غادر عالمنا الكاتب والروائي والسيناريست السوري -خالد خليفة- مساءَ أمس السبت 30 سبتمبر عن عمر يناهز الـ 59 عامًا.

قد تبدو هذه السنوات عابرة لبعضهم، لكنها لدى خالد الإنسان أكثر من ذلك؛ الكاتب الذي قرأ الموت عن بعد، صاحبه برضا تام، تحدث معه، وروّضه حتى التقى به وجهًا لوجه.

لقد استدعت الحياة لدى الكاتب خليفة الاتساعَ بكل جوانبه ومشاعره وكانت في نظره محاولةً جدّية لفهم هذا العالم، وإخبارنا بما يعنيه العيش برفقة الحياة والموت جنبًا إلى جنب. 

 استطاع خالد أن ينقل الكتابة السورية والعربية إلى مستوى عالمي مختلف، تُرجمت أعماله إلى لغات كثيرة وحظي بانتشار واهتمام عالمي لافت.

وكانت إحدى أهم خطواته دخوله إلى عالم الكتابة التلفزيونية؛ فأصبح اسمه نجم  الشاشة من خلال أعمال من مثل: "سيرة آل الجلالي"(2000)، و"مسلسل قوس قزح" (2000)، و"ظل امرأة"(2007)، و"مسلسل العراب_ تحت الحزام"(2016).

قدم أيضًا أفلامًا قصيرةً وطويلةً وبعض الأفلام الوثائقية..

ومؤخرًا؛ اتجه الكاتب الكبير نحو الرسم، عندما اكتشف أنه يستطيع رسم الكلمة مثل كتابتها، وكان يُحضّر لمعرض خاص لهذه اللوحات.

في الألبوم  الآتي إضاءة على بعض روايات الراحل.


Image: https://www.google.com/imgres?imgurl=https%3A%2F%2Fassets-news.asharq.com%2Fimages%2Farticles%2Foriginal%2F3-4%2FwfEBRR3mVh_1696109306.jpg&tbnid=QV19jQnjqEuceM&vet=12ahUKEwjT9q64wdWBAxVepicCHQf7BnQQMygLegQIARBn..i&imgrefurl=https%3A%2F%2Fnabd.com%2Fs%2F12
الموت عمل شاق

في سفرٍ يخيم فوقه الموت يحمل بلبلُ وشقيقاه جثمانَ أبيهم عبد اللطيف السالم ليدفنوه في العنّابيّة بناءً على وصيته، إذ يبيّن لنا خالد انطلاقًا من الحرب وعقباتها المتجسدة أمامهم ومن صلب الحياة كم أنَّ الموت عمل شاق (1).


Image: https://janoubia.com/2019/05/20/%D9%84%D9%85-%D9%8A%D9%8F%D8%B5%D9%84%D9%91%D9%90-%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%87%D9%85-%D8%A3%D8%AD%D8%AF-%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%84%D8%AF-%D8%AE%D9%84%D9%8A%D9%81%D8%A9-%D9%85%D9%84%D8%AD%D9%85/
لم يُصلِّ عليهم أحد

هي ملحمة إنسانية من القرن التاسع عشر لمدينة حلب بعد الطوفان؛ بطلاها هما الناجيان "زكريا وحنا" والمقتولان في الوقت نفسه بالفقد الذي طال أحبتهما.

وفيها يوسع خالد بقعة الضوء لتطال الحبَّ بممكنه ومستحيله (2).


Image: https://www.alarabiya.net/culture-and-art/2013/09/23/-%D9%85%D8%AF%D9%8A%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%A8-%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D9%81%D
مديح الكراهية

 حلب هي البداية لأبطال روايته، وأما عن مصير هذه الشخصيات فهو رهن مسيرة طويلة من الكراهية التي نمت في ظل العنف المُمارَس من جهات الصراع، فكيف تكون النهاية إذا كانت البطلة امرأةً تبحث عن الحب ولم تجد سوى الكراهية (3)؟


Image: https://www.facebook.com/story.php?story_fbid=2149834488495498&substory_index=0&id=619582014854094&paipv=0&eav=Afa9k3GLblbYDMqsEAvcO1xLwWz6BuobDcIeDWu3sGekEMSP_AgFH3SoHftLlEcQe8s&_rdr
لا سكاكينَ في مطابخ هذه المدينة 

بمجموعة من الحكايا بين الماضي والحاضر؛ يقصُّ خالد روايةَ عائلة ملؤها  التشرذم بلسان أحد أفرادها دون أن نعرف اسمه، ممثَّلًا بذلك الاضطهاد الذي تعرض له، فتبدأ الرواية بخبر وفاة أمه لنكتشف فيما بعد أثر هذا الخبر ومركزيّته (4).

المصادر:
(1) الكتاب: الموت عمل شاق
الكاتب: خالد خليفة
الناشر: هاشيت أنطوان/ عن نوفل 2016
عدد الصفحات: 151 صفحة

(2) الكتاب: لم يصل عليهم أحد 
الكاتب: خالد خليفة
الناشر: هاشيت أنطوان/ عن نوفل 2019
عدد الصفحات: 206 صفحة

(3) الكتاب: مديح الكراهية
الكاتب: خالد خليفة 
الناشر:أميسا/ بيروت لبنان 2006
عدد الصفحات: 420

(4) الكتاب: لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة 
الكاتب: خالد خليفة
الناشر: دار الآداب/ بيروت 2013
عدد الصفحات: 255