ظلّ علماء النفس وآخرون يتجادلون لمدة طويلة عمّا إذا كانت القرارات الواعية التي نتخذها تتأثر بأفكار العقل اللاواعي.
هل يوجد جزء في دماغنا يخزّن معلومات تؤثر على اتخاذ قراراتنا ومن دون ملاحظتنا لذلك؟
وجد ثلاثة باحثين من جامعة new south wales الدليل لدعم هذه الفكرة.

لفهم ما يحصل قام الباحثون بوضع قناع ديناميكي مزدوج الرؤية (أي يمكن بواسطته عرض صور مختلفة لكل عين) على وجوه متطوعين. ثمّ عرضوا على المتطوعين نقطاً رمادية متحركة بأحد الاتجاهين (يمين أو يسار)، وطُلب منهم تحديد اتجاه حركة هذه النقط.
في البداية لم يكن اتجاه الحركة واضحاً ولكن ازدادت الدقة مع مرور الوقت، وكلما اكتشف المتطوع اتجاه حركة النقط بسرعة أكبر كان تقييمه أعلى.
في بعض التجارب كانت نقط ملونة تظهر أمام أحد العينين متحرّكة بحركة عشوائية، في حين استمرت النقط الرمادية بالظهور أمام العين الأخرى باتجاه اليمين أو اليسار. غمرت النقط الملونة الدماغ بمعلومات سبّبت ضياع رؤية النقط الرمادية. في دراسات سابقة وجد أنه عند تعريض الشخص لتجربة كهذه فإن الدماغ فعلياً يرى ما يحصل للنقط الرمادية ولكنّه باللاوعي لا يدركها .

في هذه التجربة الجديدة قام الباحثون قبل القيام بالتجربة بإعطاء معلومات باللاوعي عن النقط من خلال العرض. وما تأثير هذا على طريقة الرؤية بعد ذلك؟ هل سيؤثر ذلك على وضوح رؤية النقط ؟
والنتيجة كانت أنّ المتطوعين أصبحوا يرون النقط الرمادية بشكل أفضل حتى مع وجود نقط ملونة متحركة، ولكن من غير معرفتهم لذلك! وبهذا ساعدت المعلومات اللاواعية المتطوعين على الرؤية بشكل أفضل من غير ملاحظتهم لذلك، وهذا ما دفع الباحثين للقول أن المعلومات اللاواعية تؤثر على اتخاذنا للقرارات.
لذا يرى الباحثون أنّ عملياتٍ كثيرةً مماثلة تحصل كل يوم لنا وتؤثر بنا وبطريقة تفكيرنا.

المصادر:
هنا
هنا

مصدر الصورة:
هنا