لماذا ننام؟
الطب >>>> معلومة سريعة
كان يُعتقد أنّ النوم مجرد توقفٍ لمعظم أنشطة الدماغ الذي قد يُعرّف على أنه حالة من عدم الانتباه النسبي للمحيط وعادة السكون حتى الخمسينيات، إذ لم يكن هذا التعريف دقيقًا، فتسبح الدلافين في أثناء نومها، وتهاجر الطيور مسافاتٍ طويلةً وهي نائمة، وقد أسقط كليتمان هذا الاعتقاد، إذ اكتشف وتلميذه حركات العين السريعة في أثناء النوم لدى البشر rapid eye movement، حتى أصبحت تسمى هذه المرحلة من النوم بـ(نوم حركات العين السريعة) أو (النوم الريميّ - REM sleep)، وهكذا أصبح يتميز النوم بدورة من نوم حركات العين السريعة ونوم دون حركات العين السريعة (1).
لماذا ننام؟ قد يبدو هذا السؤال سهلاً، لكن الإجابة عنه يحمل كثيرًا من التعقيد في طياته.
فعلى الرغم من حاجة البشر إلى النوم، فإن الفهم الحالي لسبب هو أن النوم جزءٌ لا يتجزأ من الحياة، فمن الصعب تحديده إلى الآن. وتبدي تلك الاضطرابات الناجمة عنه كثيراً من التعقيد، ويؤدي مرض تنكسي نادر جداً في الدماغ يسمى الأرق العائلي المميت إلى الوفاة بعد عدة أشهر. ليس من الواضح إذا ما كان فقدان النوم في حد ذاته مميتًا أو أن اللوم يقع على جوانب أخرى تنتج عن تلف الدماغ (1,2)، وتظل الوظائف الفيزيولوجيّة للنوم لغزًا محيراً، وتخضع لكثير من الأبحاث. تشمل الفرضيات الحالية فيما يخص وظيفة النوم ما يأتي: تسهيل التعلم أو الذاكرة، والإدراك، وإزالة منتجات النفايات الاستقلابيّة الناتجة عن النشاط العصبي للدماغ الواعي، والحفاظ على الطاقة الاستقلابيّة، فضلًا عن انخفاض النشاط في أثناء مرحلة نوم غير حركة العين السريعة الذي قد يمنح عديدًا من خلايا الدماغ فرصةً إصلاح نفسها (1-3).
ختاماً؛ على الرغم من أن النوم قد يبدو اعتياديًّا، فإنّه ما يزال وظيفةً غامضةً، وترتبط الصحة العامة والوظيفة الجيدة للفرد بمقدارٍ كافٍ من النوم المنتظم (2,3).
في اليوم العالميّ للنوم ندعوكم للحفاظ على نومكم الهانئ، والإسراع إلى مقدميّ الرعاية الصحية في حال شعوركم باضطراب في نومكم.
تعديل الصورة: Lama Alsheikh
المصادر:
2. Karna B, Sankari A, Tatikonda G. Sleep Disorder. In: StatPearls [internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2023. Available at: هنا
3. Patel AK, Reddy V, Shumway KR, Araujo JF. Physiology, Sleep Stages. In: StatPearls [internet]. Treasure Island (FL): StatPearls Publishing; 2024. Available at: هنا