الذكوريّة السامة (Toxic Masculinity)
علم النفس >>>> المنوعات وعلم النفس الحديث
تبدأ آثار الذكوريّة السامة عند الفرد ذاتِه، ثمّ تمتدّ لتشمل المجتمع كاملًا، فقد أدّى هذا الموروث الثقافيّ إلى جعل أجيالٍ متعاقبةٍ من الرجال تُعدّ الشكاوى الصحيّة ضعفًا، فهم -مقارنةً بالنساء- يتجاهلون أعراضَ أمراضِهم ويتجنّبون مراجعة الأطباء ما أمكن، إضافةً إلى عدم أخذ الحيطة من المخاطر والتكتّم على مشكلاتهم قدر الإمكان، ممّا ينجم عنه:
وتتميّز آثار هذه المشكلة في المجتمع بملامحَ عديدة، إذ يبلغ تعقيد العلاقة بين معايير الرجولة وطريقة تفكير المجموعات والأفراد في المجتمع أوجَهُ بتأثير كلٍّ منها في الآخر، إلّا أنّ هذا النوع من الهيمنة الذكوريّة قد استُخدم سابقًا لتبرير سيادة الذكور في المؤسّسات الاجتماعية، ويُستخدم الآن للتأثير في التدخّلات التي تستهدف تغييرَ هذه المعايير المغلوطة المتعلّقة بالذكورة (3).
أمّا عن الذكوريّة السامة وعلاقتها بالعنف؛ فغالبًا ما يلجأ الرجال إلى هذا الأخير عند شعورهم بأنّ رجولتهم قد أصبحت موضع خطر، فيغدو أداةً لفرض سيطرتهم على الآخرين؛ إذ تبلغ نسبة الأزواج الذين ارتكبوا جرائمَ قتلٍ بحقّ شريكاتهم العاطفيّات 38% من مجموع جرائم قتل النساء في أنحاء العالم، كذلك فإنّ الصورة النمطيّة التي تُرسم عن الرجال من صلابة وعدوانيّة، قد تدفع المراهقين إلى الانخراط في تصرّفات عنيفةٍ كالتنمّر والعنف الجسديّ أو اللفظيّ والاعتداء على الغير (2).
ما هي العلامات التي تدلّ على ازدياد احتمال نشوء الأفراد بفهمٍ خاطئٍ عن الرجولة؟
وعلى الرغم من التحدّي الكامن في تحديد هذه الأفكار ومواجهتها، فإنّنا قادرون دائمًا على تعريتها من الوصمة وكسر الحواجز بينها وبين الحلول التي تشمل على سبيل المثال لا الحصر:
فالذكورية ليست سامّةً أو مؤذيةً في صُلبها، بل إنّه الفهم الخاطئ لمفهوماتها وحقيقتها ما يؤدّي إلى إيذاء النفس والآخرين. ولمّا كان هذا المفهومَ الخاطئ ناجمٌ عن عمليّة اجتماعيّة؛ فهو قابل للعكس والتغيير حتمًا (3).
المصادر:
2. American Psychological Association. Harmful masculinity and violence. American Psychological Association [Internet]. 2018; Available from: هنا
3. Jewkes R, Morrell R, Hearn J, Lundqvist E, Blackbeard D, Lindegger G, et al. Hegemonic masculinity: combining theory and practice in gender interventions. Culture, Health & Sexuality [Internet]. 2015;17(2):112–27. Available from: هنا