نصف إنسان ونصف آلة... نعم إنه الشرطي الآلي
الهندسة والآليات >>>> الروبوتات
في فيلم الشرطي الروبوتي، يكون الشرطي أليكس مورفي قد أصيب بجروح بليغة أثناء قيامه بعمله، و نتيجة لذلك يتم اختياره للخضوع لتجربة تقوية عن طريق إستخدام روبوت تحت إشراف و تعاون مؤسسة من عدة جنسيات تملك أهداف شريرة تتجلى ببيع قطع من الشرطة الروبوتية و استخدامها في الأهداف المدنية.
الهيكل الخارجي للشرطي مورفي يمنحه قدرات بشرية خارقة، و النظام الحاسوبي المدمج داخل عقله يمنحه القدرة على الإستجابة و التحليل السريع للمعلومات التي يشاهدها او يتلقاها تماما مثلما يفعل الحاسوب. ولكن السؤال الوجيه هو إلى أي مدى هذه التكونولوجيا قابلة للتطبيق؟ في حين أن العديد من الخبراء يقولون أن العالم يحتاج العديد من العقود ليجعل مجتمعاته مليئة بال"سايبورج" (الإنسان الذي يحتوي بالاضافة لمكوناته العضوية مكونات ميكانيكية و إلكترونية). آخرون يرون أننا لسنا بعيدين عن مثل هذه التكونولوجيا بالقدر الذي كنا نتوقعه، ففي الحقيقة، حاليا هناك باحثون من عدة معاهد و شركات مثل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا و شركة (اتش دي تي للروبوتات) يقومون بالعمل على بعض النماذج للجنود الروبوتيين.
الإنسان مقابل الروبوت:
يقول العلماء أنه على الرغم من القفزات الكبيرة التي حققتها الأبحاث في مجال الروبوتات و الذكاء الصناعي في السنوات ال15 الماضية، فنحن لا نتوقع أن نمشي جنبا الى جنب في الطريق مع شرطة روبوتية في المستقبل القريب.
"نحن لدينا الآن أجهزة تسمح للناس المبتورة أرجلها من المشي، وهي تقوم بذلك عن طريق تتبع حركة جسم المريض بحيث عندما يميل جسم المريض إلى الأمام، تقوم الأرجل الاصطناعية بالقيام بخطوة إلى الأمام و هكذا،" يقول العلماء. "الخطوة القادمة تتضمن تصميم واجهة تسمح بالتحكم بالأطراف مباشرة عن طريق الدماغ، و هذا سيسمح ليس فقط للذين يملكون إعاقات في أرجلهم وحسب، بل الذين يملكون إعاقات في أي طرف من أطرافهم من التحكم بها بشكل طبيعي. نحن بعيدون عن هذا تقريبا من 50 الى 70 سنة."
يقوم الآن باحثون من عدة مراكز بحثية بتطوير بزة قتالة ذات تكنولوجيا عالية لها قدرة على تزويد صاحبها بقوة خارقة بالإضافة الى حمايته من الأعيرة النارية. البزة المعروفة ب"تالوس" تذكرنا بنظيرتها التي كانت تلبسها الشخصية الخيالية الشهيرة توني ستارك في فيلم "آيرون مان"، و لكنها تختلف عنها في مصدر الطاقة التي تستخدمه (حيث بزة آيرون مان كانت تعتمد أساسا على مفاعل الإندماج النووي و هو ما لم يستطع العلماء من تحقيقة حتى يومنا هذا). النموذج الأول من "تالوس" سوف يتم تغذيته بالطاقة عن طريق عدة بطاريات ثقيلة أو عن طريق مضخة كبيرة لتشغيل النظام الهيدروليكي.
في الحقيقة، تصنيع مثل هذه البزات التي تستطيع بلكمة واحدة خرق جدار أو تستطيع بقفزة تجاوز الحواجز العالية هي ليست فكرة واقعية، يقول هيجنز.
في مختبر الأستاذ هيجنز، يقوم العلماء بدمج الأجهزة الحسية و العصبية للحشرات ،مثل اليعسوب و حشرة العث، و ربطها بالآلات داخل الروبوتات. هذه القدرة على دمج الأدمغة بالآلات الاصطناعية يضع الأساس لفرع جديد من العلوم والذي يدعى "الروبوتات الحيوية"، والتي سوف تشعل ثورة في عالم تقنية الأعضاء و الأطراف الاصطناعية.
ولكن، القفزة الكبيرة من البحوث على الحشرات إلى تطبيقها على الانسان يشكل تحديا كبيرا للعلماء.
"ولكن تبقى هناك عثرة كبيرة في القدرة على دمج الأعصاب و الدماغ،" يقول العلماء." فالدماغ البشري معقد لدرجة أن فهمنا لكيفية قيامه بالتحكم بالأشياء ما زالت بدائية جداً، و هذا بالتأكيد يجعلنا حتى بعيدين عن أساسيات ما يجب عليه أن يكون الشرطي الروبوتي."
مازال الطريق أمامنا:
يقول العلماء أنه ما زال علينا القيام بالمزيد من الأبحاث الأساسية التي سوف تكشف الغموض الذي يحيط بالدماغ البشري، و في الحقيقة هناك العديد من المبادرات مثل المبادرة التي تبلغ تكلفتها 100 مليون دولار، والتي من مهامها وضع خريطة للنشاط الدماغي، حيث ستقوم هذه المبادرة بمراقبة ما يصل عدده الى مليون خلية عصبية في آن واحد مما يعطينا فهم أوسع عن كيفية عمل الشبكات العصبونية في الدماغ.
"نحن لدينا بعض نقاط الفهم حول عمل الدماغ، و لكننا ليس لدينا هذا الادراك الشامل بعد" يقول العلماء. "هذه المبادرة الكبيرة مهمتها بشكل رئيسي هو إثراء معرفتنا لطريقة عمل الدماغ، و كيفية عمل متحكمات الخلايا العصبية الحركية، و ما هو الأساس لما يسمى الوعي و الادراك. أملي من هذه المبادرة هو من أن تزيد من أساسيات فهمنا للدماغ، و لكننا في الواقع نتحدث عن 50 سنة من الأبحاث! نعم 50 و ليست 5. لكننا ما أن نتمكن من الإحاطة بفهمنا للدماغ، سوف نقوم بالفعل بقفزات هائلة."
مع ذالك، التطورات في التكنولوجيا أحيانا تقوم بدفع الخيال البشري بعيدا، يقول جايسون سيلفا، مختص بالمستقبليات و المضيف للسلسلة التلفزيونية الشيقة "ألعاب العقل" التي تعرض على قناة "ناشونال جيوغرافيك". "عندما نتنبأ بالمتغيرات المستقبلية، فنحن نقوم بهذه العملية بشكل خطي، ولكن بالتكنولوجيا، هذه التغيرات سوف تتبع منحنيات أسية" و يضيف قائلا أن الوقت الذي سوف نتمكن من رؤية البشرية تسير جنبا إلى جنب مع الروبوتات ليس بعيدا بالقدر الذي يراه معظم الناس. هو يقول أن المستقبل الذي سوف نرى فيه الروبوتات تعمل يدا بيد مع الانسان و تساعده في أداء جميع مهامه ليس بعيدا بالقدر الذي يخطر على بال الناس. يقول سيلفا: "أنا أرى أنه في السنوات العشرين القادمة، سوف نتمكن من مشاهدة هذه الروبوتات تقوم بمساندة الإنسان في جميع مهامه". "هذا ليس بعيدا ايضا عن الأناس الذين يعانون من إعاقات حركية، ضمن الجيش حتى ، و في داخل السيارات... أنا أرى هذا يحصل بسرعة أكبر مما كنا نظن."
يضيف سيلفا أنه عندما تبدأ تكنولوجيا السايبورج التي سوف نراها في فيلم الرجل الشرطي الروبوتي بالظهور في الواقع، الخط الفاصل بين الرويوتات و الإنسان سوف يبدأ في التلاشي. " سوف نستخدم هذه التكنولوجيا لإعادة تعريف حدود البشرية. فنحن لم نبقى بالكهف، و آثرنا الارتفاع في الفضاء على البقاء على الأرض، و قريبا، بمساعدة علم الروبوتات و علوم التقانة الحيوية، لن نبقى حتى محجوزين ضمن نطاق حدود علم الأحياء!"
هل تعتقد اننا سنرى قريبا روبو كوب بيننا ؟؟
المصدر:
هنا