متلازمة داون هي اضطرابٌ وراثيٌ ناجمٌ عن وجود صبغيٍ إضافيٍ زائدٍ من الصبغي رقم 21، وقد ظهرت مؤخّراً بعض الأقاويل عن تأثيرِ الشاي الأخضر على متلازمة داون.. إذ قامت مجموعةٌ من الباحثين في جامعة بومبيو فابرا University Pompeu Fabra في برشلونة بقياس القدراتِ المعرفيّةِ والإدراكيّةِ لدى مجموعةٍ من المصابين بمتلازمة داون، وذلك بهدفِ دراسةِ تأثيرِ تناولِ مستخلصِ الشاي الأخضر عليهم.

وتضمّنَت الدّراسةُ مجموعةً من المصابين بمتلازمة داون تتراوحُ أعمارُهم بين الـ 16 و34، بحيثُ قُسّم المشاركون بشكلٍ عشوائيّ إلى مجموعتين، أعطيت الأولى كبسولاتٍ تحتوي على مستخلص غالّوكاتشين-3-غالّات Gallocatechin-3-gallate أو ما يُعرف اختصاراً بـ EGCG، في حين حصلَت المجموعةُ الثانيةُ على كبسولةٍ وهميّةٍ.

كما خضعَ جميعُ المشاركين في الدراسة لتمارين خاصةٍ بالذّاكرة ثلاثَ مرّات أسبوعياً لمدّة عامٍ كامل، و24 فحصاً حول سلوكهِم وقدرتِهم على التّفكيرِ في بداية الدراسة، وبعد ستّةِ أشهر، واثنَي عشرَ شهراً، ومرة أخيرة بعدَ ستّةِ أشهرٍ من انتهاءِ الدّراسة. وشملَت هذه الفحوصات عدّة نواحٍ هي:
- الانتباه.
- سرعةُ البديهة.
- الذاكرة.
- القدرةُ على اتّخاذِ القرارات.
- استخدامُ اللغة.
- القدرةُ على التكيّفِ مع الظروفِ المختلفة.
- القدرةُ على أداءِ مهامِ الحياة اليومية.

لاحظَ الباحثونَ تحسنّاً في ثلاثةٍ من الفحوصِ المُجراةِ على المشاركين، وذلك بين أفرادِ المجموعةِ الّتي تناولت مستخلصَ الشاي الأخضر، وقد هدفَت الفحوصاتُ الثلاث إلى اختبارِ الذاكرةَ المرئيّة، والقدرةَ على التّحكّمِ في الممنوعاتِ عندما يُطلبُ القيام بها، والقدرةُ على أداءِ مهامِّ الحياةِ اليوميّة، ودام التحسّن لمدة 6 أشهر بعد انتهاء فترة ِالتجربة، في حين لم تظهر أي اختلافاتٍ بين المجموعتين في الاختبارات الـ 21 المتبقيّة.

ويذكر أن الباحثين اعتمدوا على مراقبةِ المشاركين بالإضافة إلى إجراءِ مسحٍ للدماغِ باستخدام التصويرِ بالرنين المغناطيسي MRI وذلك بهدفِ قياسِ أنماطِ الاتصالِ بين خلايا الدماغ. وقد أظهرَت اختباراتُ الدّماغ المجراةُ على 10 أشخاصٍ مختارين عشوائياً من كل مجموعة ازديادَ الارتباطِ بينَ الخلايا العصبيّةِ لدى المجموعة الّتي تناولت مستخلَص الشاي الأخضر.

يمكن للتّدريبِ المكثّفِ في مرحلة مبكرةٍ من الطّفولة أن يُساعدَ في تحسينِ صعوباتِ التّعلّم، ولكنّ فعاليةَ ذلك لم تثبُت لدى البالغين. ويشدّدُ الباحثونَ على ضرورةِ الامتناعِ عن محاولاتِ العلاج الذاتي دون إشرافِ الطبيب، فالأنواعُ المختلفةُ من الشاي تتضمّنُ تراكيزاً مختلفةً من مادّةِ (EGCG)، والتي يمكن أن تؤثّرَ سلباً على صحة القلبِ في بعضِ التراكيز، وبالتالي فإنّنا بحاجةٍ إلى مزيدٍ من الدّراساتِ المتعلّقةِ بالسّميّةِ للتّأكّد من المستوياتِ الآمنة من مستخلَصِ الشّاي الأخضر للبالغين والأطفال المصابين بمتلازمة داون.

وللمزيد حول متلازمة داون هنا

المصدر: هنا