توضيحاً لبعض الاخبار الخاطئة المنتشرة: كلا لم تنجُ الأرض بأعجوبة من الدمار بسبب عاصفة شمسية عام 2012
الفيزياء والفلك >>>> علم الفلك
ولو أن تلك الكتلة المقذوفة من أكليل الشمس (والمعروفة بالانبعاث الكتلي الاكليلي CME ) صدمت الأرض، فلم تكن لتؤدي لدمار كوكبنا كما بالغت بعض الجهات الاخبارية والصفحات والمدونات ولكنها كانت ستؤدي إلى تدمير شبكات الطاقة على الأرض وستتسبب بضرر كبير في دارات الأقمار الصناعية الإلكترونية في الفضاء، ما يؤدي إلى انقطاع شامل في الاتصالات والكهرباء. على أية حال لم يكن ذلك ليدمر كوكبنا إلا لو اعتبرتم انقطاع الانترنت كليا هو نهاية العالم.
مع ذلك، تُمثل العواصف الشمسية تهديداً حقيقياً وربما لن نكون محظوظين بشكلٍ كافٍ لتفادي العاصفة التالية. تمرّ الشمس حالياً في منتصف "الذروة الشمسية"، وهي فترة تتمتع بنشاط مغناطيسي مرتفع جداً وهو السبب الرئيسي وراء العواصف الشمسية والانبعاثات الكتلية الإكليلية. فقد تجنبنا مشكلة كبيرة كانت ستنجم عن أقرب النجوم إلينا ذاك العام، ويستمر الفيزيائيون بالتساؤل عن السبب الذي يجعل من دورة الشمس الحالية تبدو هادئة بشكلٍ غير اعتيادي، لكن التنبؤ بالنشاط الشمسي هو أمر صعب حالياً ولا أحد يعلم متى ستثور العاصفة التالية.
في عدد شهر آب 2008 من مجلة ساينتيفيك أميريكان، طرح كل من Sten F. Odenwald وJames L. Green للنقاش فكرة أن التنبؤ بالأحوال الشمسية بشكلٍ أفضل هو ضرورة حتمية، ومما ذكروه "لو صدم انبعاث إكليلي كتلي رئيسي آخر الأرض، وكان مشابهاً للعاصفة العملاقة التي حصلت في العام 1859ـ فمن الممكن أن الدمار الحاصل في البنية التحتية سيكون كارثياً، لكن التحذير المبكر يُمكن أن يساعد كثيراً في التخفيف من الدمار. وقد وضع المؤلفون مخططاً لمقاومة تأثيرات الهجمات الشمسية المستقبلية من خلال تعزيز شبكات الطاقة تزويد الأقمار الصناعية بدروع مضادة لتأثير العواصف الشمسية، وأيضاً من خلال تحسين قدرتنا على التنبؤ بالعواصف الشمسية عن طريق تطوير مراقبتنا للشمس.
ولكن حتى يتم تطبيق هذه الخطوات الوقائية، هل ستتعرض الأرض لعاصفة تعيدها نحو عصر الظلام؟
المصدر: هنا
حقوق الصورة: SOHO (ESA & NASA)