المشاعر في العصر الوسيط
التاريخ وعلم الآثار >>>> التاريخ
يعتبر هذا السؤال صعباً بالنسبة للمؤرخين فمن الصعب تخيّل مشاعر الغابرين والدخول إلى عواطف الناس في الماضي. إلا أن الأمر ليس مستحيلاً ..
في فترة 1960 ادعى المؤرخ الفرنسي Philippe Ariès أن المفاهيم الحديثة لمشاعر الطفولة والأسرة لم يكن لها وجود في فترة العصور الوسطى.
من خلال دراسة تغيير المفردات، الأسرة، الألعاب، أنماط اللبس والتعليم، اختتم Ariès في مواجهة معدلات وفياة الأطفال المرتفعة بقوله، أن الآباء العصور الوسطى لم نكن مشاعر الأبوة والأمومة لديهم كما نشعر نحن كآباء وأمهات عندما نفقد أحد أطفالنا، وبالمقابل هم تعايشوا مع موتهم بلا مبالاة بسبب أن العديد من الأطفال ماتوا في تلك الفترة واعتادت الناس على هذا الأمر.
هذه اللامبالاة كانت نتيجة مباشرة وحتمية لوضع السكان في تلك الفترة.. لا يجب أن نتفاجئ بهذه القسوة والصلابة، كان هذا أمر طبيعياً في ظل ظروف المجتمع في ذلك الوقت..
منذ ذلك الحين استخدم المؤرخون الرسائل والوثائق الشخصية الأخرى لإثبات أن الأهل لم يشعروا بحزن كبير عند وفاة أولادهم، ولكن عمل Ariès يوجه الاهتمام لموضوع مهم هو أنه لا يجب علينا الافتراض أن الناس في الماضي كان لديهم مشاعر مشابهة لمشاعرنا الآن.
وبالنسبة للصداقة ... كانت الشغل الشاغل في فترة عصر النهضة، المثقفين في تلك الفترة تطلعوا لنماذج قديمة من الرفقة كما رسمها أرسطو وشيشرون، وكتبوا قصائد عن الصداقة الحقيقية. وكما ذكرت Susan Brigden في كتابها الحائز على جائزة، شعراء بلاط Henrician كانول يكتبون عن الصداقة عادةً.
أثنى هنري هاورد على صديق طفولته هنري فتزروي، دوق ريتشموند، بكتابته له: "الأفكار السرية المنقولة بثقة .. قدسية الصداقة، تبقي الوعود منفذة "
السير توماس مور يسمي : "الصداقة المخلصة والدائمة في العواصف، هي هبة نبيلة"
أكد Michel de Montaigne على ندرة الصداقة الحقيقية. وكان صديق حقيقي لـ Etienne de la Boétie حتى وفاة صديقه في فترة 1550 . كانت صداقتهم حقيقية ومشابهة لصداقة سقراط والسيبيادس.
بدت لغة صداقتهم رومنسية واضحة لقراء العصر الحديث، حيث كتب Montaigne : "إذا ضغطت علي لأخبرك لماذا أحببتهُ، أشعر أنه لا يمكن التعبر إلا بقول: لأنه كان هو، لأنه كان أنا". ومع ذلك، مثل سقراط والسيبيادس، القليل من الباحثين استنتجوا أن كان لديهم علاقة جنسية.
من الممكن أن تتضمن الصداقة حب، يصعب علينا نحن في هذا العصر اعتباره خارج حدود الارتباط المثيرة.
فهل من الممكن أن يكون لديك صديق كهذا في العصر الحديث؟
هذه المواقف تذكرنا بأن المشاعر كانت متغيرة وفقاً لشروط ثقافية وتاريخية..
ومع ذلك أليس هذا هو المثال الذي فيه الماضي يعطينا فكرة عاطفية جميلة ونادرة عما نطمح له .. ؟
المصدر: هنا