عزز صحة عظامك باستخدام الكاروتينات
الغذاء والتغذية >>>> عادات وممارسات غذائية
العوامل الغذائية وأهميتها:
حظيت العوامل الغذائية -بما في ذلك تناول بعض العناصر الغذائية والمواد الكيميائية النباتية- اهتمامًا كبيرًا لدورها المحتمل في الحفاظ على صحة العظام وتقليل خطر الإصابة بالهشاشةإذ تعد الكاروتينات إحدى مجموعات المركبات الغذائية التي أظهرت نتائج واعدة في هذا الصدد (1).
ما الكاروتينات؟
هي فئة من الأصباغ القابلة للذوبان في الدهون التي تتوفر أساسيًّا في الفواكه والخضروات، وقد ارتبطت بمجموعة واسعة من الفوائد الصحية، بما في ذلك التأثيرات المضادة للأكسدة، والمضادة للالتهابات، وتحسين المناعة، وتشير الأدلة إلى أن الكاروتينات الغذائية قد تؤدي دورًا في الحفاظ على صحة العظام والوقاية من هشاشة العظام أيضًا (1).
أنواع الكاروتينات الشائعة:
كيفية تأثير الكاروتينات في صحة العظام:
صحة العظام هي عملية ديناميكية تنطوي على توازن دقيق بين تكوين العظام بواسطة الخلايا العظمية (الأوستيوبلاست - Osteoblasts)، والامتصاص العظمي بواسطة الخلايا العظمية الأخرى (الأوستيوكلاست Osteoclasts)، وقد اقترح أن الكاروتينات تؤثر في هذا التوازن عن طريق عدة آليات محتملة:
1. خصائص مضادة للأكسدة: تحيّد الكاروتينات الجذور الحرة، مما يقلل الإجهاد التأكسدي الذي قد يؤدي إلى فقدان العظام (1).
2. التأثيرات المضادة للالتهابات: تعدل الكاروتينات المسارات الالتهابية، كعامل النووي كابا بي (NF-κB) ونظام إشارات الناقل النشط لعامل النووي كابا بي (RANKL)/الأوستيوبروتيجيرين (OPG)، وتُعد هذه المسارات حاسمة في تنظيم تمايز وأنشطة الخلايا العظمية، وارتباطها بتطور هشاشة العظام (3).
3. فيتامين A وصحة العظام: قد تتحول بعض الكاروتينات، كبيتا كاروتين إلى فيتامين A (الريتينول) في الجسم، ويعرف فيتامين A بأنه يؤدي دورًا حاسمًا في تكوين العظام والتمعدن وإعادة النمو، ومع ذلك فإن تناول فيتامين A الزائد قد يرتبط بتأثيرات ضارة في العظام، مما يسلط الضوء على أهمية الحفاظ على توازن مثالي بين الكاروتينات وفيتامين A لصحة العظام . (4).
4. تكوين العظام: أظهرت بعض الكاروتينات، كالليكوبين و(الأستازانثين - astaxanthin) تأثيرها في تمايز الخلايا العظمية (الأوستيوكلاست والأوستيوبلاست)، مما يعزز تكوين العظام ويثبط امتصاص العظام (5).
الأدلة الوبائية والسريرية:
لقد بحثت عديد من الدراسات الوبائية في العلاقة بين تناول الكاروتينات في النظام الغذائي ونتائج صحة العظام، وأفادت عدة دراسات وجود علاقات إيجابية بين تناول الكاروتينات الأعلى -خاصةً- من الفواكه والخضروات، وتحسّن في كثافة المعادن العظمية (BMD) وانخفاض خطر هشاشة العظام وانخفاض معدل الكسور. وجدت دراسة مقطعية كبيرة -على سبيل المثال- أن مستويات مصل الكاروتينات الأعلى، بما في ذلك بيتا كاروتين واللوتين والزياكسانثين، كانت مرتبطة بكثافة معادن عظمية أعلى في الورك والعمود الفقري (2).
وقدمت التجارب السريرية بعض الأدلة على الفوائد المحتملة لتكميل الكاروتينات على صحة العظام، ووجدت دراسة عشوائية ذات شواهد على النساء بعد انقطاع الطمث أن التكميل بمستخلص غني بالكاروتينات (يحتوي على اللوتين والزياكسانثين وكاروتينات أخرى) مدة عام أدى إلى تحسن في علامات تكوين العظام وانخفاض امتصاص العظام، مما يشير إلى تأثير إيجابي في صحة العظام (6,7).
تشير الأدلة المتاحة إلى أن الكاروتينات الغذائية قد تؤدي دورًا وقائيًّا في الحفاظ على صحة العظام والحد من خطر الإصابة بهشاشة العظام، وقد يكون إدماج الأطعمة الغنية بالكاروتينات، كالجزر والطماطم والفلفل الرومي والخضروات الخضراء الداكنة، في نظام غذائي متوازن استراتيجية واعدة للوقاية من هشاشة العظام، وخاصة في الفئات السكانية عالية الخطورة، كالنساء بعد انقطاع الطمث (7).
تستحق الفوائد المحتملة لتكميل الكاروتينات مزيدًا من البحث في تجارب سريرية أكبر وأكثر تصميمًا لفهم فعاليتها، والجرعات المثلى لنتائج صحة العظام، إذ ينبغي أن تستكشف الأبحاث المستقبلية التأثيرات التآزرية للكاروتينات مع مغذيات أخرى تحمي العظام، كفيتامين D والكالسيوم ومضادات الأكسدة الأخرى، لتطوير استراتيجيات غذائية وتكميلية أكثر شمولًا لمنع ومعالجة هشاشة العظام (7).
تشير الأدلة الحالية إلى أن الكاروتينات تؤدي دورًا مهمًا في الحفاظ على صحة العظام والوقاية من هشاشة العظام، فعن طريق دمج الأطعمة الغنية بالكاروتينات في النظام الغذائي، قد تحسّن كثافة المعادن العظمية وتقلل خطر الكسور. تُعد الكاروتينات جزءًا من استراتيجية شاملة لتعزيز صحة العظام، مما يتطلب مزيدًا من البحث لفهم جميع فوائدها وآليات عملها وتحديد الجرعات المثلى والاستخدام الفعال بصفته جزءًا من نظام غذائي متوازن وصحي
---
المصادر: