كيف يضر تيك توك TikTok بصحة المراهقين والشباب؟
الغذاء والتغذية >>>> منوعات غذائية
Image: https://edition.cnn.com/2020/02/19/tech/tiktok-parental-controls/index.html
أحد أنواع المحتوى كثير الاستهلاك على TikTok هو الصحة والتغذية. إذ تُشارَك هذه المعلومات من قبل المؤثرين، الذين ليسوا عادةً أطباء أو اختصاصيّي تغذية (1).
وفقًا لدراسة جديدة من جامعة فيرمونت University of Vermont، فإنّ محتوى الطعام والتغذية وفقدان الوزن على TikTok يُشجع ثقافة النظام الغذائي "السامة" بين المراهقين والشباب، وقد لاحظَ الباحثون أيضًا أنّ آراءَ الخبراء لا تُضمَّن في هذا المزيج غالبًا (2).
بينما يتأثّر كل من الرجال والنساء في وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر الأبحاث الصادرة عام 2020 أن النساء يتأثّرن في معدلاتٍ أعلى عندما يتعلق الأمر بصحتهنَّ. وقد يكون التعرُّض للرسائل الصحية الضارة أمرًا صعبًا على نحوٍ خاص بالنسبة للمراهقين، الذين يشعرون بالفعل بالضغط للتأقلم، وفي الوقت نفسه، يتنقلون بين النمو الجسدي والتغيرات العاطفية. وقد أظهرت الدراسات السابقة، على سبيل المثال، وجودَ صلةٍ بين وسائل التواصل الاجتماعي وانتحار المراهقين وإيذاء النفس (2).
كيف يشجع TikTok ثقافة النظام الغذائي غير الصحي؟
من خلال دراسة TikTok، اكتشف الباحثون أنَّ الرسائل المعيارية للوزن، وفكرة أن الوزن هو مؤشرٌ دقيقٌ جدًّا لصحة الفرد، منتشرة على هذه المنصة الاجتماعية؛ لذا فالمحتوى الأكثر مشاهدةً يُعدّ فقدان الوزن ويصور الطعام بوصفهِ وسيلةً للنحافة والصحة. وذلك من خلال ترويج واستعراض المؤثرين وادّعائهم خسارة وزنهم بسرعة عبرَ اتّباع حميات ومنتجات مختلفة.
وتوجدُ مشكلاتٌ مماثلة تروج للرسائل غير الصحية على Instagram، لكنَّ الأمر المثير للاهتمام بشأن Tik Tok على وجه التحديد، هو كيف تتقاطع خوارزمياته القوية مع ثقافة النظام الغذائي. إذ إنّ قاعدة مستخدمي TikTok الرّئيسة هي الشباب الذين يميلون إلى أن يكونوا في الفئة العمرية كثيرة التعرُّض لخطر الإصابة باضطرابات الأكل. ومن ثمَّ فإنّك إذا تفاعلت مع محتوى ثقافة النظام الغذائي، فسوفَ يظهر لك مزيدٌ منه. قد يكون هذا صحيحًا بالنسبة للمنصات الأخرى، لكنّ الطريقة التي يُمرَّر بها TikTok والطريقة التي يمكنك بها الوصول إلى المحتوى بسهولة من أشخاص ليسوا أصدقائك تجعل الأمر مختلفًا. إضافةً إلى ذلك، فإن TikTok، حسب تصميمه، يجعل من السهل جدًّا استهلاك كثيرٍ من المحتوى في فترة زمنية قصيرة جدًّا (2).
خبراء التغذية يطغى عليهم "المؤثرون" في مجال التغذية:
يتساءَل الباحثون والخبراء الآخرون عن سبب إعطاء مستخدمي TikTok أهمية كبيرة لآراء الأشخاص المؤثرين الذين يفتقرون إلى الخبرة ويروجون للرسائل الضارة عن التغذية والنظام الغذائي. قد تكون إحدى الإجابات هي أن الرسائل البسيطة غالبًا ما تكون مفهومة على نحوٍ أفضل من قبل جماهير المشاهدين.
ويمكن أن تضر المنصات المرئية مثل TikTok بصورة الجسم لأنها تُعزّز بيئة تعرض المستخدمين للكمال والمقارنة. على سبيل المثال، معظم الأشخاص الذين يقومون بإنشاء مقاطع فيديو وتحميلها على TikTok باستخدام العلامات المتعلقة بالتغذية والتغذية هم من النساء والشباب وذوي الأجسام النحيلة؛ وعندما يقدم شخص يتمتع بـ "الجسم المثالي" معلوماتٍ غذائيّةٍ، فمن السهل دمج هذه المعلومات كسبب وراء حصوله على الجسم الذي يمتلكه دون النظر إلى العوامل الوراثية أو سلوكيات الأكل المضطربة.
وعندما لا يكون شخص ما مؤهّلًا لتقديم معلومات التغذية، فإنّه يجب عليهم أن يكونوا شفافين بشأن ذلك وأن يوضحوا أن نوع جسمهم ربما لا يكون نتيجة لأي نظام غذائي أو تطهير ينصحون به (2,3).
كيف يمكن تجنب هذه المعلومات الخاطئة والأنظمة غير الصحية؟
إذا تمكن مستخدمو TikTok الأصغر سنًا من تعلم كيفية اكتشاف المحتوى الذي يحتمل أن يكون ضارًا على TikTok والذي يروج لثقافة النظام الغذائي السام ويختارون عدم التفاعل معها، فبإمكانهم تجنُّب بعض الرسائل الضارة عن النظام الغذائي. ويمكن أن يكون هذا عبرَ توعيتهم بآليات البحث ونوعية المصادر السليمة.
إضافةً إلى ذلك، يمكن للوالدين اتّخاذ الإجراءات اللازمة من خلال مراقبة عادات أطفالهم على وسائل التواصل الاجتماعي (2,3).
المصادر:
