خط الوصل بين العلامات الموسيقيّة؛ عشوائي أم يُرسم بمعايير؟
الموسيقا >>>> سلسلة نظريات الموسيقا والهارموني
يميل الإدراك البشري في مجالات الحياة والعلوم المختلفة إلى جمع الأجزاء المختلفة أو المتشابهة ضمن إطار واحد، لتسهيل عملية إدراكها واستيعابها. ودائماً ما نلاحظ وجود خط الوصل بين العلامات الموسيقية (beam) في الموسيقا والتدوين الموسيقي، الذي يسهل على العازف مهمة فهمها وقراءتها، لذلك يتطلب رسمه اعتبارات محدّدة بعيدًا عن العشوائية (1).
نبدأ من المعيار الأول وهو اتجاه الميل:
عندما تتألف المجموعة الموصولة من علامات متتالية متدرجة في انخفاض أو ارتفاع وتيرة الصوت (ري، مي، فا...)، فسيأخذ خط الوصل جهة الميل نفسه هبوطًا أو صعودًا. أمّا عندما يصل الخط بين علامات مختلفة غير متدرجة، يتحدّد الميل اعتمادًا على أول وآخر علامة في المجموعة (2,3).
ننتقل للمعيار الثاني وهو مقدار الميل أو شدة الانحراف:
وهنا تحكم معايير عدة لكن بصفتها قاعدةً عامة، يجب ألا يتجاوز ميل خط الوصل مسافة فراغ واحد ضمن المدرج الموسيقي صعودًا أو هبوطًا. إضافةً إلى ذلك تؤثر عوامل أخرى في هذا المقدار، منها موضع الخط ضمن فراغ المدرج، والبعد الأفقي بين العلامات الموصولة، والبعد بوتيرة الصوت. ومثال على ذلك، كلما اقتربت المسافة الأفقية بين علامتين أو ازداد البعد الصوتي بينهما، ازدادت شدة انحراف خط الوصل (2).
نأتي بعدها إلى ثخانة الخط:
يعتمد هذا المعيار أساسًا على المسافة بين خطوط المدرج الموسيقي، فيجب ألا تتجاوز ثخانة خط الوصل نصف ثخانة فراغ المدرج (2,4).
قد نرى أحيانًا خطوطًا أفقية لا تملك أي ميل؛ إذ تُرسم بهذه الطريقة عمومًا عندما تبدأ و تنتهي المجموعة الموصولة بالعلامة نفسها.
تشمل الحالات الخاصة اعتبارات أخرى كأن تتألف المجموعة الموصولة من ثلاث علامات مختلفة لكن الوسطى تملك وتيرة الصوت الأعلى؛ فيُرسم الخط الأفقي فوق المدرج، أو تملك وتيرة الصوت الأخفض؛ فيُرسم تحت المدرج (2,3).
المصادر: