تُعدّ الروبوتات إحدى الوسائل التي تستخدمها فرق الإنقاذ للمساعدة في إنقاذ الأرواح عند وقوع الكوارث الطبيعية، ولا يقلّ دورهم أهميةً عن دور رجال الإنقاذ؛ إذ تستطيع الروبوتات أن تجوب مواقع المباني المنهارة أو تدخل المباني المحترقة أو شوارعَ مدينةٍ ملوّثةٍ بالمواد الكيميائية السامة، فهي مصممة للوصول إلى أماكن لا يمكن للبشر أن يصلوا إليها بسهولة؛ مما يقلل من المخاطر المحتملة على فرق الإنقاذ ويساعد على تعزيز فرص إنقاذ الناجين. وقد أظهرت الأحداث الأخيرة في الزلزال الذي وقع في سوريا وتركيا ضرورةَ وجود أنظمة روبوتية موثوقة وفعّالة يمكن نشرها بسرعة بعد الكارثة، للمساعدة في المَهمّات الخطرة للغاية على البشر (1-3).
ومن أنواع الروبوتات المُستخدَمة لهذه الغاية:
روبوت Quince: روبوت رشيق قادر على القيادة فوق الأنقاض وصعود السلالم، مُزوَّد بأربع مجموعات من العجلات؛ بعضها يمكن أن يتحرك لأعلى ولأسفل للسماح للروبوت بالتغلب على العقبات، ويحمل كاميرات وأجهزة استشعار تعمل بالأشعة تحت الحمراء وثاني أكسيد الكربون للكشف عن وجود ناجين محاصرين تحت الأنقاض.
الروبوت الأفعى: يُعدّ أكثرَ الروبوتات مرونةً وقدرةً على الوصول إلى المساحات الضيقة تحت الأنقاض؛ إذ يبلغ طوله 8 أمتار ويحمل كاميرا منظار ومُغطَّى بالأهداب الصغيرة التي تهتز؛ مما يسمح للروبوت بالزحف بسرعة.
المركبات الجوية الصغيرة غير المأهولة مثل المروحيات الروبوتية والمروحيات الرباعية لتفتيش المستويات العُليا من المباني وفحص الارتفاعات المنخفضة.
مركبات ROVs و SeaBotix التي تعمل عن بعد تحت الماء ومزوّدة بسونار لفحص الجسور.
مركبات أرضية غير مأهولة مثل Inuktun VGTV: مُجنزَرة ومزوَّدة بأجهزة استشعار ويمكنها تغيير شكلها، ويمكن للمشغلين قيادتها عن بُعد (1-3).
كذلك تسعى العديد من المشاريع البحثية المتطورة المموّلة من الاتحاد الأوروبي -مثل NIFTi وWALK-MAN و SHERPA- لتحسين خدمات الإنقاذ في حالات الكوارث عن طريق إدخال تطورات التكنولوجيا في أنظمة الإنقاذ.
مشروع NIFTi: تبنّى روبوتًا أرضيًّا وطائرةَ هيلكوبتر آلية للمساعدة في سيناريوهات الإنقاذ في المناطق المأهولة، وقد استخدمته إدارةُ إطفاء دورتموند وقوات الإطفاء الإيطالية، إضافةً إلى مشاركته في تقييم الوضع بعد الزلزال الذي ضرب ميراندولا (في إميليا رومانيا، شمال إيطاليا) في عام 2012.
مشروع SHERPA: اعتُمِدت فيه مركبتان جويتان ومركبة أرضية لدعم المنقذ البشري.
مشروع WALK-MAN: لا يزال قيد تطوير روبوت يشبه الإنسان للعمل في أماكن واقعية مثل المباني المتضررة من الكوارث، وسيطوّرُ تقنيةً تسمح بتحرك جسم الروبوت بالكامل والتلاعب به، كذلك سيتمتع الروبوت بمهارات معالجة قوية ليتمكن من رفع أنقاض البناء المنهارة والمشي والزحف فوق العقبات وعبر المساحات الضيقة، وسيكون قويًّا بما يكفي لتشغيل أدوات مثل المثاقب أو القواطع؛ ليعمل على نحو مستقلّ أو عن طريق التحكم عن بعد.
لا تزال هناك بعض العقبات المادية والتوعوية في تطوير أبحاث التكنولوجيا المستخدمة في الكوارث بحيث يمكن استخدامها بسهولة، لكنّها ليست مستعصية (3).
وكما هو معروف عن اليابان بكونها بلاد الزلازل والتكنولوجيا؛ فقد كان لها الدور الأكبر بالمشاركة في تطوير العديد من الروبوتات التي تساعد في عمليات الإنقاذ؛ إذ تساهم جامعات اليابان في إشراك أبحاثها العلمية لإنتاج روبوتات الإنقاذ خصيصًا والتي استُخدِمت بالفعل وأثبتت فعالية عالية في عمليات الإنقاذ. ومن أبرزها جامعة ناجاوكا للتكنولوجيا (NUT) اليابانية، وهي مؤسسة عضو في برنامج الأمم المتحدة ورائدة في تطوير روبوتات الاستجابة للكوارث المستخدمة لإنقاذ الأرواح والوقاية من الضرر من الانتشار في أوقات الكوارث. إنّ تطوير هذا النوع من الروبوتات أمرٌ بالغُ الأهمية في بلد تُعدّ فيه الكوارث الطبيعية أمرًا مألوفًا، ولذلك؛ وضعت دولة اليابان في عام 2019 خطةً لتسويق الروبوتات المخصصة للإنقاذ من الكوارث.
لقد بدأ الباحثون التفكيرَ في الروبوت بوصفه أداةً بسيطة يستخدمها رجال الإنقاذ، ولكن انتهى بهم الأمر بدور أكبر داخل الفريق. علمًا أنه لكي تكون الروبوتات مفيدة للغاية في حالات الكوارث؛ يجب أن تعمل جنبًا إلى جنب مع البشر (4).
المصادر:
1. Japan Earthquake, Robots Help Search For Survivors [Internet]. IEEE Spectrum. 2011. Available from: هنا 2. Li F, Hou S, Bu C, Qu B. Rescue Robots for the urban earthquake environment. Disaster Medicine and Public Health Preparedness - Cambridge University Press. 2022;17:e181. Available from: هنا 3. Massy-Beresford H. Robot rescuers to help save lives after disasters [Internet]. Horizon Magazine - European Commission. 2014 [cited 2023Feb25]. Available from: هنا 4.Robots to Rescue: Using Technology to Mitigate Effects of Natural Disasters. United Nations. [cited 2023Feb25]. Available from: هنا