الفليفلة الحارة؛ يعشقها بعض الناس ويكرهها آخرون
الغذاء والتغذية >>>> الفوائد الصحية للأغذية
وُثقت الآثار المفيدة للتوابل ومكوناتها النشطة بيولوجيًّا مثل الكابسيسين Capsaicin منذ فترة طويلة في دراسات سكانية تجريبية أو صغيرة الحجم (1). وأظهرت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يتناولون الأطعمة الغنية بالتوابل كل يوم تقريبًا لديهم فرصة بنسبة 14٪ للعيش لفترة أطول من أولئك الذين يتناولون الأطعمة الغنية بالتوابل أقل من مرة واحدة في الأسبوع (2).
وقد نظر الباحثون في البيانات الصحية والغذائية التي جُمعت من 487375 شخصًا، تتراوح أعمارهم بين 30-79 بعد استبعاد المشاركين الذين لديهم تاريخ من السرطان وأمراض القلب والسكتة الدماغية من الدراسة (2).
خلال متابعة متوسطها 7.2 سنة، من بين 11820 حالة وفاة بين الرجال و8404 حالة وفاة بين النساء أظهرت النتائج أن الرجال والنساء الذين تناولوا الأطعمة الغنية بالتوابل بانتظام كانوا أقل عرضة للوفاة خلال فترة الدراسة من أولئك الذين تناولوا طعامًا حارًا أقل (2).
كذلك فقد كانوا أقل عرضة للوفاة بسبب أمراض معينة، بما في ذلك السرطان وأمراض القلب والجهاز التنفسي (2).
لوحظ الارتباط بعد تعديل عوامل الخطر الأخرى المعروفة أو المحتملة، وكان أقوى لدى الأشخاص الذين لم يشربوا الكحول مقارنة بمن يشربون (2).
ولأن الكابسيسين هو المكون النشط الرئيس للفليفلة الحارة، فقد بُلّغ عن الأدوار المفيدة له على نطاق واسع فيما يتعلق بمضادات السمنة ومضادات الأكسدة والتأثيرات المضادة للالتهاب والسرطان وارتفاع ضغط الدم وفي تحسين توازن الغلوكوز (1).
إضافة إلى أنهم تعرفوا منذ فترة طويلة إلى الوظيفة المضادة للميكروبات في التوابل بما فيها الفليفلة الحارة، وقد يكون لمثل هذه الخاصية تأثير مهم في الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء لدى البشر (1).
في السنوات الأخيرة أثبتت الأدلة أن جراثيم الأمعاء عامل استقلابي جديد ومهم يؤثر في صحة المضيف، وقد ربطت عديد من الدراسات التي أجريت على البشر الوفرة والتكوين ومستقلبات الكائنات الحية الدقيقة في الأمعاء بخطر السمنة والسكري وتليف الكبد وأمراض القلب والأوعية الدموية (1).
ومع ذلك فإن كيفية تأثير الأطعمة الغنية بالتوابل ومكوناتها النشطة بيولوجيًا في تكوين ميكروبيوتا الأمعاء ونشاطها لمّا يُتحقق منها (1). كذلك فإن الفليفلة الحارة محملة بفيتامين c وفيتامين A ومنخفضة السعرات الحرارية والدهون (3).
لكن لماذا يحب الناس تناول الطعام الحار؟
يوضح بول روزين أستاذ علم النفس الذي يركز بحثه في علم النفس الثقافي وعلاقة الإنسان بالطعام أن: "المازوخية الحميدة Benign masochism، هي عندما يستمتع الإنسان بالألم، وهذا الألم يكاد يكون غير ضار دائمًا، لكن جسده يعده ضارًّا، ولذلك يرفض الجسم الفليفلة الحارة chili peppers لأنه يشعر بأنه مليء بذكريات الأذى، في حين أنه في الواقع ليس كذلك " (3).
أما عن سبب ممارسة الناس لهذه العادة المؤلمة في المقام الأول: فإن التأثير الاجتماعي كما يصفه هو ما يجعل الشخص يرغب في تجربة طبق حار مرة ثانية لأنه يرى شخصًا آخر يفعل ذلك، ويشعر بأنه مضطر للانضمام إليه (3).
ومع مرور الوقت يتسامح العقل والجسم مع التوابل بل ويتعلمان الشعور بالمتعة منها؛ هذه المشاعر تشبه البكاء في أثناء فيلم أو الشعور بنبضات القلب في أثناء ركوب الأفعوانية (3).
هل الأطعمة الحارة مفيدة إفادة كاملة أو أن لها أضرارَها؟
يوضح روزين: "أنه إن كان هناك استجابة سلبية لمستويات الحرارة المرتفعة في طبق ما، فعادة ما يخدع الجسم نفسه ليضع علامة على أنه ضار" (3).
ومع ذلك، يمكن أن يأتي الضرر الفعلي من مستويات الحرارة المرتفعة للغاية التي قد تؤدي إلى تفاقم قرحة الفم، لكن بخلاف ذلك هناك القليل من الأدلة على أن الفليفلة الحارة لا تلحق أي ضرر بالجسم، بخلاف جعل بعض الأعراض أسوأ (3).
أشهر أنواع الفليفلة:
الفليفلة الجرسية Bell pepper: ليست حارة وتأتي في مجموعة متنوعة من الألوان التي تجعله الخضروات المثالية لإضافة اللون والملمس والنكهة الخفيفة إلى أي وجبة (4).
هلابينيو Jalapeno: هلابينيو واحدٌ من أشهر أنواع الفليفلة الحارة، أقصى درجة حرارة لها هي حوالي 10 آلاف وحدة حرارية سكوفيل (مقياس لقياس درجة الطعم الحار) (4).
سيرانو Serrano: يشبه الهالابينيو، على الرغم من أنه عادة ما يكون أصغر حجمًا، يحزم سيرانو كثيرًا من الحرارة التي تعتمد على حجم الفليفلة (4).
كايين Cayenne: يتميز بطعم حار أكثر بقليل. التوابل المشتقة من الفليفلة المجففة والمطحونة، هي مكون مسحوق الفليفلة الحارة الرئيس.
هابانيرو Habanero: عادةً ما تكون الفليفلة الحمراء والبرتقالية حارة للغاية، وقد يصعب التعامل معها.
على الرغم من أنها توفر حرارة ونكهة ملحوظة، لكنها تستخدم أساسًا في صنع الصلصات الساخنة، ارتدِ القفازات والنظارات الواقية دائمًا عند العمل مع هذا النوع (4).
المصادر:
2. Frequent spicy food consumption linked with longer life [Internet]. Harvard.T.H.Chan. 2015 [cited 25 February 2022]. Available from: هنا
3. Baker B. Spicy foods: To eat, or not to eat | Penn Today [Internet]. Penn Today. 2019 [cited 25 February 2022]. Available from: هنا
4. A Basic Guide To Hot Peppers [Internet]. Auguste Escoffier School Of Culinary Arts. 2014 [cited 25 February 2022]. Available from: هنا