اليوم العالمي لمناهضة التجارب النووية
الهندسة والآليات >>>> منوعات هندسية
بعد حادثتي هيروشيما ونغازاكي بدأت الحرب الباردة بسباق تسلّح نووي بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، لتجري الأخيرة لاحقًا عام ١٩٥٢ أول تجربة لقنبلة هيدروجينية باستخدام جهاز Ivy Mike الذي بلغت قوته التفجيرية 10.4 ميغا طن، فهو يعد أول اختبار نووي حراري يعتمد على مراحل الاندماج النووي (3,4).
بلغ وزنه 82 طن بعرض مترين وبطول 6 أمتار وقد أطلق عليه العلماء اسم "النقانق" بسبب شكله.
لم يكن الجهاز سلاحًا قابلًا للإلقاء فقد تطلب مبنى بحجم حظيرة الطائرات لإيوائه، فقد اعتمد الاختبار على مرحلتين، الأولى وهي الزناد الذي استخدم مبدأ الانشطار النووي، والمرحلة الثانية وهي الاندماج التي تتكون من انفجار داخلي لإطلاق قنبلة ثانوية تتألف من خزان بسمك 30 سم على شكل أسطوانة مليئة بالديوتيريوم السائل المبرد، وهو نظير ثابت للهيدروجين.
نتج عن تجربة مايك سحابة ارتفعت حتى ٥٠ كيلومتر وصولا إلى الستراتوسفير بعرض ١٠٠ كيلومتر فلم يقتصر الأمر على المشهد المهيب، بل على فعل مخيف أدى إلى اختفاء جزيرة اليوجلاب Elugelab (“Flora”) Island كليًّا عن سطح الكرة الأرضية مخلفة فوهة بعمق ٥٠ متر (4).
يتعاون فريق من المهندسين عادة على إتمام هذه التجارب؛ إذ يصمم المهندسون المعدات والأنظمة النووية ويطورونها ويحللونها ويختبرونها ويصنعون النماذج الأولية، فالتجارب النووية توفر معلومات عن مدى جودة عمل الأسلحة النووية ، وكيف تتصرف في ظل ظروف مختلفة وكيف تتفاعل الهياكل المجاورة مع التفجيرات النووية (2,5).
عادت الولايات المتحدة بعد عدة أشهر بعديد من التجارب أهمها تجربة كاسل برافو Castle Bravo وكانت هذه أكبر تجربة نووية أمريكية أخطأ مصمموها خطأً خطيرًا في تقدير إنتاجية الجهاز، فقد بلغت قوتها التفجيرية 15 ميغا طن أدت إلى نتائج كارثية لتعد أسوأ حادث إشعاعي في تاريخ التجارب النووية الأمريكية وبتداعيات تلوث الجزر المحيطة للتجربة المأهولة بالسكان وسفينة صيد يابانية كانت تبعد 80 ميلًا عنها، وتوفي فيها بعض الصيادين متأثرًا بالإشعاعات، في حين واجه بقية طاقم السفينة آثارًا صحية خطيرة.
تسبب اختبار Castle Bravo في نزاع دولي بين اليابان والولايات المتحدة ولفت الانتباه إلى مخاطر التجارب النووية الحرارية في الغلاف الجوي، ليدعو على أثر هذه الحادثة رئيس الوزراء الهندي السابق جواهر لال نهرو إلى "اتفاقية تجميد" بخصوص التجارب النووية، مما يمثل إحدى أولى الجهود لوقف تجارب الأسلحة النووية (4,6).
بعد مضي أكثر من نصف قرن على أول تجربة لقنبلة نووية اعتمد مجلس الأمم المتحدة يوم 29 من شهر آب يومًا عالميًّا لمناهضة التجارب النووية ويدعو القرار إلى زيادة الوعي والتثقيف بشأن آثار التفجيرات التجريبية للأسلحة النووية أو أي تفجيرات نووية أخرى وضرورة وقفها، وهو من الوسائل الكفيلة بتحقيق هدف إيجاد عالم خال من الأسلحة النووية (1).
المصادر: