يتيح التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET-Scan) صورًا مفصّلة ثلاثية الأبعاد لداخل الجسم، فيظهر بوضوح الجزء المراد فحصه، بالإضافة إلى إمكانية إظهار مدى جودة عمل وظائف معينة في الجسم بدلًا عن شكلها فقط (1).
وتوفر الصور المأخوذة من فحص الـ PET Scan معلومات مختلفة عن تلك التي تكشفها الأنواع الأخرى من الفحوصات، مثل التصوير الطبقي المحوري CT و المرنان المغناطيسي MRI، إذ يمكن من خلاله كشف المرض قبل ظهوره في اختبارات التصوير الأخرى (2).
وتُجرى فحوصات الـ PET Scan باستخدام مواد إشعاعية ( متتبّعة) لقياس العمليات الاستقلابية في الجسم (3)، إذ يمكن حقن المادة أو استنشاقها أو ابتلاعها اعتمادًا على العضو المراد فحصه؛ فتتجمع المواد الإشعاعية في المناطق ذات المستويات الأعلى من النشاط الاستقلابي، والتي غالبًا ما تترافق مع مناطق المرض، وتعمل ماسحات تصوير الـ PET Scan على الكشف عن الإشعاع المنبعث عن المادة الإشعاعية، فتظهر تلك المناطق كنقاط مضيئة في الصورة في حالة السرطان مثلًا، وبالتالي تعطي المناطق ذات النشاط الإشعاعي الأعلى امتصاص ولمعان أكبر على الصورة، ويستغرق فحص أي جزء من الجسم من 30 دقيقة إلى ساعة واحدة (1-3).
ويعدّ فحص الـ PET Scan فعالًا جدًا في الكشف عن العديد من الحالات أو تقييمها (2):
الأورام: يستخدم الـ PET Scan خاصةً في مجال الأورام؛ إذ يساعد في التحقق من حالات السرطان المؤكدة لتحديد مدى انتشار السرطان والاستجابة للعلاج، وغالبًا يُستخدم متتبع إشعاعي هو 18F-FDG (fluorine-18 fluoro-deoxyglucose)، وهو مشابه للغلوكوز، وبالتالي يعامله الجسم بطريقة مماثلة، فيساعد الـ FDG في تحديد الخلايا السرطانية؛ لأنها تستخدم الغلوكوز بمعدل أكبر من الخلايا الطبيعية، كما يساعد الـ PET Scan أيضًا في كشف النقائل الورمية في الجسم (1,3).
الأمراض القلبية: إذ يمكن لفحص الـ PET Scan اكتشاف مناطق نقص التروية القلبية، إضافة إلى المساعدة في اتخاذ القرارات الطبية بما يلائم التشخيص وحالة المريض (2).
اضطرابات الدماغ: يستخدم لتقييم اضطرابات الدماغ مثل الأورام، وداء ألزهايمر، والنوبات الصرعية (2). وقد أدى الـ PET Scan إلى تحسين المعرفة الفيزيولوجية المرضية لاضطرابات باركنسون، وأصبح يستخدم كأحد المعايير الداعمة لتشخيصه (3).
لأمراض المعدية: يساعد الـ PET Scan في تحديد وجود استجابة التهابية مرتبطة بالعدوى، وتشمل تطبيقاته مرض ذات العظم والنقي، والتهابات المفاصل الاصطناعية، والتهابات الأوعية الدموية (3).
أمراض المناعة الذاتية وأمراض الجهاز الحركي (3).
المساعدة في التخطيط للعمليات الجراحية مثل جراحة الدماغ لعلاج الصرع (1).
ويستعمل أيضًا الـ PET Scan بصفة موجه في الجراحة التجسيمية والإشعاعية (3).
كيف يُحضر اجراء الـ PET Scan؟
يجب إخبار الطبيب بالوضع الصحي بأكمله بما في ذلك وجود أي رد فعل تحسسي أو وجود حالة مرضية مرافقة مثل السكري، أو حمل، أو رضاعة طبيعية، أو تناول أي نوع من الأدوية (2).
وينصح بعدم تناول الطعام لمدة 6 ساعات مسبق"ا (1,3).
يجب تجنب التمارين الشاقة قبل الفحص، إذ تؤدي إلى زيادة امتصاص الأنسجة للمواد المشعة (3).
وكما هو معروف؛ فإن التعرض لأي إشعاع يحمل معه خطرًا ضئيلًا جدًا في حدوث السرطان. إلا أن كمية الإشعاع التي يتعرض لها المريض في PET Scan آمنة، إذ تصبح المادة الإشعاعية أقل نشاطًا بمرور الوقت، وتُطرح من الجسم خلال ساعات قليلة على نحوٍ طبيعي، ويمكن أن يساعد شرب السوائل بعد الفحص في التخلص منها (1).
المصادر:
1-Pet scan [Internet]. UK: NHS [updated 2021 Mar 17; cited 2021 Jun 4]. Available from: هنا 2-Positron emission tomography scan - about [Internet]. USA: Mayo clinic [updated 2021 Aug 10; cited 2021 Jun 4] . Available from: هنا 3-Kapoor M, Kasi A. PET Scanning [Internet]. StatPearls [updated 2021 May 10, cited 2021 Jun 4]. PMID: 32644515. Available from: هنا