مغالطة التكلفة المعدومة Sunk cost fallacy
الفلسفة وعلم الاجتماع >>>> علم المنطق والأبستمولوجيا
هل أردتَ يوماً الحفاظَ على علاقةٍ عاطفيّةٍ لأنَّكَ استثمرتَ الكثيرَ من العاطفةِ والوقتِ فيها وترى أنّه من الشائن أن يذهبَ كلُّ ذلك أدراجَ الرّياحِ (1)؟ أو هل أكملتَ فيلماً مملّاً فقط كي لا يضيع عليك ثمن تذكرته!؟ وهل استمررتَ بدراسةِ فرعك الدراسي الذي لا تحبّه فقط لأنّك لا تريد أنْ تبدأ من جديد؟ إن فعلت ذلك فقدِ ارتكبتَ مغالطة التكلفة المعدومة.
تشير مغالطة التكلفة المعدومة (Sunk cost fallacy) إلى الرغبةِ في استكمالِ مجهودٍ ما بغرضِ تجنُّبِ تبذيرِ وقتٍ أو جهدٍ أو مالٍ استُثمر في هذا المجهود (2).
فمثلاً قد يقول قائلٌ: لقد كلَّفنا هذا المشروع البحثيُّ حتى الآن مليارَ ورقةٍ نقديّةٍ من أموالِ الحكومةِ ولهذا لا يمكننا أن نتخلّى عن هذا المشروعِ.
وبذلك نلاحظُ كيف يمكنُ أن تؤثر هذه المغالطة في القرارات الاقتصادية، حيث أن خوفنا من تبذير ما صرفناه من موارد على مشروع ما يجعلنا متمسكين به، عوضاً عن تقبّلِ الحقيقةِ المتمثلة في عدم إمكانية استرجاع التكلفة المصروفة عليه، إضافةً لكون هذا المشروعِ لا يقدِّمُ عوائدَ مقبولةً (1,3).
وكذلك قد تؤثِّرُ هذه المغالطةُ في القراراتِ السياسيّةِ، فمثلاً قد تستمرُّ الدولةُ في حربٍ ما بحجةِ أنَّ الضحايا الذين ذهبوا خلالها لا يجبُ أن تكونَ تضحيتهم هباءً (1).
يمكن أن نلخص الشكلَ العام لهذه المغالطة بالتسلسل الآتي:
1) صُرِفَتْ التكاليفُ على س.
2) إذاً س يستحقُّ متابعةَ الاستثمار فيه.
فعلى الرغم من أنَّ الرابطة بين 1 و2 ليست منطقية، فإن هذه المغالطة تعتمدُ على العاطفة التي تغيب المحاججة السليمة (1).
- طالما كنت لا تحب الوظيفة التي تعمل بها؛ فلماذا لا تتركها؟
- لأنني أمضيتُ عشرَ سنواتٍ فيها، فكيف أتركها بعد هذه المدة الطويلة!
لتجنّبِ هذه المغالطة يجبُ ألّا نفكِّرَ في المواردِ التي استثمرناها في شيءٍ ما عند اتخاذِ قرارٍ بشأنه، بل يجب أن ندع تفكيرنا الموضوعيَّ يتولَّى المهمة على أساس فائدته وعائده علينا، إذ إنَّ ما بذلناه من مواردَ لا يمكن استرجاعُه بأيةِ حالٍ (1)!
المصادر:
2. Arkes H, Blumer C. The psychology of sunk cost. Organizational Behavior and Human Decision Processes. 1985;35(1):124-140. Available from: هنا
3. Friedman D, Pommerenke K, Lukose R, Milam G, Huberman B. Searching for the sunk cost fallacy. Experimental Economics. 2007;10(1):79-104. Available from: هنا