الكبتاغون
الكيمياء والصيدلة >>>> الإنسان والإدمان
الكبتاغون (Captagon) هو الاسم التجاري لمادة الفينيثيللين (Fenetheylline)؛ وهي مزيج من مادة الأمفيتامين(Amphetamine) والثيوفيللين (Theophylline)، وقد صُنعت للمرة الأولى في ألمانيا عام 1961 بهدف بحثي كان الهدف منه دراسة التأثيرات القلبية والعصبية لمشتقات الثيوفيللين. المصادر: A. AL-Imam et al., “Captagon: use and trade in the Middle East,” Hum. Psychopharmacol., vol. 32, no. 3, pp. 1–8, 2017, doi: 10.1002/hup.2548. إعداد: أُبي معن الخضور
تعد هذه المادة منشطة نفسيَّاً ومُسببة للإدمان، إضافة إلى الآثار الجانبية الخطيرة التي تسببها كالهلوسات والاختلاجات وغيرها؛ لذلك حُظِر تداولها وتصنيعها في عام 1986 في معظم دول العالم (1،2) .
ارتبطت صناعة هذه المادة وتداولها بنشاط العديد من المنظمات غير المشروعة في جنوب شرق أوروبا وشرق آسيا، إضافة إلى أنها ارتبطت بنشاط العديد من المنظمات الإرهابية؛ مثل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، وغيرها من المجموعات العسكرية في سورية [1]، وقد كان لتصنيع هذه المادة دور كبير في دعم الاقتصاد السوري في الفترة الماضية، خاصةً كون تصنيعها يعد سهلاً وغير مكلف نسبيَّاً (2،3).
وتجدر الإشارة أن صناعة الكبتاغون في الدول التي تعاني الحروب يعود إلى سببين أساسيين هما:
كون المادة قادرة على زيادة التحمل والتركيز وتقليل الخوف لدى المقاتلين على نحو كبير.
وأنها تقلل الشهية؛ فتساعد المقاتلين على تحمل ظروف نقص الغذاء التي ترافق الحروب.
وقد ازداد استخدام هذه المادة في المنطقة العربية عموماً وسورية خاصة كما ذكرنا في الفترة الأخيرة [2].
يترافق استعمال هذا المركب مع العديد من الآثار الجانبية يعد أهمها: الهلوسات والاضطرابات البصرية والفُصام، وقد أشارت بعض الدراسات إلى أنه في حالات نادرة قد يُسبب احتشاء في العضلة القلبية واختلاجات[2].
وفيما يخص قدرة الكبتاغون على إحداث الإدمان؛ فهذا الدواء يعد مُحدثاً للإدمان على نحو مؤكد، لكن قدرته على إحداث الإدمان تكون أقل من باقي الأمفيتامينات عموماً [2].
قد يُساء فهم الكبتاغون وقدرته على زيادة النشاط البدني كثيراً من قِبل غالبية الناس، وهذا يدفعهم للاعتقاد أنها مادة مفيدة قد تساعد في زيادة تحمل الإنسان للأعمال الشاقة والصعبة، أو قد يُساء استخدامها بهدف قطع الشهية لتخفيف الوزن، وهنا يجب الإشارة إلى وجوب عدم استعمال الكبتاغون تحت أي ظرف علاجي أو دوائي وذلك لأنه قادر على إحداث الإدمان من جهة؛ ولأن استعماله يترافق مع العديد من الآثار الجانبية الخطيرة كما ذكرنا سابقاً من جهة أخرى (1-3).
أما عن طريقة التصنيع: يوجد تحفظ كبير على نشر طرائق تصنيع مثل هذه المواد عن طريق مواقع الانترنت وذلك لمنع وصول مثل هذه المعلومات للأيدي الخاطئة، لكن يكفي أن نشير إلى أن تصنيع هذه المادة يتطلب عدة مكونات بسيطة وغير مكلفة وهذا يعد السبب الأساسي في انتشار تصنيعها غير القانوني في عدة بقاع من العالم.
[2] J. Pergolizzi Jr et al., “The Emergence of the Old Drug Captagon as a New Illicit Drug: A Narrative Review,” Cureus, vol. 16, no. 2, 2024, doi: 10.7759/cureus.55053.
[3] M. C. Van Hout and J. Wells, “Is Captagon (fenethylline) helping to fuel the Syrian conflict?,” Addiction, vol. 111, no. 4, pp. 748–749, 2016, doi: 10.1111/add.13262.