هل يتغيّر التوجه الجنسي مع التقدم في العمر؟
التوعية الجنسية >>>> الحياة والحقوق الجنسية والجندرية
تشير الاعتقادات السائدة إلى أن الميول الجنسي ثابت ويتحدد منذ الولادة بناءً على جنس الجنين وتفترض هذه الاعتقاداتُ أيضًا وجودَ هويتين جندريتين فقط (امرأة ورجل).
تطور فهمنا لاحقًا وأصبحنا نُدرِك وجود طيفٍ من الهويات الجندرية، وطيفٍ من الميول الجنسية لا يرتبط بالضرورة بالجنس المحدد عند الولادة بل يتطور ويتجلى مع التقدم في العمر وتحديدًا في سن البلوغ والمراهقة، إذ يبدأ المراهق باكتشاف ذلك بنفسه ويتعرف بالتالي إلى هويته الجندرية وميوله الجنسي (1,2).
لكن ذلك لم يكن كافيًا، إذ أن الدراسات حول كون التوجه الجنسي والهوية الجندرية ثابتان كان ينقصها الكثير، بسبب صَِغرِ العينات المدروسة ووصمةِ العار التي تُلازم الأشخاصَ الذين يفصحون عن ميولهم وهويتهم الجندرية وطبيعة المجتمعات التي تُجرى فيها هذه الدراسات، لكن الأمر لم يتوقف بل استمرت حملات التوعية الجنسية بالانتشار سواء على أرض الواقع أو الواقع الإفتراضي كمنصات التواصل الاجتماعي والمواقع التعليمية (1,3).
خلصَت الدراسات الحديثة إلى كونِ الميول الجنسي والهوية الجندرية كطيفِ الألوان، أي يمكنك تخيُّلُ حائطٍ ملونٍ أقصى اليمين باللون الأسود (لنفترض أن ذلك يعني كونك مماثل الهوية الجندرية/مغاير الميول الجنسية)، وأقصى اليسار باللون الأبيض (مغاير الهوية الجندرية/مثلي الميول الجنسية) وكل الألوان ما بين اللونين الأبيض والأسود تمثِّل تدرُّجاتِ الهويات الجندرية والميول الجنسية(1-3).
لنشرح الموضوعً على نحوٍ أفضل:
كون الميول الجنسية والهويات الجندرية طيفية، يعني أن معظم البشر لديهم درجاتٌ متباينةٌ من ألوان الطيف تلك، فقد يكون أحدهم مغاير الميول الجنسي بنسبة 80% ومثلي الميول الجنسي بنسبة 20%(1,2).
ولا تقتصر نتائجُ الدراسات على ذلك فحسب، بل إن الميول الجنسي قد يتغير فعلًا مع التقدم في العمر وتلقي التوعية الجنسية العلمية حول ذلك، أي كلما زاد الوعي حول كون الميول الجنسية أمرًا طيفيًا كلما أعاد البشر التفكير بذلك واكتشاف أنفسهم على نحوٍ أفضل(2,3).
وجدت الدراسات أيضًا أن النسبة هذه تزيد عند النساء أكثر من الرجال، وتكون أوضح لدى المجموعات المدروسة عوضًا عن مجتمعٍ بأكمله(3).
يُدعى كل ما ذكر سابقًا بالسيولة الجنسية، أي أن أغلب البشر يتراوحون ضمن طيف الألوان ما بين اللونين الأسود والأبيض، الأمر فقط بحاجة للمزيد من حملاتِ التوعية والانفتاح المجتمعي لتقبُّلِ هذه الحقيقة حتى يُصبح أمرًا طبيعيًا لدى كل البشر خصوصًا الأقليات المضطهدة بسبب ذلك(3).
لا تزال الدراسات حول الميول الجنسية والهوية الجندرية للبشر مستمرةً وبنتائج جديدة مبهرة كل يوم، ونأمل حقًا أن تصلَ هذه التوعية الجنسية إلى كل البشر حتى يستطيعوا فهم أنفسهم على نحوٍ أفضل.
المصادر: