شكسبير وإرثه: رحلة استكشاف التأثير على اللغة الإنكليزية
التعليم واللغات >>>> الأدب والشعر
يشير التراث إلى الأثر غير الملموس الذي يتركه فرد معين عبر العصور نتيجةً لسلسلة من الأفعال أو الأفكار المدهشة المرتبطة بهذا الفرد.
خلَّف وليام شكسبير (William Shakespeare) في ساحة اللغة الإنكليزية والأدب تراثًا أدبيًّا عظيمًا، لذلك نرى معظم المتعلمين ما يزالون يهتمون بأعماله حتى يومنا هذا. يُعدُّ شكسبير الكاتب المسرحي ذا الإرث الأكثر إحياءً، إذ ما تزال مؤلفاته وشعره ومسرحياته تُدرّس ويُنظر فيها من قِبَل ملايين الناس حول العالم بعد ما يقارب أربعة قرون من وفاته (1).
عندما طبعت مسرحيات شكسبير أولَ مرة، قدمه بن جونسون (Ben Jonson) -صديقه الحميم- بقصيدة ووصفه بأنه "ليس ابن عصره وحسب، بل هو ابن كل العصور"، مما يُمكّنه من التحدث إلينا والتعبير عنا رغم اختلاف الزمن (2).
كيف أثر شكسبير في اللغة الإنكليزية؟
قبل عصر شكسبير، لم تكن اللغة الإنكليزية متسقة بدقة. فأسهمت كتابات شكسبير إسهامًا كبيرًا في توحيد قواعد اللغة الإنكليزية واللغة والإملاء والمفردات.
وأدخل شكسبير قرابة 1700 كلمة فريدة إلى اللغة، والعديد منها ما يزال يُستخدم في الوقت الحالي. لا يمكن كذلك تجاهل فكرة استخدامه للشعر المُرسل (Blank verse) الذي كان له تأثير كبير في أن يُستخدم معيارًا في الشعر لاحقًا (3).
فهل كان شكسبير عبقريًّا فعلًا؟
لم يكن شكسبير عبقريًّا وفقًا للمفهوم الحديث للكلمة، بل كان عبقريًّا في موهبته المدهشة الكامنة في إحياء الكلمات وجعلها حقيقيةً مفعمةً بالحياة تتحرك وتعيش، وفي كيفية تجسيد العواطف الإنسانية والتعبير عنها من خلال كلماته وغِنى لغته (3).
وإن حاجة شكسبير الدائمة إلى أساليبَ جديدة في سرد القصص، جعلته -في أحيان كثيرة- يشتق مفرداتٍ وتعابيرَ من اللغات الأخرى.
كذلك ابتكر طرائقه الخاصة ليُكيف اللغة الإنكليزية كما يُريد ويروي الأمور بالطريقة التي يرغب فيها؛ فحوّل الأسماء إلى أفعال، وغيّرَ الأفعال إلى صفات، واستخدم البادئات (prefixes) واللاحقات (suffixes) لتغيير معنى كلمة معينة.
ولم يكتفِ شكسبير بمجرد تعديل اللغة، فكان يخترع كلمةً فجأة ويضيف عباراتٍ جديدة لم تُستخدم من قبل إذا لم تتوفر لديه وسيلة لسرد ما يريد قوله (3).
ولا يمكن أن نذكر شكسبير دون أن نتطرق إلى براعته في استخدام التورية (الجناس) والتعبيرات المجازية والألغاز الذين زعزعوا الحالة التي كانت عليها اللغة الإنكليزية؛ فكسر التقاليدَ اللغوية وتلك الاجتماعية والثقافية التي تحكم الكلام والمصطلحات وغيّر -من ثمَّ- المنظور الذي ندرك من خلاله العالم من حولنا (4).
وربما لا يعلم كثيرون ممن يستخدمون اللغة الإنكليزية بأنهم لا يزالون يستخدمون صياغاته دون إدراك:
- فمثلًا ما يزال مصطلح (a fool’s paradise) أو (جنة الحمقى) مُستخدمًا بكثرة في يومنا هذا.
- و(the game is up) التي تُستخدم ليُقال لشخص ما بأن اللعبة قد أخفقت أو فشلت.
- (dead as a doornail) بمعنى جثة هامدة.
- (more in sorrow than in anger) لا يشعر بالغضب بقدر ما يشعر بمرارة.
- (cruel, only to be kind) التي تعني أنك قد تكون قاسيًا وتجرح شخصًا بكلامك لكن لمصلحته.
وغير هذه المصطلحات الكثير.. (3).
هل تعرفون شخصًا ما يعيش في fool's paradise؟ سيُسعدنا أن تشاركونا أمثلةً باللغة الإنكليزية تستخدمون من خلالها التعابير المذكورة أعلاه. وربما تذكرون لنا مفرداتٍ وعبارات أخرى ابتكرها شكسبير وما زالت تستخدم حتى وقتنا الحاضر!
المصادر: