السينثول Synthol- الأضخم لا يعني الأفضل أو الأقوى
الغذاء والتغذية >>>> الرياضة وتغذية الرياضيين
Image: loby.dvrlists.com
كما شاعَ استخدامُ السينثول لتضخيم أجزاءٍ أو عضلاتٍ محددةٍ من الجسم، وخاصّةً تلك التي يصعبُ تضخيمُها كعضلاتِ السمانة (بطّة الرجل Calves) أو الكتفِ أو عضلاتِ الزّند الأماميّة Biceps والخلفيّة Triceps، وهي حالةٌ عانى منها العديدُ من لاعبي كمال الأجسامِ الشهيرين أمثالَ Dexter Jackson و Dennis Wolf وFlex Wheeler وغيرِهم، وذلك على الرّغمِ من التمريناتِ الكثيفةِ التي مارسوها وحتى استخدامِ الستيروئيدات الذي لم يكُن نافعاً بما يكفي.
تاريخ السينثول:
يُعتقد أنّ فكرةَ حقن العضلاتِ للحصول على حجمٍ أكبرَ بدأت في ثمانينات القرنِ الماضي عبرَ استخدامِ أحدِ أنواع الستيروئيدات المعروفِ باسم Esiclene، والذي كان يستخدمُ للحصولِ على ضخامةٍ سريعةٍ ومؤقّتةٍ قبلَ المنافساتِ الرّياضيّة، حيثُ يُحقنُ هذا الستيروئيد في العضلةِ مباشرةً ليعملَ على التّسبّبِ بالتهابٍ فيها، ممّا يُسبب ضخامةً شبه فوريّة بعد الحقن، وعلى الرّغم من أنّ التأثيرَ كان عرَضيّاً ومؤقتاً، إلّا أنّه حقّقَ رغباتِ واحتياجاتِ هؤلاءِ الرياضيّين المستعدّين لفعلِ أيّ شيءٍ للفوز.
في أوائل التسعينات، قام شخصٌ ألمانيّ يدعى Chris Clark بطرحِ فكرةِ مركّبٍ آخرَ غيرِ ستيروئيديّ يعطي ضخامةً عضليةً تدومُ أكثر، وأطلق على هذا المركب اسم السينثول Synthol. تبيّن لاحقاً أن هذا الاسمَ مسجلٌ كعلامةٍ تجاريةٍ واسمٍ صيدلانيٍّ، فقام بتغيير اسم منتجِه إلى Pump N' Pose، ويمكنُ ترجمةُ هذا الصطلحِ إلى "ضُخ وشكِّلّ" موضّحاً إمكانيةَ حقنِ العضلةِ للحصولِ على الشكل المطلوب، ولكن السينثول بقيَ الاسمَ الأشهرَ والأكثر تداولاً لهذا المنتج. وكان منِ أوائل مستخدمي السينثول شخصٌ ألمانيّ اشتُهِر لاحقاً بامتلاكِه أكبرَ ذراعٍ في العالم، إذ وصل محيطُها إلى 27 إنش.
Image: melissaoleman.blogspot
تركيب السينثول:
يظنُّ البعضُ أن السينثول هو نوعٌ من أنواعِ الستيروئيدات، لكنّ هذا الاعتقادَ خاطئ، فالستيروئيدات هي هرموناتٌ أو مركباتٌ شبيهةٌ بالهرمونات، تحفّزُ نمو العضلاتِ وقد تعرّضنا لتفاصيلَ سابقةٍ حول الستيروئيداتِ والمشاكلِ التي تنتجُ عنها في مقالٍ سابق يمكنكم الاطّلاعُ عليه هنا.
ونظراً لأن السينثول مركّبٌ حديثٌ نسبياً، فإنّ الدراساتِ حولَهُ ما زالت قليلةً جداً وتكاد تكونُ نادرةً أحياناً، ولكن دراسةً بولندية أشارَت إلى أن السينثول مُكونٌ من 85% من الزيت (عادةً ما تكونُ دهوناً ثلاثيةً متوسطةَ طولِ السلسلة Medium-chain triglyceride كونها تعطي أفضلَ النتائج)، و7.5% من الليدوكائين Lidocaine (وهو مسكّن ألم)، و7.5% من الكحول لتعقيمِ المزيج.
Image: Syrian Researchers
استخدامه:
يتمّ حقنُ السينثول في رؤوسِ العضلاتِ أو بينَ أليافِ الحِزم العضليّةِ بجرعةٍ معينة يتم تكرارها يومياً وبشكلٍ تدريجيّ حتى تزداد الكميةُ المتراكمةُ منهُ مسببةً انتفاخَ العضلاتِ المحقونة بشكلٍ غيرِ طبيعي. ويذكرُ من أشهر أساليب استخدام السينثول حقنُ رأسِ العضلة بجرعةٍ قدرها 1 مل يومياً لمدة 10 أيام، تتم زيادتُها فيما بعد إلى 2 مل يومياً لنفسِ المدّة، ثم إلى 3 مل حتى يصبحَ مجموعُ المدّةِ شهراً كاملاً يزدادُ خلالَهُ حجمُ العضلة بمقدار 3 إنشات. تُستقلبُ نسبةُ 30% من الجرعةِ في الجسم، ويتراكمُ الباقي ليتفكّكَ ببطءٍ خلال 3-5 سنواتٍ (وأحياناً أقل).
وكما ذُكر سابقاً، فإن العضلاتِ المحقونةَ بالسينثول تظهرُ بشكلٍ غير طبيعي حتى عند استخدامِه من قبل أشخاصٍ مختصّين وبدقّةٍ كبيرة، وقد يدفعُهم ذلك أحياناً إلى إعادة استخدامِه لتصحيح العيوب بعملية تُعرفُ بالـ "النفخ أو الحشو Fluffing". وعلى الرّغم من الشكلِ غير الطبيعيّ للعضلةِ إلّا أن الأشخاصَ غيرَ المختصّين قد يجدون صعوبةً في تمييز العضلاتِ المحقونة بالسينثول، ومن بين الرياضيين الذين يُشكُّ باستخدامهم للسينثول ولكن دون إثباتٍ حتى الآن نذكر:
Image: Syrian Researchers
مشاكلُ السينثول وآثارُه الجانبية:
ادّعى مصنّع السينثول عدمَ وجودِ أيّ نتائجَ سلبيةٍ لاستخدامِه، إلا أنّ تلكَ النتائجَ كانت واضحةٌ جداً للأسف، وخاصةً من الناحيةِ الشكليّة، حيث يلاحظُ أن السينثول يسبّب تشوهاتٍ في شكلِ العضلة حتى عندَ الاستخدامِ الدقيق تحت الإشراف الطبي. أمّا عند استخدامه بشكلٍ شخصيٍّ ودون رقابةٍ طبيةٍ عاليةٍ، فإنّ النتائجَ تكون كارثيةً وأكثرَ وضوحاً وتشوّهاً.
إضافةً لذلك، يمكنُ أن تُسبّب عمليةُ الحقنِ بعضَ المشاكلِ التي تتراوحُ من تلفِ الأعصابِ أو الأوعيةِ الدموية أو الألياف العضلية، وصولاً إلى انتقالِ بعضِ الأمراض كالإيدز. وفي بعضِ الحالاتِ، يتسبّب الحقن بتورّمِ النسيج العضلي الذي يكون مصحوباً بألمٍ شديدٍ والتهاباتٍ قد تتطلب إجراء مداخلةٍ جراحية. كما يمكن للسينثول أن يتسبّب بجلطاتٍ رئويةٍ ونوباتٍ قلبيةٍ ودماغيةٍ. الأمرُ المثيرُ للسخرية هو توفّر هذا المنتجِ بشكلٍ قانونيّ، إذ يمكنُ الحصولِ عليه بسعرِ 400 دولارٍ للعبوة تحت اسم Posing oil.
Image: leanmuscleproject.com
إحدى الحالات الشهيرة:
تعتبرُ حالة اللاعب الأمريكي Gregg Valentino الأكثرَ شهرةً فيما يخصُّ عملياتِ حقنِ السينثول، إذ سبّبت له الحُقنُ تورّماً في ذراعِهِ اليمنى وإصابتَها بالتفرّحاتِ والنزيف، فضلاً عن معاناتِه من الحمّى الناتجةِ عن الالتهاب. وممّا زاد الأمرَ سوءاً هو محاولتُهُ تخفيفَ الألمِ باستخدامِ حقنةٍ لتفريغ العضلة، إلّا أنّ هذا أدّى إلى تشقُّقِها فيما يشبهُ الانفجار (الصورة أدناه) وتم على إثرِ ذلك نقلُه إلى المشفى للعلاج.
Image: acidcow.com
وعلى الرّغم من أن جميعَ الأعراض تدُلُّ على استخدامِه للسينثول إلا أنّه أدّى دورَ البطولةِ في فيلمٍ وثائقيّ بعنوان: "الرجل الذي انفجرت ذراعاه The man whose arms exploded" زعمَ فيه أن إصابتَهُ ناتجةٌ عن حقنِ نفسِهِ بالستيروئيدات. ويمكنكم الاطلاع على الفيلم بالضغط
Image: m.tiin.vn
في الختام، لا بدّ من التأكيدِ على أنّ كبَرَ حجمِ العضلةِ لا يعني أنها أقوى أو أفضل، وأنّ الممارساتِ الخاطئةَ للحصولِ على حجمٍ وهميٍ قد تُكلّفكَ صحّتكَ وحياتَك. وكما نقولُ دوماً، فإن هدفكَ الحقيقيّ يجب أن يكون الحصولَ على جسمٍ سليمٍ من خلالِ التمارينِ الصحيحةِ والجهدِ المترافقِ بالتغذيةِ المتوازنة والسليمة.
المصادر:
1. هنا
2. هنا
3. هنا
4. هنا
5. هنا
6. هنا
7. Banke, I.J., Prodinger, P.M., Waldt, S., Weirich, G., Holzaofel, B.M., Gradinger, R., & Rechl, H. (2012). Irreversible muscle damage in bodybuilding due to long-term intramuscular oil injection. International Journal of Sports Medicine, 33: 829-34
8. Darsow. U., Bruckbauer, H., Worret, W.-I., Hofmann, H., & Ring, J. (2000). Subcutaneous oleomas induced by self-injection of sesame seed oil for muscle augmentation. Journal of the American Academy of Dermatology, 42: 292–4
9. Ghandourah, S., Hofer, M.J., Kiebling, A., El-Zayat, B., Dietmar Schofar, M. (2012). Painful muscle fibrosis following synthol injections in a bodybuilder: a case report. Journal of Medical Case Reports, 6: 248