الثنائية اللغوية تؤخر أعراض داء ألزهايمر
التعليم واللغات >>>> اللغويات العامة
وثمة أدلة تشير إلى أن ثنائية اللغة تؤخر أعراض داء ألزهايمر؛ إذ تبين أن ثنائيي اللغة أكثر مرونة من أحاديي اللغة في التعامل مع التنكس العصبي. وتقدم دراسة نُشرت في مجلة داء ألزهايمر والاضطرابات المرتبطة به (Alzheimer Disease & Associated Disorders) أدلة على أن ثنائية اللغة يمكن أن تؤخر أعراض الخرف، بما في ذلك داء ألزهايمر، وقد أُجريت الدراسة بقيادة إلين بياليستوك (Ellen (Bialystok، الباحثة الشهيرة في آثار ثنائية اللغة، مع باحثين آخرين في علم النفس من جامعة يورك في كندا Canada's York University، ويُعتقد بأن هذه الدراسة هي الأولى التي تبحث في أوقات التحول من ضعف الإدراك المعتدل (mild cognitive impairment/MCI) إلى داء ألزهايمر لدى أحاديي وثنائيي اللغة، وعلى الرغم من أن ثنائية اللغة تؤخر بدء الأعراض، تقول بياليستوك إنه في حالة تشخيص داء ألزهايمر يكون التدهور نحو الإصابة الكاملة به أسرع بكثير لدى ثنائيي اللغة مما هو لدى أحاديي اللغة، وذلك لأن الداء قد يكون أكثر تطورًا حتى بالأعراض الأقل وضوحًا. وقد تابع فريقها 158 مريضًا من عيادة سام وأيدا روس الخيرية في مركز بيكرست لعلوم الصحة (Baycrest Health Sciences) ممن شُخصت إصابتهم بخلل إدراكي معتدل، وتابع الباحثون مواعيدهم المتباعدة بفاصل ستة أشهر في العيادة لمعرفة المرحلة التي تغير فيها التشخيص من ضعف إدراكي معتدل إلى داء ألزهايمر، فكان زمن التحول لدى ثنائيي اللغة وهو 1.8 سنة بعد التشخيص الأولي، أسرع بكثير مما كان عليه لدى أحاديي اللغة الذين استغرقوا 2.6 سنة للتحول إلى داء ألزهايمر. ويشير هذا الاختلاف إلى أن المرضى ثنائيي اللغة كانوا يتمتعون بمرونة عصبية عندما شُخصوا بالضعف الإدراكي أكثر من أحاديي اللغة، على الرغم من أنهم أظهروا المستوى ذاته من ناحية الوظائف الإدراكية (5).
أصبح أكثر من 50% من الأوربيين يتحدثون لغة ثانية على الأقل، وفي بعض الأماكن انعدم وجود أحاديي اللغة ممن تقل أعمارهم عن الخمسين على الرغم من وجودهم في بعض الدول الكبرى، لذلك يسعى الاتحاد الأوروبي إلى إيجاد طرق تعزز من فكرة تعلم لغة ثانية أو أكثر لدى الأجيال القادمة عن طريق برامج تثقيفية وأفلام هادفة وتعزيز السياحة على أمل تحسين نوعية الحياة وتقليص آثار الإصابة بالألزهايمر. وقد أثبتت إحدى الدراسات أن هذا الأمر لا يقتصر نفعه على مكتسبي اللغة الثانية في مرحلة الطفولة، بل يتعداه إلى متعلمي اللغة الثانية في مرحلة البلوغ، لذا تشجع المؤسسات التعليمية على تعلم اللغات الذي بدوره سوف يحد من الآثار السلبية لداء ألزهايمر عند التقدم بالسن (6).
المصادر:
2- Bloomfield L. Language. New York: Holt, Rinehart & Winston;1933. p. 56.
3- KÖKTÜRK Ş, Odacıoğlu M, UYSAL N. Bilingualism and Bilingual Education, Bilingualism and Translational Action. International Journal of Linguistics [Internet]. 2016 [cited 9 April 2021];8(3):72. Available from: هنا
4- Antoniou M. The Advantages of Bilingualism Debate. Annual Review of Linguistics [Internet]. 2019 [cited 9 April 2021];5(1):395-415. Available from: هنا
5- Berkes M, Bialystok E, Craik F, Troyer A, Freedman M. Conversion of Mild Cognitive Impairment to Alzheimer Disease in Monolingual and Bilingual Patients. Alzheimer Disease & Associated Disorders [Internet]. 2020;34(3):225-230. Available from: هنا
6- Albán-González G, Ortega-Campoverde T. Relationship between bilingualism and Alzheimer's. Suma de Negocios [Internet]. 2014 [cited 9 April 2021];5(11):126-133. Available from: هنا: 10.1016/S2215-910X(14)70027-8