العد الوردي أو (الوردية - Rosacea) هي حالة جلدية مستمرة - مزمنة - تسبّب الاحمرار والبثور وتمزّق الأوعية الدموية، وفي الحالات الشديدة تشوه الأنف، غالبًا ما تصيب الوجه والعينين، وتؤثر أيضًا في الرقبة أو الصدر أو مناطق أخرى من الجلد. قد يصبح الاحمرار طويل الأمد مع توسّع الأوعية الدموية الصغيرة في الوجه. تحدث الوردية بصورة نوبات تهيّج تأتي وتذهب كل بضعة أسابيع أو كل بضعة أشهر، وإذا لم تُعالج فإن الأعراض ستتفاقم بمرور الوقت بسبب الشمس أو الحرارة أو ممارسة الرياضة أو احمرار الوجه خجلًا أو التوتر أو...
أما بالنسبة للعلاج فغير معروف، لكن قد يساعد تناول المضادات الحيوية أو العلاج بالليزر وغيرها على تخفيف الأعراض (1).
الوردية والنظام الغذائي:
من الأمور المهمة التي لا يمكن التغاضي عنها في علاج الوردية اتباع حمية غذائية معينة، إذ أثبتت الدراسات أن بعض الأطعمة لها دور كبير في تفاقم الحالة.
- علاقة القناة الهضمية بالجلد: تشير الأبحاث إلى أن هناك دور لاتصال الأمعاء والجلد في الوردية؛ إذ بيّنت إحدى الدراسات أن معدل انتشار الاضطرابات الهضمية و(مرض كرون - Crohn's disease) والتهاب القولون التقرحي ومتلازمة القولون العصبي أعلى لدى المرضى الذين يعانون الوردية مقارنة بغيرهم، كذلك أظهرت دراسات أخرى ارتباطًا بين التهاب الأمعاء والوردية، وبسبب هذه النتائج استُنتج أن التدخلات الغذائية قد يكون لها دور فعال في علاج الوردية (2). - المحفّزات: تقسم - عادةً - إلى محفّزات متعلقة بالحرارة والكحول و(الكابسيسين - )Capsaicin، و(السينمالدهيد - Cinnamaldehyde) (2).
الكحول: تبين أن النبيذ الأحمر محفز أسوأ من النبيذ الأبيض؛ ويعتقد أن سبب تأثيره تحرير (الهيستامين - Histamine) كمنتج تحلل (الأسيتالديهيد - Acite-aldehyde) و(الأسيتون - Acetone)، وكلاهما من نواتج هضم الكحول؛ إذ إن الهيستامين يعزز فرط نفاذية الأوعية الدموية وتورم الأنسجة وزيادة تدفق الدم. يتوفر كثيرًا في الجبن القديم ومخلل الملفوف واللحوم المصنعة (3).
الأطعمة الحارة والكابسيسين: دائمًا ما يرتبط ذكر التوابل والصلصة والفلفل الحار بصفتها محفزات للوردية، لأن مادة الكابسيسين - المادة المسببة للطعم الحار - تُنشّط مستقبلات حسية في الجلد مما يتسبب في توسع الأوعية الدموية والاحمرار. وعلى الرغم من ذلك أظهرت دراسة أنه ليس هناك علاقة سببية بين الطعام الحار والوردية، بل قد يؤدي فقط إلى تفاقم الأعراض الظاهرة (3).
السينمالدهيد (ألدهيد القرفة): متوفر في البندورة والحمضيات والشوكولا، ويُنشّط بعض المستقبلات العصبية في أدمة الجلد مُسببًا توسع الأوعية الدموية والوذمة والاحمرار (3).
(الكافيين - Caffeine): اعتُقد لفترة طويلة أن القهوة - أو الكافيين خاصةً - من المحفزات الرئيسة للوردية التي تزيد أعراضها سوءًا، لكن أكدت إحدى الدراسات أن القهوة - حصرًا - قد تقلل خطر الإصابة، فالكافيين المتوفر فيها يسبب تضيق الأوعية الدموية، ولم يلاحظ التأثير نفسه عند تناول الشاي أو الشوكولا أو الصودا بصفتهم مصدرًا رئيسًا للكافيين (4). وأظهرت دراسات لاحقة أن تفاقم أعراض المرض مرتبط بدرجة حرارة المشروب وليس محتواه من الكافيين، فتبيًن أن الماء والقهوة عند درجة حرارة 22 مْ لم يُسببا احمرار الوجه، في حين عند درجة حرارة 60 مْ ظهرت الأعراض، ويُعتقد أن تناول المشروبات الساخنة يتسبب في زيادة توسع الأوعية الدموية مما يؤدي إلى الاحمرار (3).
- الجهاز الهضمي بصفته هدفًا علاجيًّا:
دعم (ميكروبيوم الأمعاء - Gut microbiome): يعتمد تخفيف أعراض الوردية اعتمادًا أساسيًّا عليه، بسبب قدرته على التأثير في عديدٍ من أجهزة الجسم، بما في ذلك الجلد (2)، وفيما يأتي بعض التدابير الغذائية لتعزيز ميكروبيوم الأمعاء:
البريبايوتك والألياف الغذائية: (البريبايوتك - Prebiotics) هي مكونات غذائية غير قابلة للهضم تحفِّز انتقائيًّا نمو ونشاط الميكروبات المفيدة في الجهاز الهضمي. ويجب اعتماد نظام غذائي غني بالألياف، إذ إن عديدًا منها يعدّ مواد حيوية (2).
(البروبايوتيك - Probiotics): تعرّفها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) ومنظمة الصحة العالمية (WHO) أنها كائنات دقيقة حية تمنح فائدةً صحيةً للمضيف عندما تُعطى بكميات كافية. يمكن الحصول عليها من تناول بعض الأطعمة كاللبن أو الزبادي ومخلل الملفوف وغيرها أو بصورة كبسولات دوائية (2).
- مغذيات أخرى:
(أحماض أوميغا 3 الدهنية - Omega-3 fatty acids): خاصةً (حمض الإيكوسابنتاينويك - Eicosapentaenoic acid (EPA))، و(حمض الدوكوساهيكسانويك - Docosahexaenoic acid (DHA))، و(حمض ألفا لينولينيك - Alpha linolenic acid (ALA))، التي قد تحسن الأعراض العينية للوردية - خاصةً - جفاف العيون. وأظهرت دراسة أن تناول الأطعمة الدسمة كاللحوم والأطعمة المقلية بكميات كبيرة ارتبط إيجابيًا مع الوردية؛ إذ ظهرت بعض الأعراض كالألم والحرق والوخز (2,3).
الزنك Zn: يُعدّ عنصرًا أساسيًا في تطوير جهاز المناعة الفطري الخلوي وهو مضاد للأكسدة والالتهابات (2). أظهرت الدراسات التي أجريت على استخدام الزنك في علاج الوردية نتائج متناقضة؛ إذ أظهرت دراسة أن تناول 100 ملغ من كبريتات الزنك ثلاث مرات يوميًا يعدّ علاجًا جيدًا للوردية مع تحسن كبير في درجة شدة الأعراض (3). وبالمقابل، لم تظهر تجربة أخرى أي فرق في التحسن بعد 90 يومًا من تناول 220 ملغ من كبريتات الزنك مرتين في اليوم (2).
المصادر:
1- Rosacea - Health Encyclopedia - University of Rochester Medical Center [Internet]. Urmc.rochester.edu. 2022 [cited 30 September 2022]. Available from: هنا
2- Weiss E, Katta R. Diet and rosacea: the role of dietary change in the management of rosacea. Dermatology Practical & Conceptual [Internet]. 2017 [cited 30 September 2022];7(4):31-37. Available from: هنا
3- Searle T, Ali F, Carolides S, Al-Niaimi F. Rosacea and Diet: What is New in 2021? [Internet]. The Journal of Clinical and Aesthetic Dermatology. 2021 [cited 30 September 2022];14(12): 49–54. Available from: هنا
4- Coffee tied to decreased rosacea risk - Harvard Health [Internet]. Harvard Health. 2019 [cited 30 September 2022]. Available from: هنا