التخثر المنتشر داخل الأوعية
الطب >>>> مقالات طبية
يعد التخثر المنتشر داخل الأوعية حالةً خطيرةً تنشأ بسبب فرط تفعيل عوامل التخثر واستهلاكها (1)، إذ تتشكل خثراتٌ صغيرة في الأوعية وتُستهلَك عوامل التخثر مما يؤدي إلى نزف مهدد للحياة، ويحدث التخثر المنتشر داخل الأوعية عادةً بوصفه اختلاطًا لأمراض أخرى (1-5).
الأسباب وعوامل الخطورة:
دائمًا ما يكون التخثر المنتشر داخل الأوعية تاليًا لسبب مستبطن (1-5).
فتتضمن الأسباب أو عوامل الخطورة: انتانَ الدم والانتانات الشديدة بما فيها فيروس كورونا (2)، وتحدث استجابة التهابية جهازية شاملة، ويُعد الانتان المنتشر داخل الأوعية أشيعَ عامل تخثر خطورةً (2,5).
تتضمن الأسباب الأخرى التهابَ البنكرياس والرضوض والأذيات النسيجية الشديدة واختلاطات الحمل والولادة (1-4) والارتكاسات الشديدة التالية لنقل الدم والإصابات الكبدية الشديدة (1,2,4).
إضافة إلى رفض الأعضاء المزروعة (2-4) والسرطانات الخبيثة مثل السرطانات الغدية وابيضاضات الدم؛ إذ تبلغ نسبة حدوث التخثر المنتشر داخل الأوعية في ابيضاض سلائف النقويات الحاد Acute promyelocytic leukemia 100% (3).
الأعراض والعلامات:
تعتمد أعراض التخثر المنتشر داخل الأوعية وعلاماته على ما إذا كان من النوع المزمن أو الحاد، فالنوع الحاد يحدث على نحوٍ مفاجئ وشديد، ويتطور في خلال ساعات أو أيام، والعلامة الأولى قد تكون النزف الذي قد يحدث في الجلد أو العضلات أو السبيل الهضمي أو أجواف الجسم (5).
في المقابل يحدث النوع المزمن من التخثر المنتشر داخل الأوعية حدوثًا أبطأ، وغالبًا ما يكون دون أعراض أو علامات، ويترافق النوع المزمن غالبًا مع السرطانات (5).
وتتضمن الأعراض والعلامات الأخرى الكدماتِ وانخفاضَ الضغط الشرياني والتخليطَ الذهني والزلة التنفسية (1,5) والحمى (1).
التحاليل المخبرية:
تُجرى عدة تحاليل مخبرية حالَ الشك بالتخثر المنتشر داخل الأوعية مثل تعداد الدم الكامل (CBC) مع لطاخة دم محيطي وزمن البروثرومبين (Prothrombin time - PT ) وزمن الثرومبوبلاستين الجزئي (Partial thromboplastin time - PTT) ومعايرة الفيبرينوجين (Fibrinogen) في الدم (بروتين يُساعد على تخثر الدم وقد يكون منخفضًا في التخثر المنتشر(5) ومعايرة D-dimer (مادة تُطلق في الدم عند انحلال الخثرة الدموية) (1,3-5).
إذ يُلاحظ تطاول زمن البروثرومبين وزمن البروثرومبين الجزئي، وزيادة في D-dimer الدم (3-5).
ويُلاحظ في تعداد الدم الكامل انخفاضَ عدد الصفيحات وكريات الدم الحمراء (2-5).
في حين في لطاخة الدم المحيطي قد تقلُّ صفيحات دموية على نحوٍ خفيف أو متوسط (3)، إضافة إلى مُشاهدة كريات دم حمراء متخربة التي تُعرف بالفصيمات الكروية (Schistocytes) (2-5)على الرغم من أنها علامة غير نوعية أو حساسة إذ هناك فقط في 10-50% من حالات التخثر المنتشر داخل الأوعية (3).
الاختلاطات:
قد يؤدي التخثر المنتشر داخل الأوعية إلى اختلاطات بسبب التخثر المُفرط أو النزف الذي يتبعه، فقد تكون هذه الاختلاطات مهددة للحياة مثل: متلازمة الشدة التنفسية الحادة، والصدمة، والسكتة الدماغية، والجلطة القلبية، والصمة الرئوية (وجود جلطات دموية في الرئتين)، والنزف بالسبيل الهضمي أو أي مكان آخر في الجسم.
وقد يحدث فشل الأعضاء المتعدد، فتمنع الخثرات الدموية وصولَ الأكسجين للأعضاء (5).
المعالجة:
تهدف معالجة التخثر المنتشر داخل الأوعية على نحو رئيس إلى معالجة السبب المستبطن الذي أدى إلى حدوثه؛ لأنه يحدث بسبب مرض آخر غالبًا (1-5)، فليس هناك علاج نوعي للمرض (1).
عدا عن علاج السبب المستبطن، تعد باقي التدابير والمعالجات معالجاتٍ داعمةً (3)، وتتضمن نقل البلاسما والصفيحات الدموية (4,5)، وتهدف المعالجات السابقة إلى إيقاف النزف أو منعه، في حين تهدف المعالجة بالأكسجين إلى وصول مزيد من الأكسجين إلى الرئتين والقلب وباقي الجسم في حال كانت الجلطات تمنع الأكسجين الوصولَ إلى الأعضاء (5).
وتتضمن المعالجات الداعمة أيضًا إعطاء مميعات الدم مثل الهيبارين، فيكون ضروريًا حالَ تشكل كمية كبيرة من الجلطات (1,2,4)، ومن آثاره الجانبية المحتملة النزف خاصةً عند تعاطي أدوية أخرى تسبب تمييع الدم مثل الأسبرين (5).
المصادر: