حل لغز الحجارة المتنقّلة في منطقة البحيرات الجافة في كاليفورنيا/الولايات المتحدة
الطبيعة والعلوم البيئية >>>> علم الأرض
ولكن ما هي تلك القوة الفاعلة والخفيّة في تحريك تلك الحجارة؟
سؤال حيّر الباحثين منذ عام 1940م ولكن الإجابة الواضحة لم تظهر حتى عام 2013م، ولأن الأحجار قد تبقى عقد أو أكثر من الزمن دون حركة، فلم يتوقع الباحثون أن يشهدوا أي حركة ملحوظة، وبدلاً من ذلك فقد قرروا أن تُراقَب الأحجار عن بعد، من خلال تركيب محطة عالية الدقة للأرصاد الجوية قادرة على قياس سرعة الرياح بفاصل ثانية واحدة وتجهيز 15 حجراً لهذا الغرض (لأن إدارة منتزه وادي الموت الوطني لم تسمح لهم باستخدام الأحجار الأصلية، فجلبوا أحجاراً مشابهة من مصادر خارجية).
أُطلقت هذه التجربة في شتاء عام 2011م، ولم يحدث أي شيء جدير بالملاحظة حتى شهر كانون الأول / ديسمبر 2013م، عندما وقعت المفاجأة تزامناً مع وجود الباحثين في المنطقة حيث وجدوا أن البحيرة مغطاة بالمياه بعمق 7 سم (3 أنش) وبعد وقت قصير بدأت الأحجار الموجودة بالتحرّك، ولكن كيف؟!
أظهرت الملاحظات الدقيقة أن عملية تحرّك الأحجار تستدعي قيام مجموعة من الأحداث المتتالية:
أولاً: امتلاء البحيرة بالمياه بعمق مناسب يسمح بتشكل طبقة سطحية من الجليد أثناء ليالي الشتاء الباردة ويسمح بذات الوقت بأن تبقى الأحجار متكشفة على السطح. ومع هبوط درجات الحرارة ليلاً، تجمّدت بركة المياه وتحولت إلى صفائح رقيقة من الجليد (يجب أن تكون هذه الصفائح رقيقة لتتحرك بسهولة وقاسية لتتحمل قوة هذه الحركة - مثل زجاج النوافذ).
في الأيام المشمسة تبدأ الصفائح الجليدية بالذوبان وتتشقق إلى ألواح كبيرة نسبياً محدثة أصوات مسموعة منتشرة على مساحة المنطقة المعنيّة، تقوم الرياح الخفيفة بجرّها عبر أرض البحيرة لتصطدم بالأحجار وتجرّها دافعةً إياها أمامها مخلّفة آثاراً واضحة على الأرض الطينية.
إن ملاحظات الباحثين نقضت كل النظريات السابقة التي اقترحت عدة مسبّبات لظاهرة تحرّك الأحجار مثل الرياح الإعصارية أو الغبارية أو حتى غطاء رقيق من الطحالب الزلقة....الخ.
وبالنسبة لحركة الأحجار فهي تمتد ما بين عدة ثوانٍ إلى 16 دقيقة، ولمسافة تصل إلى أكثر من 60 متر، وقد تتحرك مرات عديدة قبل أن تستقر في موضع معين. ولا شك أن معدل حركتها قد انخفض عما كان عليه منذ عام 1970م، وسينخفض باستمرار نتيجة الاحترار المُناخي، حيث من الصعب على الجليد أن يتشكل في مثل هكذا ظروف.
واجه الباحثون صعوبات عديدة في بحث هذا اللغز، منها معرفة التوقيت الذي ستتحرك فيه هذه الأحجار والذي يمكن أن يمتد إلى أكثر من عشر سنوات أي أنها قد تبقى بمكانها لمدة عشر سنوات دون حراك، وقد قام الباحثون بتثبيت محطات معقدة وكاميرات مراقبة لكشف حركتها بشكل دقيق.
للتوضيح:
** "وادي الموت Death Valley" هو أكثر مناطق أميركا الشمالية حرارةً وجفافاً وانخفاضاً عن مستوى سطح البحر، ويقع إلى الجنوب الشرقي من سييرانيفادا في نطاق حوض كبير من صحراء موييف في كاليفورنيا، تبلغ مساحته حوالي 7800 كيلومتر مربع (3000 ميل مربع).
المصدر:
هنا