الدهون؛ متهمة أم بريئة؟
الغذاء والتغذية >>>> مدخل إلى علم التغذية
أنواع الدهون:
1- (الدهون غير المشبعة - Unsaturated Fat):
هي دهون مفيدة لأنها قد تحسّن مستويات الكوليسترول في الدم وتخفف الالتهاب وتثبت انتظام القلب وتؤدي عددًا من الأدوار المفيدة الأخرى. نجد الدهون غير المشبعة غالبًا في الأطعمة النباتية كالزيوت النباتية والمكسرات والبذور وقد نجدها في السمك مثل دهون أوميغا 3، التي تعدّ نوعًا مهمًا من الدهون غير المشبعة (1).
وفي دراسة على زيت السمك، تبين أنه قلل نسبة الوفيات كثيرًا الناجمة عن الأسباب جميعها، واحتشاء عضلة القلب، والموت القلبي المفاجئ، أو السكتة الدماغية (2). وأظهرت دراسة أجرتها هيئة التدريس في كلية هارفارد للصحة العامة أن ارتفاع دهون أوميغا 3 في الدم، يرتبط بانخفاض خطر الوفاة المبكر بين كبار السن (1).
وترتبط عوامل الخطر القلبية الوعائية التقليدية بضعف البطانة الوعائية ويمكن تعديلها عن طريق الدهون الغذائية؛ إذ أظهرت دراسة تبين أن اتباع نظام غذائي غني بزيت الزيتون البكر مدة 4 أسابيع يحسّن وظيفة بطانة الأوعية. وتشير النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة أن اتباع هذا النظام الغذائي يحافظ على توسع الأوعية المعتمدة على البطانية في أثناء حالة ما بعد الأكل، مما يعيق تطور تصلب الشرايين (3).
2- (الدهون المشبعة - Saturated Fat):
هناك دهون مشبعة أساسية في الأطعمة الحيوانية، لكن بعض الأطعمة النباتية تحتوي أيضًا على نسبة عالية منها، كجوز الهند وزيت جوز الهند وزيت النخيل وزيت نواة النخيل (1).
على الرغم من التوصيات لتقليل تناول الدهون الغذائية الكلية، وتقليل تناول الدهون المشبعة تحديدًا، فقد شهدنا ارتفاعًا كبيرًا على مدار الأربعين عامًا الماضية في معدلات الأمراض غير المعدية المرتبطة بالسمنة وزيادة الوزن، كأمراض القلب والأوعية الدموية. وقد ثبت أن ارتفاع مستويات الكوليسترول في البلازما يعدّ عاملًا خطرًا للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. إضافًة إلى ذلك؛ فإن الدهون المشبعة لم تثبت إدانتها (4).
3- (الدهون المتحولة - Trans Fat):
تصنّع الأحماض الدهنية غير المشبعة التي يطلق عليها عادًة "الدهون المتحولة" عن طريق تسخين الزيوت النباتية السائلة بوجود غاز الهيدروجين ومحفز؛ إذ تدعى هذه العملية "الهدرجة"، وقد تتحمل الزيوت المهدرجة جزئيًّا التسخين المتكرر دون أن تتكسر، مما يجعلها مثاليًّة لقلي الأطعمة السريعة؛ إذ أصبحت الزيوت المهدرجة جزئيًّا دعامًة أساسيًّة في المطاعم والصناعات الغذائية للقلي والمخبوزات والأطعمة المصنعة والسمن الصناعي. تعدّ الدهون المتحولة أسوأ أنواع الدهون للقلب والأوعية الدموية وبقية الجسم حتى بكميات صغيرة؛ إذ إن 2% من السعرات الحرارية من الدهون المتحولة المستهلكة يوميًّا قد يكون لها آثارًا صحيًّة ضارًة، ويزيد خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة 23% (1) . ومن مضارها:
بسبب الاتهامات التي اتهمت بها الدهون، أنتج أطعمة قليلة الدسم عام 1977، واستبدلت صناعة الأغذية الدهون بالسكر، الذي قد يكون أكثر تسببًا بالسمنة. وأظهرت دراسة أن كمية السكر أعلى في الأطعمة قليلة الدسم، أي أنها منخفضة السعرات الحرارية وخفيفة وقليلة الدسم وغير دهنية مقارنة بالإصدارات العادية من المنتجات كاملة الدسم. وأظهر تحليل هذه الدراسة أن محتوى السكر كان أعلى في الإصدارات منخفضة السعرات الحرارية من الفئات الغذائية كمنتجات الألبان والمخبوزات ووجبات اللحوم والأسماك والدواجن وخلطات السلطة.
وتشير نتائج هذه الدراسة إلى أن ضرر تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة منخفضة من الدهون، لكن تحتوي على نسبة عالية من السكر تحتوي على سعرات حرارية أقل، فعلى الرغم من أن الزيادة في السكر المضاف لكل وجبة تبدو صغيرة، لكن التأثير التراكمي لاستهلاك السعرات الحرارية الفارغة على مدى عدة سنوات قد يكون له عواقب صحية مهمة.
وثبت أن استهلاك السكر الزائد حتى بكميات صغيرة ما يقارب 10٪ من إجمالي السعرات الحرارية يعدّ ضارًا، مما يؤدي إلى زيادة الوزن ومرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية. ومع أن استبدال السكر بالدهون وحدها قد لا يؤدي إلى زيادة معدلات السمنة كما هو موضّح في مراجعة منهجية حديثة، لكن قد يؤدي تناول الأطعمة الغنية بالسكر إلى تعزيز استهلاك السعرات الحرارية الزائدة عن طريق تحفيز مقاومة اللبتين وزيادة خطر الإصابة بالسمنة (5).
ختامّا، يجب التنويه إلى أنه بدلاً من التركيز على عنصر غذائي واحد، وتقييد الدهون الكلية، يجب التركيز على الحصول على أنواع صحية منها كتلك الموجودة في الأسماك وزيت الزيتون والمكسرات والبذور والأفوكادو ويجب أن يتضمن نمط الأكل الشامل مزيجًا من جميع أنواع الأطعمة، فمن المرجح أن تؤدي جودة النظام الغذائي الشاملة والقضاء على الأطعمة المصنعة، بما في ذلك الكربوهيدرات البسيطة، إلى تحسين الأمراض القلبية الوعائية والصحة العامة (4) وحتى السمنة.
المصادر: