الإدارة في 1950s: الإدارة بالأهداف
الاقتصاد والعلوم الإدارية >>>> العلوم الإدارية
تساءل دراكر لماذا في مدارس الإدارة الكلاسيكية ومدارس العلاقات الإنسانية اعتبرت الفعالية نتيجة طبيعية ومتوقعة، فبالنسبة إليه كانت الفعالية أكثر أهميّة من الكفاءة وعدّها الأساس لكل مؤسسة.
قام دراكر فيما بعد بتطوير نظرية الإدارة بالأهداف Management By Objectives ( MBO ) وذلك من خلال كتابه الذي أصدره عام 1954 وعنوانه : " ممارسة الإدارة " " The Practice Of Mangement " ، تتعامل الإدارة بالأهداف مع أسلوب معيّن ومحدد للتعامل بين المدير والموظف، وهي مبنيّة على فكرة أن السلاسل الهرميّة داخل الشركات ينبغي أن تكون مترابطة، فكانت الحاجة إلى المسؤولية والالتزام وكمال النموّ ، وكذلك أيضاً الحاجة إلى التنافس المشترك، ونلحظ من خلال الصورة كيف تتحول الإدارة بالأهداف إلى عمليّة process بحيث يتم وضع الأهداف للمنظمة بالاتفاق والتفاعل بين المدير والمرؤوسين، وتؤدي هذه الطريقة دوراً إيجابياً للعاملين بحيث يمكنهم معرفة ما يجب عليهم عمله بالتحديد وتساعدهم على وضع أهدافهم الفرديّة، مما يسهم في تحقيق أهداف العاملين الفرديّة وأهداف المنظمة ككل على حد سواء.
تشارك جميع مستويات الإدارة للمنظمة في عملية التخطيط الاستراتيجي ووضع الأهداف والخطط، حيث يقوم المدراء بتحديد أساليب الأداء المناسبة والفاعلة التي تسعى للوصول إلى الأهداف المرسومة للمنظمة .
كما يقوم كل مستوى من مستويات الإدارة بوضع أهدافه الخاصة بالنسبة لمجال عمله المسؤول عنه، وهذه الأهداف يتم إطلاع المرؤوسين والعاملين عليها وتوضيحها لهم ليقوم كل منهم بوضع أهدافه الفردية ليؤدّي دوره في تحقيق الأهداف الكليّة، ويأتي دور الإدارة في هذه المرحلة عبر رصد الأداء وتقييمه بشكل مستمر، وذلك لقياس مدى مطابقة العمل الفعلي في المنظمة مع ما تم وضعه من أهداف وما ينبغي فعله لتقويم الانحرافات وتصويبها.
أحد الجوانب الهامة والمميزة للإدارة بالأهداف هو أنها تتيح اتفاق رؤساء العمل مع مرؤوسيهم لوضع الأهداف على نحو يكفل التشارك والتراضي، ويؤدي ذلك إلى تعريف أولئك المرؤوسين بوظيفتهم المطلوبة منهم بالتّحديد، ويجعلهم أكثر تحملاً لمسؤولياتهم في العمل، عبر الرابط الذي يصل بين أهداف المنظمة الرئيسية وأهداف العاملين الفرعيّة، ولا يخفى وجود بعض السلبيات في الإدارة بالأهداف كغيرها من أساليب الإدارة، فهي مجرد أداة لها إيجابياتها وسلبياتها أثرت الفكر الإداري ولكنها ليست الأسلوب الإداري الوحيد في علم الإدارة الواسع.
source: هنا