المستحضرات السائلة التي تعطى عن طريقِ الفم هي ـ في العادة ـ إما محاليل أو مُعلَّقات أو مُستَحلَبات، تحتوي على مادة دوائية فعَّالة أو أكثر مذابة داخل سائل مناسب، أو قد تكون المواد الفعَّالة بحد ذاتها مواداً سائلة. قد تتوفر في الأسواق على شكل سائل جاهز للاستخدام أو تتواجد (باستثناء المستحلبات) على شكل بودرة أو حبيبات يجب إذابتها في سائل معين (حسب ما يذكر في ملصق الدواء) وقت الاستعمال. تعطى هذه المُستحضراتُ في العادةِ للأطفال الصغار أو الأشخاص الذين يمتلكون صعوباتٍ في عملية البَلع.
تختلف المستحضرات السائلة في خواصها ويمكن تقسيمها إلى ثلاث مجموعات رئيسة:
· المحاليل: مستحضراتٌ سائلةٌ صافية (خالية من الشوائب) تشمل الأكاسير، والشرابات، واللَعُوقَات، والمحاليل البسيطة. تكون المادة الفعالة مُذابَة في سائل بشكلٍ متجانسٍ لذلك لا تحتاج إلى خضها قبل الاستخدام.
· المُعَلَّقات: تحوي هذه المستحضرات على مادةٍ فعالةٍ أو أكثر صلبة غير ذائبة، وإنما مُعلَّقة في سائل مناسب. ولأن هذه المواد قد تنفصل على الأغلب وتترسب في قاع العبوة، لذا من المهم خض العبوة جيداً قبل أخذ الجرعة لضمانِ الحصولِ على معلَّقٍ متجانس لمدة كافية لأخذ الجرعة الصحيحة المطلوب إعطاؤها للمريض.
· المُستحلَبات: وتتكون بشكلٍ أساسي من خليط من الماء والزيت، والمسؤول عن تجانسهما معاً إضافة مادة تسمى عامل الاستحلاب (العامل الفعَّال على السطح surface active agent). قد يحدث بعض الانفصال أحياناً بين الماء والزيت أو ما يسمى بظاهرة (التَّقَشُد)، ومن هنا تكمن أهمية خض العبوة قبل الاستخدام حتى يعود للمستحضر تجانسه.
لتتمكن من قياس الجرعة المطلوبة من الدواء السائل بشكلٍ دقيقٍ، يُرفَق في العادة مَلعَقة مدرجة مع العبوة، بحيث يكون حجمها القياسي مساوياً لـ 5 مل، ويجب تَجَنُّب استخدام ملاعق الطعام أو تلك الصغيرة التي تستخدم لتحريك الشاي في إعطاء الدواء، حيث أنَّ حجمها يختلف من ملعقة لأخرى ويتراوح بين 2 مل و 10 مل (بمعدل 3.5 مل) فلن يحققَ بها القياس الدقيق للجرعة.
في حال كانت الجُرعَة المطلوبة أقل من 5 مل أو كان الدواء معطى لطفلٍ صغيرٍ أو رضيع، فعندها ينصح باستعمال الحقنة الفموية. وإن كانت الجرعة المطلوبة أعلى من 5 مل فيمكن استخدام كأس الدواء المدرجة، كما وتتواجد أحياناً حقن فموية بتدريج 1 مل، وتجدر الإشارة هنا إلى أن الكأس المدرجة والحقنة ذات سعة الـ1 مل لا تخضعان لمقاييس تصنيع نظامية، لذا يجب مراعاة الحذر عند استخدامهما.
كيفية استخدام المستحضرات السائلة التي تعطى عن طريق الفم:
تعد عملية تناول الدواء سهلة وبسيطة، وأهم جزء فيها هو القياس الدقيق للجرعة المطلوبة.
1. ينبغي أن يأخذ الشخص الدواء وهو واقف، أو على الأقل جالس بشكل معتدل.
2. امسك العبوة بحيث يكون الملصق مواجهاً لباطن اليد؛ لكي تحمي الملصق من التلطخ بأي دواء متقاطر أثناء الاستعمال.
3. خض القارورة (إن اقتضى الأمر)، وقس الجرعة المطلوبة بواسطة الملعقة.
4. افرغ محتويات الملعقة في الفم وقم ببلع الدواء.
5. إذا كانت الجرعة المطلوبة أكثر من 5 مل (مثلاً 10 مل أو 15 مل) كرر العملية بعدد المرات المطلوب.
6. عند الانتهاءِ من أخذِ الجرعة المطلوبة نظف عنق الزجاجة، منعاً لالتصاق الغطاء بعنق الزجاجة عند الاستعمال التالي، ثم أعد الغطاء إلى مكانه (أغلقها).
7. إن كان ينصح بتناول الدواء بالماء، انقل الجرعة التي تم قياسها من الدواء في كأس صغير وأضف إليها كمية مساوية من الماء، ثم حرك المزيج معاً وقم ببَلعِهِ. 
نصائح عند استخدام المستحضرات السائلة التي تعطى عن طريق الفم:
يستحسن أن تتناول الدواء وأنت واقف بالقرب من مغسلة، مما يجعل قياس الجرعة وتنظيف أي انسكاب عرضي للدواء أمراً سهلاً.
نصائح مهمة عند التعامل مع الأطفال:
1. قِس جرعة الدواء المطلوبة (يفضل استخدام الحقنة الفموية).
2. تأكد من أنَّ الطفل واقف أو جالس بزاوية 45 درجة لتقلل من خطر الاختناق.
3. إياك وتمديد الطفل بشكل أفقي لأن الدواء قد يستنشق بدلاً من أن يتم ابتلاعه.
4. ضع الدواء في جانب الفم، داخل تجويف الخد حيث لا توجد براعم التذوق للطعم المر.
5. بعد وضع الدواء في فم الطفل، ارفع ذقنه قليلاً لتساعد في بلع الدواء.

تصنع معظم الأدوية المُخصَّصة للأطفال مُحلَّاة ومنكَّهة ليصبح مذاقها مستساغاً من قبل الأطفال. ولكن بعض الأطفال قد لا يتقبل طعمه، لذا من الممكن خلط الدواء ذي الطعم غير المستساغ مع أطعمةٍ أخرى كالتفاحِ المهروسِ أو عَصيرِ الفواكه أو المربى أو شراب الشوكولاتة، وهذا يعتمدُ بالطبع على نوعِ الدواء وعُمرِ الطفل. في حال خلط الدواء مع شراب، يجب تناول الشراب بأكمَلِه لضمان أخذ الطفل للجرعة كاملة. ولكن في هذه الحالة يجب أخذ رأي الطبيب المختص أو الصيدلي للتأكد من عدم وجود أي تداخلات بين الدواء والطعم المضاف إليه. ويمكن جعل طعم الدواء مستساغاً أكثر بوضع الدواء في الثَّلاجة (الدواء المبرد أكثر قبولاً في كثير من الأحيان) مع الأخذ بعين الاعتبار إرشادات ملصق الدواء.

الأدوات المساعدة:
تعد الحقنة الفموية من أبرز أدوات المعايرة لكونها تسمح بقياس دقيق للجرعات الصغيرة المطلوبة من الدواء السائل، فالحقنة الفموية ذاتها مدرجة ومصحوبة بسدادة، إضافة إلى وجود تجويف في الوسط، لتتناسب مع عُنقِ قارورةِ الدواء.
كيفية استخدام الحقن الفموية:
1. قم بخَضِّ قارورةَ الدواء (إن كان ذلك مطلوباً).
2. أزل الغطاءَ عن قارورةِ الدواءِ وادخل السدادة.
3. ادخل طرف الحقنة داخل ثقب السدادة.
4. اقلب القارورة.
5. اسحب مِكبَس الحقنة إلى الخلف لتصل إلى تدريج الدواء المطلوب.
6. أعد القارورةَ إلى الوضعِ المعتدل.
7. أزل الحقنة من السدادة، مع مراعاةِ إمساك الجزء الاسطواني من الحقنة عند إزالتها وليس المكبس.
8. أفرغ محتوياتِ الحقنةِ داخل فم الطفل (داخل تجويف الخد) بلطف.
9. أزل الحقنةَ من فمِ الطفل.
10. أخرج السدادة من قارورة الدواء، ثمَّ نظِّف عنق القارورة إن استلزم الأمر وأعد غطاءها.
11. اغسل السدادة والحقنة في ماء دافئ واتركهما حتى تَجِفا. في حال إعطاء الدواء لطفل رضيع فينصح عندها بتمرير الحقنة خلال سائل معقم لأدوات الأطفال.

المصادر: هنا
ص 237
هنا