هذه الأمراض قد تسبّب أوبئة أخطر من الإيبولا (الجزء 1)
الطب >>>> موسوعة الأمراض الشائعة
فقد كان قاطنوا هذه المناطق المتطورة في مأمن من تأثيرات هذا المرض المُعدي الذي انتشر عبر الـ60 سنة الماضية، وهذا بفضل سهولة الوصول للقاحات والعناية الصحية الجيدة وارتفاع الثقافة حول العادات الصحية ودورها في نقل الأمراض.
ومع ذلك، فإنّ وجود مرض قادر على الانتشار في هذه المناطق ليس مستحيلاً، وإليكم هذه الأمراض الخمسة التي يمكنها بسهولة أن تسبّب أزمة صحية عالمية.
ولكن قبل أن نبدأ، أحببت أن أذكر عدة نقاط جعلت من هذه الأمراض ذات خطورة عالية وحاملة لنسبة وفيات كبيرة. حيث تكمن خطورة أيّ مرض بشكل رئيسي في قدرته على الانتقال بسهولة. ذلك أنّ المادة الوراثية للعوامل الممرضة من الجراثيم والفيروسات في تغيّر وتحور مستمر، ما يؤدي إلى حدوث ما يدعى بحادثة التطفّر، وقد ينتج عن ذلك أنواع محسنة بشكل دائم وتصبح الأدوية القديمةعديمة الفعالية معها، حيث يمكن اعتبار مدى تأثّرها بالعلاجات أحد أهم عوامل الخطورة، فنجد أنّ بعض العلاجات قد تدوم لسنة ونصف، إذا نجا الإنسان!
*الإنفلونزا
هناك حوالي 3-5 مليون شخص حول العالم ممَّن سيعانون من المرض الشديد بسبب فيروس الانفلونزا كلَّ عام، ممّا قد يتسبّب بـ 250 إلى 300 ألف حالة وفاة. وهو عدد ضخم، على الرغم من أن معدل الوفيات منخفض إلى حدٍّ ما.
أضف أيضاً بأنّ هذه الأرقام مرتبطةٌ فقط بالإنفلونزا الموسمية، فما بالكم بما ينتج عن السلالات الفيروسية الجديدة، كتلك التي توجد عادةً في الكائنات غير البشرية! فهناك فصائل متعدّدة لفيروس الإنفلونزا كالفصائل H5N1 و H7N9 وهي تتضمّن سلالاتٍ نجدها عادةً لدى الطيور وقد تملك القدرة على إصابة الإنسان.
بعض سلالات الفصيلة H5N1 ممرضة بشدّة وقد قضت على عشرات الملايين من الطيور ووصلت نسبة الوفيات البشرية الناتجة عنها إلى 60%. فبإمكان هذا الفيروس أن ينتقل من الطيور إلى البشر ولكنه لا ينتقل بسهولة من إنسان إلى آخر. وعلى الرّغم من ذلك فهو يمتلك معدلاً عالياً من التطفّر، وبالتالي لن يأخذ وقتاً طويلاً حتّى يصبح سهل الانتقال بين البشر.
من ناحية أخرى، تعتبر الفصيلة H7N9 مشكلةً بحدّ ذاتها لأنّنا لا نعرف الكثير عنها حتى الآن. وقد ثبتت أول إصابة بشرية به في آذار (مارس) 2013 بمعدل وفيات يصل إلى 22%، وتكمن مشكلة هذه السلالة بكونها جديدة ولا نملك معلومات كافية عنها، كما أنّ هذا المرض قد ينتقل من الطّيور إلى البشر دون أن تبدو أعراض المرض على الطيور أصلاً مما يجعله قابلاً للانتشار الشديد.
ومما يجدر ذكره أنّ السلالة H1N1 التي تحولت إلى وباء في عام 2009 كانت مشابهة للإنفلونزا الخنزيرية إلى حدٍّ مذهل مما أكسبها لقب "انفلونزا الخنازير"، حيث كانت معظم الإصابات خلال موسم الإنفلونزا من ذلك العام بسبب هذه السلالة. وخلال الفترة ما بين 2009-2010 تمّ إثبات حوالي 18 ألف حالة وفاة نتيجة الإصابة بها! ويؤكد البعض بأنّ العدد الحقيقي للوفيات أكبر من ذلك بكثير بسبب عدم توافر الفحوصات المخبرية في مناطق تعرضت لهجمات شديدة من هذا الفيروس. انتهى ذلك الوباء في عام 2010 ولكن مازالت هذه السلاسل تقوم ببعض الجولات كلّ موسم!!
لذلك يجب أخذ لقاح الإنفلونزا كلّ عام بسبب قدرة هذه الفيروسات العالية على التطفّر، ففي كلّ عامٍ جديد تولد سلالات جديدة قد تحمل نتائج مدمّرة!!
*الإسهال
يعتبر الإسهال القاتل الأول للأطفال تحت سنّ الـ5 سنوات حول العالم، حيث يصيب هذا المرض حوالي 1.7 بليون شخص كلّ عام متسبّباً بموت 801 ألفاً من فئة الأطفال فقط! يتسبب الإسهال باستنفاذ السوائل والأملاح التي يحتاجها الجسم، وإذا لم يتم تدبير هذا الأمر فإنه سيودي بحياة المريض بسبب التجفاف الحادّ.
يعتبر السبب الأساسي للإسهال فيروسياً لدى البالغين ولكنّه قد يكون ناتجاً عن عدوى بكتيرية كالكوليرا والسالمونيلا وغيرها.
ينتقل هذا المرض بسهولة بالتّماس المباشر وغير المباشر مع الفضلات (البراز). فإذا قام شخص بالتبرّز بقرب مصدرٍ مائيٍّ فعندها ستصبح المياه ملوّثة. فقد تُشرب هذه المياه من قِبل أشخاص آخرين مما يسبّب انتقال المرض إليهم، أو أنّ هذه المياه قد تستخدم في ري المزروعات مما يسبب انتقالاً غير مباشر للمرض.
عادة ما تكون حالات الوفيات في مناطق تنقصها المياه النقية والعادات الصحيّة اللازمة لتجنب الأمراض، ولكنّ السلالات الطافرة والمقاوِمة للأدوية قادرة على تفاقم الحالات المرضيّة وجعل الأمور أسوأ حتى في المناطق المتطوّرة.
المصدر:
هنا
مصدر الصورة:
هنا