العنّاب… فوائده لا تُعدّ ولا تُحصى
الغذاء والتغذية >>>> الفوائد الصحية للأغذية
العنّاب أو Ziziphus jujuba أحد أفراد عائلة Rhamnaceae، وهي شجرة شائكة متوسطة الحجم تشبه ثمارها ثمار الزيتون، وتُعدّ فاكهة مغذية ووظيفية للغاية. استخدمت فاكهة العنّاب في الطب الصيني الشعبي منذ 4000 عام، وكان يُعَدّ أحد الفواكه الخمس الأكثر تغذية وصحية. علاوةً على ذلك، سُجّلت فاكهة العنّاب بوصفها دواءً عشبيًّا ممتازًا يُحسِّن نوعية النوم، ويُخلّص من السموم، وأيضًا لتجميل البشرة (1,2).
المواد النشطة بيولوجيًّا:
يُعَدّ العنّاب من النباتات الطبية والغذائية ذات القيمة الغذائية العالية، فهو غني بالكربوهيدرات والبروتينات والألياف الغذائية والفيتامينات، ويحتوي أيضًا على أحماض دهنية غنية، إضافةً إلى أن ثماره تحتوي عددًا كبيرًا من المواد الوظيفية ذات التأثيرات الفيزيولوجية المتنوعة وأهمها:
· الكربوهيدرات والبروتينات:
حُدّدت فاكهة العنّاب بوصفها مصدرًا ممتازًا للكربوهيدرات والبروتينات، إذ أظهرت النتائج أن محتوى الكربوهيدرات في هذه الفاكهة يتراوح من (82.35) إلى (89.73) غ/100 غ وزن جاف. تراوح محتوى البروتين من (4.43) إلى (6.01) غ/100 غ وزن جاف. (2).
· الألياف الغذائية:
محتوى الألياف الخام يتراوح من 0.7 إلى 1.1 غ / 100 غ وزن جاف (2).
· الفيتامينات والمعادن:
تحتوي ثمار العنّاب كثيرًا من المعادن والفيتامينات. أظهر تحليل المعادن أن ثمار العنّاب تحتوي 17 معدنًا بما في ذلك 6 عناصر كبرى ( K و Ca و Mg و Na و S و P) و 11 عنصرًا أثريًّا ( Fe و Zn و Cu و Mn و Ni و Se و Pb و Br و Rb و S)
أما الفيتامينات الرئيسة التي اكتشفت في ثمار العنّاب هي فيتامين A، ومجموعة فيتامين B، والكاروتين، والثيامين، والريبوفلافين، وأظهرت الدراسات أن ثمار العنّاب مؤهلة لكونها مصدرًا جيّدًا لفيتامين C (1, 2).
· الأحماض الدهنية:
يحتوي العنّاب على إجمالي 11 مركبًا من الأحماض الدهنية، بما في ذلك حمض الميريستيك وحمض الميرستوليك وحمض البالمتيك وحمض الاستياريك وحمض الأوليك وحمض 11-أوكتاديسينويك وحمض الإيلايديك وحمض اللينوليك وحمض اللينولينيك (2).
· السكريات المتعددة:
عُزل خمسة من السكريات المتعددة بتركيبات كيميائية ووظائف بيولوجية مختلفة من ثمار العنّاب، بينت دراسة حديثة أن أحدها وهو SAZMP4 (مضاد للأكسدة جديد من البكتين المعزول من العنّاب) يتكون على نحوٍ أساس من الرامنوز والعربينوز والزيلوز، والمانوز، وGalA (2).
· البوليفينولات:
حُدّد إجمالي عشرة أحماض فينولية واثنين من الفلافونويدات في العنّاب، ومن بينها (حمض البارا هيدروكسي بنزويك - 4-hydroxybenzoic) و(حمض البروتوكاتيك -Protocatechuic acid) و(الروتين - rutin) كانت المكونات الرئيسة. وقد أفادت الدراسات أيضًا أن تكوين حمض الفينول ومستويات محتوى ثمار العنّاب تعتمد أساسًا على الصنف ومرحلة نمو الثمار (2).
· النوكليوسيدات، والقواعد النووية:
تُعدّ علاماتٍ لمراقبة الجودة للأغذية الوظيفية وتشارك في تنظيم مجموعة متنوعة من العمليات البيولوجية، مثل التعبير الجيني، وانتشار الخلايا، ومضادات الأكسدة، والأنشطة المضادة للالتهابات، والحماية من أمراض القلب والسرطان.
عُثر على تسعة نوكليوسيدات وقواعد نيتروجينية، بما في ذلك اليوراسيل، والهيبوكسانثين، والجوانين، والسيتيدين، واليوريدين، والأدينين، وأحادي فوسفات الأدينوزين الحلقي (cAMP)، وأحادي فوسفات الغوانوزين الحلقي (cGMP)، والغوانوزين في فاكهة العنّاب. ووجدت الدراسة أيضًا أن المحتوى الكلي للنوكليوسيدات والقواعد النيتروجينية في فاكهة العنّاب زاد مع امتداد وقت تجفيف الثمار (2).
· أحماض أمينية:
اكتشفت إحدى الدراسات 18 حمضًا أمينيًا في أربعة أصناف من العنّاب، وشكّل البرولين (Pro) وحمض الأسبارتيك (Asp) وحمض الجلوتاميك (Glu) ما بين 64.5٪ -70.0٪ من إجمالي الأحماض الأمينية بما في ذلك 8 أحماض أمينية ضرورية لجسم الإنسان (2,3).
· أحماض التربينيك (Triterpenoic acid):
من بينها (حمض الألفيتوليك - alphitolic acid) و(حمض الأولينوليك -oleanolic acid ) و (حمض الأورسوليك - ursonic acid). لهذه الأحماض مجموعة متنوعة من الوظائف، مثل خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات وحماية الكبد ومضادة للأورام (2,4).
· الفينولات:
للمركبات الفينولية تأثيراتٍ مضادة للأكسدة، قوية ضد الجذور الحرة وجزيئات الأوكسجين التفاعلية (ROS)، كذلك فإنّها تُظهر تأثيرات حماية الجلد إضافةً إلى النشاط العلاجي المحتمل ضد إصابة الكبد (4).
· القلويدات:
توجد القلويدات غالبًا في الجذور والسيقان والأوراق والبذور الموجودة في العنّاب، وتمارس أنشطة مضادة للأكسدة ومضادة للفيروسات (2,4).
أما عن الفوائد الصحية المرتبطة بتناول العنّاب فهي كما يلي:
1- حماية الأعصاب وصحة الدماغ:
استخدم شاي العنّاب في الطب العشبي الصيني لعلاج الأرق، وفد أظهرت الدراسات أن هذا يعود إلى غناه بالفلافونويدات مثل (كيمبفيرول 3- O- روتينوسيد - Kaempferol-3-o-rutinoside) الذي يمتلك نشاطًا وقائيًّا للأعصاب ضد إصابة الأكسدة ومنع تراكم بيتاA، وله تأثير وقائي في نقص تروية الدماغ البؤري الدائم وفي الثقافات العصبية، وكذلك في تقليل ضعف الذاكرة، وفشل التمثيل الغذائي للطاقة، والإجهاد التأكسدي في فئران التجارب المصابة بالخرف (5).
2- الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية وعلاجها:
العنّاب يُظهر تأثيرات مفيدة في استقلاب الجلوكوز لدى مرضى السكري من النوع 2، إذ بيّنت التجربة أنه بعد 12 أسبوعًا من الاستهلاك الغذائي للعناب، انخفض محتوى الهيموجلوبين السكري والكوليسترول في الدم انخفاضًا ملحوظًا، وفي الوقت نفسه، انخفضت مؤشرات مثل الأنسولين وHOMA-IR (تقييم النموذج التوازني لمقاومة الأنسولين) على نحوٍ كبير مما يشير إلى أن العنّاب يحسن من السيطرة على نسبة السكر في الدم لدى مرضى السكري ويقلل خطرَ الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى البشر (4).
وقد خففت السكريات المتعددة من تراكم الدهون الناجم عن حمض الأوليك وزادت من نشاط ناقلة أمين الغلوتامات لممارسة نشاط فعال لخفض شحميات الدم، وقد أسهمت التربينويدات الثلاثية الموجودة في العنّاب في الوقاية من تصلُّب الشرايين عن طريق تثبيط تكوين خلايا الرغوة في الخلايا البلعمية البشرية (4).
3- النشاط المضاد للسرطان:
تُعدّ السكريات المتعددة والتربينويدات مكونات مضادة للأورام، وتشمل آليات عملها تحفيز موت الخلايا المبرمج، وإيقاف دورة الخلية، وخلل الميتوكوندريا، وتقليل الالتهاب، وتنظيم ميكروبات الأمعاء. وأظهرت تجربة على الفئران، أن العنّاب حسّن كفاءة السيكلوفوسفاميد المضادة للسرطان من خلال تحسين البكتيريا المعوية، وقد قلّل عددَ الأورام عن طريق تثبيط تنشيط الإشارات الالتهابية (4).
وفي تجربة أخرى تبيّن أن مستخلص العنّاب له تأثير سام في خلايا سرطان الثدي (1).
4- التأثيرات المضادة للالتهابات:
يمارس تأثيرات مضادة للالتهابات على نحوٍ أساس من خلال التأثير في نمو واستقلاب الخلايا الالتهابية وإطلاق السيتوكينات الالتهابية، ويعزى هذا إلى أحماض التريتربينيك التي أظهرت أقوى نشاط مضاد للالتهابات إلى جانب تثبيط كبير لإنتاج أكسيد النيتريك وتكاثر الخلايا الطحالية (4).
5- حماية الجهاز الهضمي:
يعمل العنّاب على تدفئة وتقوية الطحال والمعدة. وقد استُخدم تقليديًّا لعلاج أمراض الجهاز الهضمي مثل فقدان الشهية والإسهال والإمساك، وغالبًا ما يساعد معجونه وهريسه على الهضم (4).
من ناحية أخرى، ينظم العنّاب على نحوٍ إيجابي ميكروبات الأمعاء ويعدل الإشارات الالتهابية المعوية ويحسن حركة الأمعاء، ومن ثمَّ حماية وظيفة الحاجز المعوي ويخفف العنّاب من أعراض قرحة المعدة (1,4).
وفي دراسة سريرية أُجريت على مرضى السل، منع شراب العنّاب تلف الكبد الناجم عن أدوية السل (4).
6- تأثير مضاد لتكوين الميلانين:
شراب العنّاب فعال وآمن لعلاج فرط تصبّغ الوجه، وقد أثبتت عديد من الدراسات فعالية شراب العنّاب في تفتيح البشرة. وهذا يعود للتأثير المضاد للصبغة لبعض (جليكوسيدات فلافونويد - flavonoid glycosides) المشتقة من بذورالعنّاب (1).
إن وقت تخزين العنّاب الطازج قصير نسبيًّا بعد قطفه، لذا من أجل إطالة عمره الافتراضي، كان لابد من معالجته بطرائق معينة تضمن احتفاظه بقيمته الغذائية وعدم فساده، مثل التجفيف.
ومع اهتمام المستهلكين بالتغذية والصحة اهتمامًا كبيرًا، يُطرَح مزيدًا من منتجات العنّاب الوظيفية وأنواع جديدة من وجبات العنّاب الخفيفة في السوق، من أبرزها على مدى السنوات الأخيرة الماضية مشروب العنّاب، عصير العنّاب المخمّر، نبيذ العنّاب وخلّ العنّاب (3).
حاليًا، وعلى الرغم من استخدام عديد من وصفات الطب الصيني التقليدي التي تحتوي على العنّاب في الوقاية من الأمراض وعلاجها، غيرَ أنّ هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتوضيح التوافق بين محتوى المكونات النشطة والوظائف البيولوجية للعنّاب والآليّات الجزيئية.
المصادر: