الرُّضَّعُ كثيرو الشكوى أكثرُ عرضةً للإصابة بالبدانة
الغذاء والتغذية >>>> تغذية الأطفال
وتقول الدكتورة Kai Ling Kong، مؤلفةُ الدراسة والأستاذةُ في جامعةJacobs School of Medicine and Biomedical Sciences، إنَّ الاختلافاتِ في السلوك تبدأ في وقتٍ مبكرٍ منذ مرحلة الإرضاع، ويمكن لهذه الاختلافاتِ أن تؤثرَ على السلوك الصحي مما يسببُ مخاطرَ صحيةٍ في المستقبل.
وشملت هذه الدراسة 105 من الرُّضَّعِ أعمارُهم 9-18 شهراً، تمَّ تعليمهم أنه بالضغط على زرٍّ يحصلون على جائزة. كرر الرُّضَّعُ هذه المهمة مرتين، حيث حصلوا في إحدى المرات على قطعةٍ من الغذاء المفضل لديهم كمكافأةٍ وفي المرة الأخرى حصلوا على مكافأةٍ غير غذائيةٍ عبارةٍ عن 10 ثوانٍ من اللعب مثلِ إطلاقِ الفقاعات، أو مشاهدة برامج الأطفال أو سماعِ الموسيقى. كما تم توجيهُ الأهل ليقولوا عباراتٍ محددةٍ لأطفالهم عند إتمامهم المهمة. وكلما استمر تنفيذ المهمة أصبح من الصعب على الرُّضَّعِ الحصولُ على جائزتهم عند الضغط على الزر، فكان عليهم أن يبذلوا جهداً أكبر بالضغط على الزر لأكثرَ من مرة. وتم حساب كمية الجهد الذي كان الرُّضَّعُ على استعدادٍ لأن يبذلوه للحصول على المكافأة وذلك بإحصاء عدد المرات التي يضغطها الطفل على الزر للحصول عليها، وخلال ذلك تم تقييمُ مزاج الأطفال. وتم تصنيف مزاج الطفل من خلال استبيانٍ عبر الإنترنت مكونٍ من 191 سؤالٍ أجاب عليه الآباء.
أظهر هذا الاستبيان أن الرُّضَّعَ الذين حصلوا على أعلى تقييم لما سُمي الدلال Cuddliness، وهو شعور السعادة الذي يُظهره الطفل عندما يتم حمله وعدم رغبته بالابتعاد، كانوا أقلَّ اهتماماً بالغذاء؛ وتم تفسير ذلك بأنَّ هؤلاء الرُّضَّع كانوا على استعدادٍ لبذل جَهدٍ أكبر للحصول على المكافأة غير الغذائية، لذلك فالرضيع الذي استمتع بكونه محمولاً من قبل مقدمي الرعاية كان أقل حماساً للعمل مقابل المكافأة الغذائية. وقد تم قياس مستوى "الدلال" عبر سؤال الأهل بضعة أسئلة مثل: عندما تقومون بحمل الطفل، كم مرةً يقوم بالركل أو الابتعاد؟ وعدما تقوم بتغذية طفلك في حضنك، كم مرة يقوم بالانكماش على نفسه حتى بعد الانتهاء من إطعامه؟
واستكمالاً للنتائج وُجد أن الأطفال الذين حصلوا على أعلى تقييم فيما يخص سرعةَ التعافي من الحزن والتوقفَ عن البكاء، كانوا أقلَّ حماساً للعمل من أجل الغذاء بالمقارنة مع البدائل غير الغذائية. على العكس من ذلك، فالأطفال الذين صنفوا بمستوى "دلالٍ" منخفضٍ والذين يستغرقون وقتاً أطول للتعافي من البكاء، كانوا أكثر اهتماماً بالغذاء، أي إنهم كانوا على استعدادٍ لبذل جهدٍ أكبرَ للحصول على المكافأة الغذائية.
وتقول الدكتورة Kong تعقيباً على هذه النتائج إن هذه العلاقة بين اختلاف المزاج والاهتمام النسبي بالغذاء سيساعد الباحثين على تحديد الطرق الصحيحة لتشجيع الأنظمة الغذائية الصحية بين الأفراد الأصغر سناً. كما يجب على الأهالي إيلاءُ اهتمامٍ واسعٍ بمنبهات الشبع عند الأطفال وعدمُ تدليل أطفالهم وإعطاؤهم الطعامَ فور بكائهم واستبدالُه بأساليب ومكافآتٍ غير غذائية؛ حيث إن الأطفالَ كثيرو الشكوى والذين لا يرضون بسهولةٍ إلا إذا تمت مكافأتهم بالغذاء تزيد عندهم خطورة التعرض للبدانة في المستقبل.
وفي حال لاحظ الأهلُ ميلَ أطفالِهم المُلفت إلى الغذاء فلا داعي للقلق مباشرةً، بل عليهم أن يّقَيِّموا علاقة طفلهم بالغذاء بالإضافة إلى تشجيعه في الانخراط بأنشطةٍ بعيدةٍ عن الطعام، كاللعب والأصدقاء وأنشطةٍ أخرى وجعلِها على شكل جائزةٍ، حيث تساعد هذه الطريقة في الحدِّ من ميل الطفل إلى إيجاد المتعة في الطعام وحده. كما أن استخدامَ مكافآتٍ أخرى غير الطعام، مثل رحلةٍ إلى الملعب أو مشاركة الأطفال اللعب، قد يساعد في الحد من الميل طفلهم إلى الطعام.
المصدر: هنا
الدراسة الأصلية:
Kai Ling Kong, Stephanie Anzman-Frasca, Denise M. Feda, Rina D. Eiden, Neha N. Sharma, Corrin L. Stier, Leonard H. Epstein. Infant Temperament Is Associated with Relative Food Reinforcement.Childhood Obesity, 2016; DOI: 10.1089/chi.2016.0001