمة للاكتئاب وانتشاره، اُجريَت العديد من الدراسات لتقييم خيارات العلاج بخلاف استخدام مضادات الاكتئاب. وتساعد تدخلات نمط الحياة -بما في ذلك النظام الغذائي والتمارين الرياضية واليقظة في تقليل خطر الإصابة بالاكتئاب. وفي هذه الدراسة الجديدة التي شملت أكثر من 5800 امرأة من مختلف الأعمار، سعى الباحثون على وجه التحديد إلى التحقيق في العلاقة بين تناول الألياف الغذائية والاكتئاب لدى النساء على حسب حالة انقطاع الطمث (2).
اقترحت الدراسات السابقة فوائد الألياف للصحة العقلية بالفعل، ولكن هذه هي الدراسة الأولى المعروفة لتصنيف الارتباط بالنساء قبل انقطاع الطمث وبعده. كذلك تضمنت مجموعة واسعة من أعمار المشاركات. وشملت النساء اللواتي خضعن لانقطاع الطمث الطبيعي، وكذلك الجراحي (1).
أكدت الدراسة وجود علاقةٍ عكسيةٍ بين تناول الألياف الغذائية والاكتئاب لدى النساء (يقلُّ الاكتئاب بزيادة تناول الألياف الغذائية) في فترة ما قبل انقطاع الطمث بعد ضبط المتغيرات الأخرى، ولكن لم يُوثّق أي فرقٍ كبيرٍ عند النساء بعد سن اليأس. وأشارت الأبحاث إلى أنَّ استنفاد هرمون الاستروجين يمكن أن يؤدي دورًا في تفسير سبب عدم استفادة النساء بعد سن اليأس من زيادة الألياف الغذائية، لأن هرمون الاستروجين يؤثر في توازن الكائنات الدقيقة الموجودة في الأمعاء عند النساء قبل انقطاع الطمث وبعده.
ويمكن تفسير الارتباط بين الألياف الغذائية والاكتئاب جزئيًا عن طريق تفاعلات الأمعاء والدماغ، لأنه يُفترض أن التغيرات في تكوين الجراثيم المعوية (gut microbiota) قد تؤثر في النقل العصبي. كذلك تعمل الألياف على تحسين ثراء وتنوع الجراثيم المعوية (1).
وتسلط هذه الدراسة الضوء على ارتباطٍ مهمٍ بين تناول الألياف الغذائية والاكتئاب، ولكنَّ اتجاه الارتباط غير واضحٍ في هذه الدراسة القائمة على الملاحظة. مثل أن النساء اللائي يتمتعن بصحةٍ عقليةٍ أفضل ربما كان لديهن نظام غذائي صحي واستهلكن المزيد من الألياف، أو أليافاً غذائيةً أعلى. وقد يكون المدخول قد ساهم في تحسين صحة الدماغ عن طريق تعديل جراثيم الأمعاء أو مزيجٍ ما (2).
وتوجد الألياف الغذائية في الحبوب والفواكه والخضار، وهي إحدى أنواع المواد السكرية غير القابلة للهضم عند الإنسان، لذا تستطيع عبور المعدة والأمعاء دون أن تتغير. وتؤدي الألياف دورًا مُهمًا في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي، وضبط مستويات الغلوكوز والكولسترول السيئ في الدم ضمن الحدود الطبيعية، ومن الملاحظ أن سكان المناطق التي يكثر فيها استهلاك الألياف الغذائية هم أقلُّ عرضةً للإصابة بسرطان القولون وداء السكري وبعض الأمراض القلبية الوعائية بالمقارنة مع سكان المناطق الأخرى من العالم (3). وللمزيد عن الألياف الغذائية وأنواعها ومصادرها وفوائدها يمكنكم قراءة مقالنا:هنا
المصادر:
2. Petridis E. Link Between Dietary Fiber and Depression Partially Explained by Gut-Brain Interactions [Internet]. The North American Menopause Society (NAMS); 2021. Available from: هنا
3. Harvard T.H. Chan School of Public Health. Fiber [Internet]. The Nutrition Source. 2021 [cited 20 January 2021]. Available from: هنا