السمنة والمشاكل النفسية
الغذاء والتغذية >>>> التغذية والأمراض
هناك عدد من المشكلات النّفسية مثل الاكتئاب والقلق والضيق النفسي ترتبط باضطرابات التمثيل الغذائي المزمنة، مثل مقاومة الأنسولين، وداء السكري من النوع 2.. متلازمة التمثيل الغذائي (ميتس MetS) هي مزيج من عوامل الخطر القلبيّة الوعائيّة مثل ضعف تحمل الجلوكوز، وارتفاع ضغط الدم، والسمنة المركزية (2).
إن الاضطرابات المزاجيّة قد تُغير مسارات الإشارات المحيطية التي تُنظّم عمليات التمثيل الغذائي، بما في ذلك تلك التي تنطوي على: اللبتين leptin (وهو هرمون تفرزه الأنسجة الدهنية، بقدرته على تنظيم تناول الطعام ووزن الجسم) والغريلين ghrelin (وهو هرمون مشتق من المعدة، إذ يُنظّم التغيرات التي يُسبّبها الإجهاد في التغذية والسلوك) (3).
تشير عديد من الدراسات إلى أنّ السمنة واضطرابات التمثيل الغذائي تتطوّر من تفاعل مُعقّد بين القابلية الوراثية والعوامل البيئية. ومن بين الأسباب المعروفة يُعتقد أن الإجهاد النفسي عامل بيئيّ خَطِر ومهم، على سبيل المثال وحسب دراسة أُجريت على الفتيات اللّواتي عانينَ من اكتئاب شديد في أواخر مرحلة المراهقة، كان لديهنَّ خطر الإصابة بالسمنة بمقدار 2.3 ضعفًا في وقت لاحق في مرحلة البلوغ. وغالبًا ما يرتبط اضطراب الاكتئاب الرّئيس بمتلازمة التمثيل الغذائي وتصلُّب الشرايين والسكري (3).
وفي دراسة أخرى كانت الإصابة بالسمنة مرتبطة أيضًا على نحوٍ كبير بحالة الضيق الشديد حتى بعد التعديل حسب العمر والجنس والمستوى التعليمي وحالة التدخين؛ وافترضت هذه الدراسة أيضًا أن الأحداث المجهدة مرتبطة باضطرابات التمثيل الغذائي من خلال تراكُم الدهون الحشوية. واقتُرح أن متلازمة التمثيل الغذائي قد تُحفّز من خلال مستوى إفراز الكورتيزول المرتفع الذي يحدث في أثناء ردود الفعل على الضيق الملحوظ في الحياة اليومية، بالمقابل لا يمكن استبعاد أن زيادة الوزن يسهم في حدوث ضائقة نفسية (2).
كذلك فقد بيّنت إحدى الدراسات وجود علاقة بين وزن الجسم والاكتئاب، مع ارتفاع معدل انتشار الاكتئاب لدى الأشخاص الذين يعانون من نقص الوزن والسمنة مقارنةً بالضوابط ذات الوزن الطبيعي. وترتبط شدة أعراض الاكتئاب وأحداث الحياة المجهدة بمتلازمة التمثيل الغذائي المتزامنة أو تتنبأ بمخاطر تطورها. لكن على العكس من ذلك لم يكن هناك أي ارتباط بين متلازمة التمثيل الغذائي والاكتئاب أو القلق، ومن ثمَّ تظل هذه العلاقة غير مفهومة على نحوٍ صريح (4).
وأفادت دراسة أخرى أنّ المرضى الذين لم تُشخّص إصابتهم بداء السكري في الأساس، أدى وجود أعراض الاكتئاب إلى زيادة طفيفة في خطر الإصابة بمرض السكري لاحقًا بعد 3و 2 سنوات. الأهم من ذلك، أنها أفادت أيضًا أن الارتباط العكسي كان صحيحًا: إذ تقترح هذه الدراسة أنّ هناك ارتباط ثنائي الاتجاه بين اضطرابات المزاج ومرض السكري، مع أن توفّر أحدهما يزيد خطر الإصابة بالآخر (3).
المصادر: