زيادة تناول الكالسيوم قد لا تحمي المسنّين من الكسور
الغذاء والتغذية >>>> التغذية والأمراض
وهو ما عملَ على تحريّه فريقٌ من الباحثين في نيوزيلاندا، إذ قاموا بدراسةِ الأدلةِ السابقةِ التي تشيدُ بضرورةِ زيادةِ المدخولِ من الكالسيوم سواءٍ كان من مصادره الغذائية أو عبر المكملات الغذائية لتحسين صحة العظام ووقايتها من الإصابة بالكسور. جمعَ الباحثون الأدلة التي توصّل إليها علماءُ سابقونَ عبر عدد من الدراسات المُعشّاة والتجاربِ الرصدية فيما يخص زيادة المدخول من الكالسيوم عبر الغذاء أو المكملات لدى الرجال والنساء بعمر الـ 50 سنةً فما فوق.
ونتيجةً لمراجعة الأدلة المذكورة آنفاً، وجدَ الباحثون في البحث الأول أنَّ زيادةَ مدخول الجسم من الكالسيوم عبر مصادره الغذائية أو المكملات لم يعزّزْ من صحةِ العظام أو يمنعِ الكسورَ لدى كبار السن، حيث لم يسبب تناوُلُ الكالسيوم على اختلاف مصادره إلا زيادةً طفيفةً في الكثافة العظمية لم تتعدَّ الـ 1 – 2%، وهي نسبةٌ ضئيلة من غيرِ المرجّح أن تساهم في خفض خطر الإصابةِ بالكسور.
أما في الدراسة الثانية، فقد وجد الباحثون أنْ لا وجودَ لأي ارتباطٍ يُذكر بين الحصولِ على كمياتٍ كبيرةٍ من الكالسيوم من مصداره الغذائية والإصابةِ بالكسور، كما لم تجدِ التجاربُ السريريةُ أيَّ دليلٍ يدعم الوقاية من الكسور عبر زيادة المدخول من الكاسيوم.
وبحسبِ البروفيسور Karl Michaëlsson من جامعة أوبسالا في السويد، فإنَّ الوقتَ قد حان لإعادة النظر بالتوصياتِ الغذائيةِ القائلةِ بضرورةِ زيادةِ كميات الكالسيوم إلى حدودٍ تتجاوز ما نحصل عليه عبر الحمية الغذائية. ويشيرُ أيضاً إلى أنّ هذه الإرشاداتِ الجائرةَ حول مدخول الكالسيوم وفيتامين D توحي بأن كلَّ من تجاوز عمرهم الـ 50 سنةً مُعرّضون لخطر الإصابة بالكسور وأنهم بحاجة لرفع مدخولهم من الكالسيوم علماً أن البحثين المنشورَين أشارا إلى العكس، بل إنهما نوّها أيضاً إلى زيادة احتمال تعرّضهم لبعض الآثار الجانبية الناتجة عن كميات الكالسيوم المُفرِطة.
أخيراً، فقد أكّد الباحث Michaëlsson على ضرورة تعديل الإرشادات الغذائية الخاصة بالكالسيوم خاصةً وأن حجمَ الأدلة التي أصبحت متوفراً يدعم ذلك بشدّة وبشكل خاص لدى كبار السن.
المصدر: هنا
الدراسة المرجعية:
Mark J Bolland, William Leung, Vicky Tai, Sonja Bastin, Greg D Gamble, Andrew Grey, Ian R Reid. Calcium intake and risk of fracture: systematic review. BMJ, 2015; h4580 DOI: 10.1136/bmj.h4580