شيب الشعر في سن مبكرة وعلاقته بالتغذية
الغذاء والتغذية >>>> التغذية والأمراض
كيف يحدث الشيب؟
تتمثل شيخوخة الشعر بحالتين مميزتين هما: انخفاض وظيفة الخلايا الصباغية (المعروفة باسم الشيب) وانخفاض إنتاج الشعر (1).
أما الشيب المبكر Premature Hair Graying. (PHG) فحتى الآن ليس هناك تعريف محدد لظاهرة الشيب المبكر، لكن بعض الدراسات تعرفها بأنها الحالة التي يكون فيها نصف الشعر رماديًّا قبل عمر الخمسين، ومن ناحية أخرى بعض الدراسات تعد تحولَ معظم الشعر أو كله إلى اللون الرمادي قبل عمر الأربعين هو الشيب المبكر، وأحيانًا يرتبط تعريف الشيب المبكر بالعمر والعرق دون ذكر نسبة الشعر الرمادي؛ إذ يحدد العمر الداخل في التعريف بحدوث الشيب قبل سن الـ20 عند العرق القوقازي والـ25 عند الآسيويين والـ30 عند الأفارقة (2).
ما الميلانين؟
تحوي بصيلات الشعر على خلايا صباغية تصنع الميلانين، وهو مادة كيميائية تعطي الشعر لونه، ومع تقدم العمر تبدأ هذه الخلايا بالموت، وتنمو الشعيرات الجديدة دون هذه الأصباغ بلون أفتح وبدرجات متعددة من اللون الرمادي والأبيض والفضي، وفي حال توقفت البصيلة عن صناعة الميلانين لن يكون هناك شعيرات ملونة مجددًا (3).
يختلف لون الشعر حسب كمية كل من الميلانين البني المسوَد melanin، والفيمولانين البني المحمر pheomelanin ونسبتهما (1).
أسباب الشيب المبكر:
مع أن السبب الأساس لفقد الميلانين جيني؛ إذ تحدد الجينات في أي عمر ستبدأ بفقدان الميلانين وكم سيكون ذلك سريعًا، لكن هناك عديدٌ من الأسباب الأخرى التي تسهم في حدوثه، فمثلًا قد يحدث مرافقًا لبعض الحالات الصحية مثل متلازمة ويرنر Werner syndrome ومتلازمة واردنبورغ Werner syndrome والشيخوخة المبكرة progeria (4) والاضطرابات المناعية مثل البهاق وأمراض الدرق وفقر الدم (1).
عوامل صحية وتغذوية قد تسبب الشيب المبكر:
- التدخين: يعتمد لون الشعر اعتمادًا أساسيًّا على توفّر صبغة الميلانين التي تنتجها الخلايا الصباغي أو عدم توفرها؛ وعلى الرغم من أنه لا تزال آليات تأثير التدخين على لون الشعر غير معروفة تمامًا، لكن إحدى الدراسات تشير إلى أن التدخين قد يرتبط بتوليد كميات هائلة من أنواع الأوكسجين التفاعلية مما يؤدي إلى زيادة الإجهاد التأكسدي. هذا التأثير المحفز للأكسدة قد يؤدي إلى إتلاف الخلايا الصباغية المنتجة للميلانين. هذه النظرية مدعومة بملاحظة أن الخلايا الصباغية في بصيلات الشعر الرمادي غالبًا ما تكون مفرغة على نحو كبير، وهي استجابة شائعة لزيادة الإجهاد التأكسدي. وتشير هذه الدراسة إلى أنّ هناك علاقةً واضحة (مع نسبة أرجحية معدلة تبلغ اثنين ونصف) بين ظهور الشعر الرمادي قبل سن 30 عامًا وتدخين السجائر (2).
- نقص فيتامين ب 12: تعد خلايا بصيلات الشعر خلايا تنقسم بسرعة، ومع ذلك فإن تكاثر هذه الخلايا يعتمد على تخليق الحمض النووي، الذي يعتمد على نحو أكبر على الإمداد الكافي من فيتامين ب 12، فيسهل فيتامين ب 12 استقرارَ طور التنامي الأولي لبصيلات الشعر فقد كانت مستويات فيتامين ب 12 في مصل الدم منخفضة انخفاضًا ملحوظًا في الأفراد الذين يعانون الشيبَ المبكر مقارنة بالمجموعة الشاهدة (1).
- نقص فيتامين ب 9 (حمض الفوليك): لوحظ أن 65٪ من حالات نقص حمض الفوليك مصحوبة بنقص فيتامين ب 12. إضافة إلى ذلك ارتبطت مستويات حمض الفوليك في الدم على نحو إيجابي مع مستويات فيتامين ب 12 في الدم على الرغم من أن هذا لم يكن ملحوظًا.
من الحقائق المعروفة أن نقص فيتامين ب 12 يضعف عملية التمثيل الغذائي لحمض الفوليك، مما يؤدي إلى نقص وظيفي في حمض الفوليك، وقد أظهرت دراسة الدور المحتمل لكل من فيتامين ب 12 وحمض الفوليك في حالات الإصابة بالشيب المبكر (4).
- نقص فيتامين ب 7 (البيوتين):
يعد نقص البيوتين مسببًا للشيب المبكر لكنه يستخدم بوصفه طريقة علاج على الرغم من عدم وجود أدلة موثقة، سواء بالنسبة لنقصها أو فعاليتها. ففي إحدى الدراسات على أشخاص يعانون الشيب المبكر وُجد أن مستويات البيوتين في الدم أقل من المستوى الطبيعي مقارنة مع الأشخاص السليمين (4).
- نقص المعادن: وجد أن مستويات النحاس وفيريتين المصل والكالسيوم في الدم تكون أقل في حالات الشيب المبكر (4).
- كذلك وجد أن بعض العوامل البيئية مثل المناخ والأشعة فوق البنفسجية لها تأثير في حالات الشيب المبكر (1).
أغذية مناسبة لتأخير الشيب:
- الأغذية الغنية بفيتامين ب12: تعد الأغذية الحيوانية مصدرًا رئيسيًا له كاللحوم والألبان والبيض والأسماك وكبد العجل وفي حبوب الفطور المدعمة، مما يجعل توافره الحيوي عاليًا في الجسم (5).
- الأغذية الغنية بفيتامين ب9: السبانخ والكبد والهليون والقرنبيط تعد أغنى الأغذية بالفولات. الخضراوات والأوراق الخضراء والفواكه والمكسرت والمنتجات الحيوانية من لحوم وبيض و أسماك (6).
- الأغذية الغنية بفيتامين ب7: كبد العجل وسمك السالمون والبيض والأفوكادو والبطاطا الحلوة والبذور والمكسرات (7).
- الأغذية الغنية بالنحاس: المحار والبحريات القشرية والكبد والكلى والخضار الورقية الداكنة والفواكه المجففة كالبرقوق والكاكاو (8).
إعداد: Manar Abu Ruqti
المصادر:
2. Zayed A, Shahait A, Ayoub M, Yousef A. Smokers′ hair: Does smoking cause premature hair graying?. Indian Dermatology Online Journal [Internet]. 2013 [cited 23 June 2021];4(2):90. Available from: هنا
3. Facts About Gray Hair: How to Care for It and Look Your Best [Internet]. WebMD. 2019 [cited 23 June 2021]. Available from: هنا
4. Daulatabad D, Singal A, Grover C, Chhillar N. Prospective analytical controlled study evaluating serum biotin, vitamin B12, and folic acid in patients with premature canities. International Journal of Trichology [Internet]. 2017 [cited 23 June 2021];9(1):19. Available from: هنا
5. Office of Dietary Supplements - Vitamin B12 [Internet]. Ods.od.nih.gov. 2021 [cited 23 June 2021]. Available from: هنا
6. Office of Dietary Supplements - Folate [Internet]. Ods.od.nih.gov. 2021 [cited 23 June 2021]. Available from: هنا
7. Biotin – Vitamin B7 [Internet]. The Nutrition Source. [cited 23 June 2021]. Available from: هنا
8. Copper in diet: MedlinePlus Medical Encyclopedia [Internet]. Medlineplus.gov. 2021 [cited 23 June 2021]. Available from: هنا