الشوكولا.. "طعام الآلهة"؛ أنواع معشوقة الجماهير وفوائدها
الغذاء والتغذية >>>> الفوائد الصحية للأغذية
وفي عام 1502، أصبح كريستوفر كولومبوس أول أوروبي يتعرف إلى الكاكاو بعد استيلائه على زورق يحتوي على حبوب الكاكاو، علمًا أنها كانت بالنسبة له مجرد بذورٍ غامضة المظهر آنذاك (1).
أنواع الشوكولا:
للشوكولا أنواع عديدة أشهرها:
- الشوكولا المرة (الداكنة) Dark Chocolate: وتحتوي على مزيج من المواد الصلبة الناتجة من طحن حبوب الكاكاو (وقد تصل إلى 80٪ من الوزن الإجمالي) مع زبدة الكاكاو، وتتميز برائحة الكاكاو القوية، وذوبانها السريع في الفم تاركةً طعمًا مرًا ولذيذًا تعتمد جودته على نسبة الكاكاو. وترتبط معظم الفوائد الصحية للشوكولا بهذا النوع منها بسبب محتواه المنخفض من السكر والمرتفع من الكاكاو الغني بالفلافونويدات.
- شوكولا الحليب Milk Chocolate: وتتكون من زبدة الكاكاو والسكر ومسحوق الحليب والليسيثين والكاكاو (شريطة ألا يقل الأخير عن 20-25٪)، ولها رائحة كثيفة وطعم حلو مع طعمٍ مرٍّ بسيط.
- شوكولا جياندوجا Gianduja: وهي عبارة عن مزيج من البندق والكاكاو والسكر.
- الشوكولا البيضاء White Chocolate: تقتصر على زبدة الكاكاو والحليب والسكر دون المواد الصلبة الناجمة عن طحن حبوب الكاكاو؛ وبذلك تكون الأقل فائدة بين نظيراتها (1).
المحتوى الغذائي:
الكاكاو وهو المكون الأساسي في الشوكولا، ويحتوي على كمية كبيرة من الدهون، لكنه يحتوي على البولي فينولات التي تشكل قرابة 10% من الوزن الجاف للحبة، وأشهر هذه البولي فينولات مركب الكاتشين (37%) والأنثوسيانيدين (4%) والبروانثوسيانيدين (58%)؛ وهي المغذيات النباتية الأكثر وفرة في حبوب الكاكاو والتي يعزى إليها أثره الصحي المضاد للأكسدة.
كذلك يحتوي على مركبات نيتروجينية تشمل البروتينات ومركبات الميثيل كزانثين (الثيوبرومين والكافيين).
أما المعادن، فأهمها البوتاسيوم والفوسفور والنحاس والحديد والزنك والمغنيزيوم (1).
تتميز الشوكولا الداكنة بأعلى محتوى من البولي فينولات، يرافقه أعلى فعالية مضادة للأكسدة، تليها الشوكولا نصف الحلوة ثم شوكولا الحليب، وذلك لأن الشوكولا الداكنة تحوي 67-80% من الكاكاو في تركيبها. ويؤثر الأصل الجغرافي وتنوع النباتات والمناخ ونوع التربة ومنطقة الزراعة في محتوى البولي فينولات في الكاكاو، كذلك يمكن لخطوات التصنيع المختلفة التي تحول الكاكاو إلى شوكولا أن تغير أيضًا من المحتوى الفينولي للمنتج النهائي (2).
ويبين الجدول الآتي القيمة الغذائية لـ 100 غرام من الكاكاو ونوعين من الشوكولا (1):
Image: SYR RES
الاستعمالات الطبية:
في تجربة أجريت على متطوعين أصحاء، أدى استهلاك مشروب الكاكاو عالي الفلافونول Flavonol (تبلغ 494 ملغ) مدة 4 أسابيع إلى زيادة كبيرة في نمو البكتيريا المفيدة Lactobacillus spp وBifidobacterium spp مقارنةً بمشروب الكاكاو منخفض الفلافانول. وتتميز هذه البكتيريا بقدرتها على الحفاظ على حالة مضادة للالتهابات في الأمعاء.
كذلك بينت الدراسات الدور الإيجابي للكاكاو في مرض آلزهايمر من خلال تحسين الوظائف الإدراكية لدى المرضى. وبالمثل، فقد كان لمرض باركنسون نصيبٌ من فوائد هذه المادة، وذلك من خلال تثبيطها أنزيم الكيناز وفعاليتها المضادة للالتهابات مما يساعد على تأخير موت الخلايا العصبية.
ويبدة أن تناول كلٍّ من الشوكولا (وخصوصًا الداكنة) والتفاح يقلِّل الجوع ومستويات هرمون الغريلين المسؤول عن الشهية، ويحسنان المزاج ويزيدان من النشاط (3).
من جهةٍ أخرى، تحتوي الشوكولا على عديدٍ من المكونات ذات التأثير النفسي والتي تتميز بقدرتها على التأثير في الجهاز العصبي المركزي، ومنها فينيل إيثانول أمين الذي يحفز إفراز الدوبامين الحُبيبي في مراكز المتعة في الدماغ، والميثيل كزانثين الذي يرتبط أيضًا بالآثار الإيجابية لتناول الشوكولا (4).
وقد أثبتت الأبحاث أيضًا التأثيرات الوقائية لمركبات الفلافونويدات الموجودة في الشوكولا الداكنة في صحة للقلب، بما في ذلك خفض أكسدة البروتين الدهني منخفض الكثافة LDL، وزيادة مستويات البروتين الدهني عالي الكثافة HDL، وتثبيط تنشيط تجمع الصفائح الدموية، وتعزيز الخصائص المضادة للالتهابات التي تساعد على خفض ضغط الدم (4).
أما على مستوى الجلد فلم تكتفي بعض الدراسات بشرح فوائد الكاكاو لنضارة البشرة، بل بينت دوره في الوقاية من الأشعة فوق البنفسجية UV الضارة، وذلك بفعل تأثيره المضاد للأكسدة والمنتِج لمادة أوكسيد النتروز (5).
المصادر: