حقيقة أم خيال: العلكة تستغرق سبع سنوات لكي تُهضم عند ابتلاعها..!!
الطب >>>> مقالات طبية
جهازنا الهضمي مصمَّم لكي يحل ويطرح ما ندخله لأفواهنا بغضون ساعات أو أيام من الممكن لكن بالتأكيد ليس لسنين. تعود الأسطورة السائدة للموقع الالكتروني snopes.com هو من وضع هذه الإشاعة أن العلكة تبقى بداخلك لسبع سنوات وبأن العلوم الطبية تؤكد هذه النتيجة. دكتور (دايفيد ميلوف) أخصائي الهضمية لدى الأطفال يصرّح لمجلة (الأمريكي العلمي) أنه يمكن القول وبكل تأكيد أن العلكة لا تبقى في داخلك لسبع سنوات!
هذا يعود لكفاءة الجهاز الهضمي. عندما تبتلع الطعام ينتقل إلى المريء ومنه إلى المعدة هنا تقوم الأنزيمات والحموض بعملها في عملية تحليل الطعام.
من المعدة، ينتقل الطعام المهضوم جزئياً إلى الأمعاء، حيث – بمساعدة الكبد والبنكرياس – يتحلّل الطعام إلى مكوناته. تُستخدم هذه المكونات لإمداد الجسم بالطاقة. والعناصر التي لا يُمكن استخدامها ترسل إلى القولون حيث تُعالج وتتحول إلى فضلات.
بشكل عام تتكون العلكة من أربع مكونات رئيسية وأجسامنا تستطيع بسهولة تحليل ثلاثة من هذه المكونات وهي المنكهات والمحليات والمطرّيات، أما مادة العلكة فهي التي تبقى. مادة العلكة مصنوعة من مواد كيميائية صناعية تلك التي تعطي العلكة خاصيتها القابلة للمضغ، فهي مصمّمة لكي تقاوم الخصائص الهاضمة لللعاب في الفم. لكن حالما تُبلع حتى مادة العلكة تخضع لنفس العملية كطعام عادي، وبعد أن يتم التعرف عليها كمادة عديمة الفائدة من قبل الجهاز الهضمي تسلك نفس الطريق مثلها مثل باقي الفضلات.
"مضغ العلكة مقاوم نوعاً ما لعملية الهضم". من الممكن أنها تعبر أبطأ من باقي المواد لكن في النهاية ستخرجها الحركة التموّجية الطبيعية للسبيل الهضمي والتي تدفع الطعام دون أي تدخل"
وعلى الرغم أن مرور العلكة عبر السبيل الهضمي عادة ما يكون آمناً، لكن هذا لا يعني أن تبتلعها بشكل اعتيادي. كما كتب دكتور ميلوف وزملاؤه في طب الأطفال في عام 1998 عن ابتلاع العلكة المزمن – أو ابتلاع العلكة بالتزامن مع مواد أخرى غير قابلة للهضم – قد يسبب مشاكل. تقرير الفريق يصف حالة ثلاث أطفال يعانون من انسدادات وهمية بسبب العلكة، اثنان منهم كانوا يتناولون العلكة على أنها تعزيز إيجابي للسلوك الجيد ويتخلصون منها بانتظام عن طريق ابتلاعها. في كلتا الحالتين عانى الطفلان من الإمساك، حيث تجمعت هذه العُلَك مع مواد أخرى من حلويات الأطفال وشكلت كتلة تتطلب الاستخراج. أما المريض الثالث، فهي طفلة بعمر السنة ونصف، تم العثور على أربع قطع نقدية مستقرة في المريء متحدة مع قطعة كبيرة من رُزمة العلك!
ويضيف دكتور ميلوف "كان لدي حالة أخرى والتي حقاً كانت مثيرة، شخص ابتلع بذور عباد الشمس وأيضاً قشورها" خلال فحص السبيل الهضمي السفلي للمريض، عثر ميلوف على كل تلك البذور الشائكة والتي كانت متحدة حول العلكة مشكلة جسما يشبه الكرة ذات الأشواك!
وعدا عن ذلك ترافق مضغ العلكة مع عدة تأثيرات على الصحة في أغلب حالاتها كانت بسبب المواد المضافة (كالمحليات والمنكهات والمواد الحافظة) وليس مادة العلكة. على سبيل المثال، عدم امتصاص السوربيتول (في العلك والحلوى الخالية من السكر) قد يُحدث إسهال وألم بطني ونفخة بطن. ومنكهات القرفة تم ربطها مع تقرحات الفم. فقاعة العلكة قد تحفز على التهاب الجلد حول الفم مع الأنسجة الحبيبية؛ الآلية المفترضة لهذه الآفة هي امتصاص انتقائي لبعض من زيوت العلكة من قبل مسام الجلد. الكلوروفيل والمنتول وهيدروكسي تولوين البوتيل هي مواد مضافة قد تحفز حدوث الشري الجلدي المنتشر. منكهات عرق السوس قد تحدث انخفاض في بوتاسيوم الدم وارتفاع في الضغط. وكما أن كثرة تعرض التجويف الفموي لهذه السكريات المركزة تسهل تسوس الأسنان.
في النهاية، عند تناول العلكة يجب عدم ابتلاعها وألا تُعطى لأطفال لا يستطيعون فهم هذه النقطة. وأن العلكة لا تبقى في الجسم البشري لمدة سبع سنوات لكن قد تخدم هذه الشائعة في إيقاف الأشخاص الذين اعتادوا على ابتلاع العلكة، لأن هذه الشائعة لا تحدث أذى حقيقي ولكنها في الحقيقة قد تخدم في الوقاية من العديد من تلك الحالات التي وصفها دكتور ميلوف.
المصادر:
هنا
هنا
هنا
مصدر الصورة:
هنا