إيلون ماسك ومتلازمة أسبرجر هل هي سبب شغفه بتيسلا والفضاء؟!
الطب >>>> أمراض المشاهير
وُصفت متلازمة أسبرجر (Asperger syndrome - AS) أولَ مرة عام 1944، على أنها توصيف سلوكي للأفراد الذين يعانون صعوباتٍ في التواصل والتفاعل الاجتماعي.
وحاليًّا؛ تُصنف متلازمة أسبرجر على أنها إحدى اضطرابات طيف التوحد (Autism spectrum disorders - ASD) التي تشمل مجموعةً من الاضطرابات العصبية التطورية بدرجات ومظاهر متفاوتة والتي تُصنف بناءً على شدة الأعراض ومستويات الدعم المطلوبة، وعادة ما تبدأ (ASD) في مرحلة الطفولة الباكرة، وتتميز بوجود مشكلات في التواصل والتفاعل الاجتماعي، إلى جانب المشكلات السلوكية مثل الاهتمامات المحدودة والسلوكيات المتكررة (2).
أكثر الأعراض المميزة لـ (AS) هو اهتمام الطفل وهوسه بشيء أو موضوع واحد مع استبعاد الأشياء الأخرى؛ إذ يريد هؤلاء الأطفال معرفة كل شيء عن موضوع اهتمامهم، وتتمحور محادثاتهم مع الآخرين حول هذا الموضوع أيضًا، وتشمل الخصائص الأخرى لـ (AS) روتيناتٍ متكررة، وخصائصَ مميزةً في الكلام واللغة، إضافة إلى سلوك غير لائق اجتماعيًّا وعاطفيًّا وعدم القدرة على التفاعل بنجاح مع الأقران، ومشكلات في التواصل غير اللفظي، ومهارات حركية خرقاء وغير متناسقة.
يُعزَل هؤلاء الأطفال بسبب ضعف مهاراتهم الاجتماعية واهتماماتهم المحدودة، وقد يتعاملون مع أشخاص آخرين، لكنهم يجعلون المحادثة العادية مستحيلةً من خلال سلوك غير لائق أو غريب الأطوار، أو من خلال الرغبة في التحدث عن اهتماماتهم الفردية فقط (3).
وتؤدي العوامل الوراثية دورًا في إحداث (ASD)، وتشير البيانات إلى وجود المئات من الجينات المرتبطة باضطراب طيف التوحد، دون التعرف إلى طفرة محددة خاصة به، وقد تعمل العوامل البيئية بوصفها عاملًا خطرًا مستقلًّا لإحداث (ASD) أيضًا، وتشمل عمر الوالدين، وأحداث الفترة المحيطة بالولادة، وعواملَ أمومية، والبيئة الجنينية، والتعرض للسموم (2).
حاليًّا؛ لا توجد أدوية مخصصة لاضطراب طيف التوحد، ولكن تعتمد خطة العلاج الجيدة المتوفرة في الوقت الحالي على التركيز على نقاط القوة لدى هؤلاء الأطفال وتشجيع التطور عندهم في الأشياء التي يواجهون صعوبةً فيها، ومراقبة التقدم باستمرار وتعديل العلاج حسب الضرورة لمواصلة مساعدتهم على النجاح في المدرسة والعمل والحياة.
وتوجد العديد من العلاجات غير الجراحية للمساعدة في تدبير أعراض الحالة، وتشمل هذه العلاجات: العلاج الفيزيائي الذي يساعد على تحسين التنسيق والتوازن، والتركيز على نحو أفضل عند مواجهة ضوضاء أو مشاهد مشتتة للانتباه، وعلاج النطق الذي يمكن أن يحسن القدرة على التحدث بوضوح وبمستوى صوت مناسب، والعلاج المهني المسؤول عن تعلم المهارات الوظيفية اللازمة ليصبح الطفل مستقلًّا بنفسه، كذلك، يمكن اللجوء إلى معالجي الأسرة الذين يساعدون المرضى على تكوين علاقات صحية مع الأصدقاء والأحباء (4).
يمكن للمصابين -من خلال العلاج الفعال- تعلمُ كيفية التعامل مع إعاقاتهم، لكنهم ربما لا يزالون يجدون صعوبةً في المواقف الاجتماعية والعلاقات الشخصية، ولكن يستطيع العديد من البالغين المصابين العمل بنجاح في الوظائف؛ على الرغم من أنهم قد يستمرون في الحاجة إلى التشجيع والدعم المعنوي للحفاظ على حياة مستقلة (3).
المصادر:
2-Hosseini S, Molla M. Asperger Syndrome [Internet].Treasure Island (FL): StatPearls Publishing [updated 2021 March 6; cited 1 June 2021]. PMID: 32491480. Available from: هنا
3-National Institute of Neurological Disorders and Stroke. Asperger Syndrome Information Page [Internet]. Ninds.nih.gov. [updated 2019 March 27; cited 1 June 2021]. Available from: هنا
4-Cleveland Clinic. Asperger's Syndrome: Management & Treatment [Internet]. Cleveland Clinic. [updated 2021 Jan. 2; cited 1 June 2021]. Available from: هنا