حبة "الفيل الأزرق" تحت التجارب السريرية
الكيمياء والصيدلة >>>> علاجات صيدلانية جديدة
تعمل شركة "Small Pharma" على اختبار المواد الكيميائية المُهلوِسة؛ ومنها ثنائي ميثيل التربتامين (الـ DMT) بوصفه علاجاً محتملاً للاكتئاب وغيره من الاضطرابات النفسية، وتعد هذه التجربة السريرية الرسمية الأولى في العالم لتقييم فعالية استخدام الـ "DMT" بوصفه دواء بالمشاركة مع العلاج النفسي للمرضى ممن لديهم اضطراب اكتئابي شديد (1,2).
ما هو الـ "DMT"؟
يُعرف عقار الـ "DMT" بأسماء مختلفة منها "الجزيء الروحي"، وهو ذو خواص مهلوسة، ويعد أحد المركبات الرئيسية في شراب "الآياهواسكا (ayahuasca)"؛ الشاي المخمَّر المستعمل في الطقوس الدينية في بعض بلدان أمريكا الجنوبية.
ويُسبِّب الـ "DMT" عند تناوله هلوسات صوتية ومرئية قوية، ونشوة، وشعوراً بأنَّ الشخص في مكان وزمان وجسد مختلفين، وتتنوع تأثيراته حسب طريقة التعاطي؛ فيمكن أن يؤخذ فمويَّاً أو تدخيناً (3).
بعض خصائص الـ "DMT"
يُشتق هذا المركب من التربتامين، ولديه متبادلتين من N-methyl على سلسلته الجانبية، ويعدُّ من القلويدات التربتامينية. يعمل الـ "DMT" على زيادة تحرر السيروتونين (4)، ويصنَّف في الجدول رقم 1 للأدوية المُساء استخدامها؛ أي أنه يمتلك أماناً منخفضاً لاستخدامه طبيَّاً، ومن الممكن جدَّاً إساءة استخدامه. يتواجد فيزيائيَّاً على هيئة صلبة، وتتراوح درجات غليانه بين 60-80 درجة مئوية، ودرجة ذوبانه 46 درجة مئوية، وهو ينحل بالأحماض المعدنية المُخفَّفة وحمض الخل المُخفَّف (5).
تاريخ الـ "DMT"
لم تُكتَشف خواص الـ "DMT" المُهلوِسة حتى عام 1956؛ حين استخلص الكيميائي والمعالج النفسي الهنغاري "ستيفن زارا" المركب من نبات "الميموزا (Mimosa hostilis plant)"؛ وحقن نفسه بالخلاصة حقناً عضليَّاً. وأدَّت دراسات متتالية عدة إلى إنشاء الرابط بين العلم الحديث والاستخدام التاريخي لمركبات حاوية على الـ "DMT" في الطقوس الدينية والثقافية؛ كشراب الآياهواسكا، إضافة إلى دراسة تأثيره النفسي، والبنية الكيميائية لثنائي ميثيل تريبتامين (6).
وقد كان لاكتشاف عدد من المهلوسات في منتصف القرن العشرين وملاحظة تأثيرها على الاستيعاب والسلوك الفضل الأساسي في البحث عن وجود مركبات مهلوِسة داخلية المنشأ (موجودة في الجسم طبيعيَّاً)؛ ولكن المهلوسات المشتقة من التربتوفان التي وجدت هي ثنائي ميثيل تريبتامين و 5-مثوكسي ثنائي ميتيل تريبتامين فقط، واكتشف -لاحقاً- أن التربتوفان يتحول إلى "DMT" عن طريق الأنزيم "aromatic L-amino acid "decarboxylase، وأن الـ "DMT" يُصنَّع في المحيط ويُنقَل إلى الدماغ؛ مما قد يشير إلى قدرة العقار على عبور الحاجز الدماغي الدموي، وكان هذا الأساس في نشوء العديد من الفرضيات التي تُعزي تأثيراته العصبية إلى تصنيعه في المحيط ثم نقله إلى الدماغ (6).
ولوحظ -اعتماداً على نتائج تصوير الرنين المغناطيسي- أن الاستخدام الطويل الأمد لمشروب الأياهواسكا قد أحدث تغيرات في بنية الدماغ وتحسينات ملحوظة في الأعراض الاكتئابية؛ إذ انخفضت معدلات اليأس لدى الأفراد ممن شربوا الآياهواسكا لأكثر من 10 سنوات، وبما أن الـ " "DMT هو المكون الأساسي في مشروب الآياهواسكا فإن هذه البيانات تقترح وجود تأثير مضاد للاكتئاب له. ومع ذلك؛ فيجب ألا ننسى أن الآياهواسكا هو خليط معقد يحوي مواد أخرى غير الـ "DMT"، وعليه؛ فلا يمكن الجزم أن التأثيرات الإيجابية تُعزى إلى الـ "DMT" فقط (6)، ولكن الدراسات استمرت لتوصيفه توصيفاً أفضل، ومعرفة مستقبلاته وتوزعه الخلوي وفعالياته الحيوية معرفة أوسع، حتى وصلنا اليوم إلى الموافقة على إجراء تجارب سريرية لاستخدامه علاجاً للاكتئاب؛ ويبقى لنا أن ننتظر نتائج هذه التجارب.
المصادر:
المصدر 2: SPL026 (DMT Fumarate) in Healthy Subjects and MDD Patients - Full Text View - ClinicalTrials.gov [Internet]. Clinicaltrials.gov. 2021[cited 23 February 2021]. Available from: هنا
المصدر 3: Davis K. DMT: Side effects, facts, and health risks [Internet]. Medicalnewstoday.com. 2017 [cited 1 March 2021]. Available from: هنا
المصدر 4:Timmermann C, Roseman L, Schartner M.et al. Neural correlates of the DMT experience assessed with multivariate EEG. Scientific Reports [Internet]. 2019 [cited 5 May 2021];9(1). Available from: هنا 4
المصدر 5: PubChem. COMPOUND SUMMARY N,N-Dimethyltryptamine [Internet]. Pubchem.ncbi.nlm.nih.gov. 2021 [cited 6 May 2021]. Available from: هنا
المصدر 6: Barker S. N, N-Dimethyltryptamine (DMT), an Endogenous Hallucinogen: Past, Present, and Future Research to Determine Its Role and Function. Frontiers in Neuroscience [Internet]. 2018 [cited 5 May 2021];12(536). Available from: هنا