ثلاثة أحداث سيئةٍ! حتماً الحدثُ القادم سعيدٌ؛ مغالطةُ المقامر The Gambler's Fallacy
الفلسفة وعلم الاجتماع >>>> علم المنطق والأبستمولوجيا
وعند استخدام هذا النوع من الاستدلال بطريقةٍ معاكسةٍ يفترضُ المحاورُ أنَّه نظراً لظهورِ سلسلةٍ من النتائجِ في اتجاهٍ واحدٍ، فإنَّ هذا الاتجاه سيستمرُّ والنتيجة نفسها ستظهرُ، أي في كل مرَّةٍ تُقلَب بها العملةُ النقديَّةُ يظهرُ "النقش" فهنا تسمى مغالطة اليد الساخنة (Hot Hand Fallacy) وهذا النوع من الاستدلال يعدُّ مغالطةً أقلَّ من ذاك بقليلٍ؛ لوجود فرصةٍ ضئيلة لتوالي تكرار النتيجة نفسها ليس عشوائياً تماماً (2).
وكما هو الحال مع معظم المغالطات، فإن مغالطةَ المقامر منتشرةٌ لأنَّها تُعطي نوعاً من الاستدلال الجيد أو المقنع بالنسبة لمرتكبها (2).
"لقد توقفت عجلة الروليت على اللون الأحمر في آخر خمس دورات، لا شكَّ في أنها في الدورة التالية ستتوقف على اللون الأسود"
بالطبع لا توجد ذاكرة لعجلة الروليت، فلا توجد طريقة يمكن من خلالها تذكُّرُ نتائج الدورات السابقة وتعديل نتيجة لعبة الحظ الحالية وفقًا لذلك، ففي كل مرة تدار العجلة، هناك فرصة 50% بأن تتوقف على اللون الأحمر، و50% على اللون الأسود (3).
ولكن بالطبع مع الأشخاص، يختلف التقييم وتعطى أهمية للعامل النفسي، فالنَّاسُ كائناتٌ تاريخيّةٌ، ويتأثرون بفهمهم لما يحدث لهم حالياً وأيضاً بفهم ما حدث لهم وللآخرين في الماضي، وكذلك بما يعتقدون أنه سيحدث في المستقبل. فلو خسر فريق خمس مباريات متتالية، فقد تكون هذه الخسائر السابقة ذات صلة بالفعل بأداء الفريق التالي لمجرد أن الرياضيين، على عكس عجلة الروليت، يتذكرون الماضي ويتأثرون به، قد يصابُ الفريقُ بالإحباط بعد سلسلة الخسائر وبالتالي يلعب لعباً أقلَّ جودةً مما كان عليه في الماضي. أو ربما العكس، ازداد حماسُهم بعد هزائمهم الأخيرة وصمموا على الفوز بالمباراة التالية، وبالتالي تتحسن فرصهم (1).
أمثلة:
المصادر:
2. Sterling G. Gambler’s Fallacy. In: Arp R, Barbone S, Bruce M, ed. by. Bad Arguments. 1st ed. Hoboken: John Wiley & Sons Ltd; 2018. p. 157-159. Available from: هنا
3. Warburton N. Thinking from A to Z. 2nd ed. London: Routledge; 2000. p. 82-83