نظام منخفض البروتين لمرضى الكلى؛ الإيجابيات والسلبيات
الغذاء والتغذية >>>> التغذية والأمراض
تؤدي الكلى دورًا رئيسًا في إزالة النفايات الأيضية من الجسم وتنظيم إنتاج خلايا الدم الحمراء، فمثلًا استقلاب البروتين في الجسم مسؤول عن النمو الكافي لدى الأطفال والحفاظ على كتلة البروتين في الجسم لدى البالغين. يُستقلب ويُفكك قرابة 250 غرام من البروتين يوميًّا، مما يؤدي إلى إنتاج منتجات استقلابية للبروتين كاليوريا وعديد من المركبات الأخرى المعروفة أو غير المحددة. يتخلص الجسم عادةً من معظم منتجات الاستقلاب عن طريق الكلى وتُفرز في البول، وعندما تتراجع وظائف الكلى؛ فإن المنتجات الثانوية المسماة (السموم اليوريمية - uremic toxins) تتراكم في الدم، التي يُعتقد أنها تضعف وظائف الأعضاء (2).
إن تناول البروتين الغذائي مسؤول أيضًا عن جزء كبير من العبء المطبق على الكلى، وقد أكدت أبحاث تجريبية وسريرية كثيرة التأثيرات الكلوية لحمولة البروتين والدور الضار لاستجابة فرط الترشيح الكلوي المرتبط بتناول البروتين بمعدل أعلى من المعتاد - خاصةً - لدى مرض الكلى المزمن (2).
بناءً على هذه المقدمة ولأكثر من نصف قرن، اُقترح أنظمة غذائية منخفضة البروتين لمرضى الفشل الكلوي، إلا أن آثار هذه الحميات في الوقاية من الفشل الكلوي الحاد والحاجة إلى غسيل الكلى لم تحل (3).
وبناءً على أرصدة التمثيل الغذائي لدى البالغين الأصحاء، فإن مستوى النظام الغذائي منخفض البروتين الموصى به هو (0.55–0.6 غرام بروتين/ كغ) من وزن الجسم يوميًا. وقد نحقق مزيدًا من التخفيض في تناول البروتين إلى مستويات منخفضة جدًا أي (0.3-0.4 غرام بروتين/ كغ) من وزن الجسم يوميًا باستخدام الحبوب التكميلية من نظائرها من الأحماض الكيتونية (نظام غذائي منخفض البروتين للغاية - very low-protein diet supplemented with ketoanalogues (sVLPD)) لضمان توازنٍ كافٍ في الأحماض الأمينية الأساسية التي تُجلب عادةً عن طريق البروتينات الحيوانية، التي تكون غائبة - أساسًا - في هذه الأنظمة الغذائية الشبيهة بالنباتات منخفضة البروتين (2).
أُجريت دراسة اعتمدت على تجارب عشوائية للمقارنة بين تأثير مستويين مختلفين من تناول البروتين في المرضى البالغين الذين يعانون الفشل الكلوي المتوسط إلى الشديد، واٌتبعت الأنظمة مدة سنة واحدة على الأقل، فكانت النتائج على الشكل الآتي (4):
1. مقارنة بين نظام غذائي منخفض البروتين ونظام غذائي عالي البروتين:
حُددت ثماني تجارب وتحاليل إجمالية لـ(1524) مريضًا. (763) مريضًا قللوا تناول البروتين و(761) تناولوا كمية أعلى من البروتين. سُجلت (250) حالة وفاة كلوية. (103) في النظام الغذائي منخفض البروتين و(148) في مجموعة النظام الغذائي عالي البروتين؛ إذ إنه لتجنب وفاة كلوية واحدة، يجب علاج (2 إلى 56) مريضًا بنظام غذائي منخفض البروتين مدة عام واحد (3).
2. مقارنة بين نظام غذائي منخفض البروتين ونظام غذائي بروتيني طبيعي:
وجدت الدراسة أن النظام الغذائي منخفض البروتين قد يُحدث فرقًا بسيطًا أو معدومًا في عدد المشاركين الذين وصلوا إلى (المرحلة النهائية من مرض الكلى - end‐stage kidney disease (ESKD)) مقارنة بنظام غذائي بروتيني عادي (4).
3. تأثير تناول نظام غذائي منخفض البروتين على معدل الترشيح الكبيبي:
(معدل الترشيح الكبيبي - glomerular filtration rate (GFR)) هو اختبار دم لفحص مدى كفاءة عمل الكليتين؛ إذ تحتوي الكليتان على مرشحات صغيرة تسمى "الكبيبات"، التي تساعد على إزالة الفضلات والسوائل الزائدة من الدم. يقدّر اختبار (GFR) كمية الدم التي تمر عن طريق هذه المرشحات كل دقيقة، وأظهرت الدراسة نفسها أنه مازال من غير المؤكد ما إذا كان اتباع نظام غذائي منخفض البروتين مقارنة بتناول البروتين الطبيعي يؤثر في نتيجة النهائي أو التغيير في (معدل الترشيح الكبيبي - (GFR) glomerular filtration rate) (4).
4. مقارنة بين نظام غذائي منخفض البروتين للغاية مع نظام غذائي منخفض البروتين، ونظام غذائي منخفض البروتين للغاية مع نظام غذائي عادي:
وجدت الدراسة أن تناول البروتين المنخفض جدًا مقارنةً بتناول البروتين المنخفض قد أحدث فرقًا بسيطًا أو معدومًا. على أي حال، لايزال غير مؤكدٍ أن اتباع نظام غذائي منخفض البروتين للغاية مقارنة بتناول البروتين المنخفض أو الطبيعي يؤثر في التغيير النهائي أو التغيير في (GFR)، ووجدت هذه المراجعة أن الأنظمة الغذائية منخفضة البروتين ربما تقلل عدد الأشخاص المصابين بمرض الكلى المزمن درجة 4 أو 5، الذين يتطورون إلى المرحلة النهائية من مرض الكلى (ESKD). علاوةً على ذلك قد تُحدث النظم الغذائية منخفضة البروتين فرقًا بسيطًا في عدد الأشخاص الذين يتقدمون إلى (ESKD)، وربما لا تؤثر الأنظمة الغذائية منخفضة البروتين أو المنخفضة جدًا في الوفاة. إضافة إلى ذلك، هناك بيانات محدودة عن الآثار الضارة كالفروق في الوزن وإهدار البروتين والطاقة (4).
في دراسة أخرى أجريت للتحقق فيما إذا كان (النظام الغذائي منخفض البروتين جدًا والمكمل بنظائر الكيتو - very low-protein diet supplemented with ketoanalogues (sVLPD)) - المستخدم في علاج أمراض الكلى المزمنة - مقارنة بالنظام الغذائي القياسي منخفض البروتين (LPD)، فإنه يحسن النتائج في المرضى الذين يعانون من مرض الكلى المزمن (CKD)، فكان المشاركون في هذه الدراسة مرضى مصابين بمرض الكلى المزمن درجة 4 إلى 5، ومراقبين مدة 6 أشهر على الأقل، وتخصيصهم عشوائيًا لتلقي (sVLPD) أو (LPD) بما يقرب (0.35 أو 0.60 جم/كجم) من وزن الجسم المثالي (IBW)/يوم على التوالي، ومقسمة حسب المرحلة المركزية ومرحلة CKD (5). لم يختلف خطر الوفاة الكلوي في (sVLPD) مقارنة بـ(LPD)، وعلى أي حال يعدّ وصف (sVLPD) مقارنةً بـ(LPD) القياسي في هذه الدراسة آمنًا لكنه لا يوفر مزايا إضافية للكلى أو بقاء المريض (5).
ووجدت دراسة أخرى أن فوائد (sVLPD) تُلاحظ مقابل الأنظمة الغذائية العادية أو عالية البروتين، وليس مقارنتها بالأنظمة الغذائية منخفضة البروتين (2).
المصادر:
2. Ikizler TA. Very low-protein diets in advanced kidney disease: Safe, effective, but not practical. The American Journal of Clinical Nutrition. 2022 [cited 30 October 2022];115(5):1266–1267. Available from: هنا
3. Fouque D, Laville M, Boissel J-P. Low protein diets for chronic kidney disease in non diabetic adults. Cochrane Database of Systematic Reviews. 2006 [cited 30 October 2022];. Available from: هنا
4. Hahn D, Hodson EM, Fouque D. Low protein diets for non-diabetic adults with chronic kidney disease. Cochrane Database of Systematic Reviews. 2018 [cited 30 October 2022];. Available from: هنا
5. Bellizzi V, Signoriello S, Minutolo R, Di Iorio B, Nazzaro P, Garofalo C, et al. No additional benefit of prescribing a very low-protein diet in patients with advanced chronic kidney disease under regular nephrology care: A pragmatic, randomized, controlled trial. The American Journal of Clinical Nutrition. 2021 [cited 30 October 2022];115(5):1404–1417. Available from: هنا