الموت الأسود ... يعود مرة أخرى!؟
الطب >>>> موسوعة الأمراض الشائعة
والطاعون الدبلي هو مرض بكتيري (جرثومي) ينتشر بشكل أساسي في البشر عن طريق لدغات البراغيث المصابة التي تسافر متّخذةً القوارض ملجأً لها.
لسوء الحظ لا يزال هذا المرض موجودًا اليوم. مؤخرًا بدأ وباء الطاعون في التفشي في مدغشقر في نهاية شهر اَب، وقد أصاب 138 شخصًا مما أسفر عن وفاة 47 منهم. ويُخشى من زيادة عدد المصابين بسبب وصول المرض الآن إلى مدينة أنتاناناريفو عاصمة مدغشقر.
تعتبر جرثومة اليَرسَنِيّة الطاعونيّة (Yersinia pestis) هي المسبب لوباء الطاعون. مع ذلك ماتزال المعالجة المبكرة بالصادّات (أنتي بيوتكس) قادرة على النجاح وبسهولة بعلاج هذا المرض، ولكن إهمال العلاج يمكن أن يؤدي بسرعة إلى بعض الأعراض الخطيرة.
وتشمل أعراض الطاعون: تشنجات العضلات وارتفاع درجة الحرارة وتورم الغدد اللمفاوية بشكل مؤلم.
كما يأتي الطاعون بشكلين آخرين: الإنتان الدموي (Septicemic plague) والطاعون الرئوي (Pneumonic plague). يسبب طاعون الإنتان الدموي الغرغرينا عند
الأطراف، ويمكن لهذا النوع من الطاعون أن يتطور من الطاعون الدبلي إذا ترك دون علاج.
أما الطاعون الرئوي فإنه ينتقل من شخص لآخر بواسطة الهواء، ويمكن أن يؤدي إلى فشل الجهاز التنفسي في غضون 24 ساعة.
ويمكن أن ينقل هذا النوع_الطاعون الرئوي_ بشكل مباشر أو أن يتطور من الطاعون الدبلي إذا ما أصيبت الرئتان بهذه البكتيريا.
فقط 2% من الحالات المبلغ عنها في هذا الوباء كانت رئوية.
ويعتبر من الصعب تحديد معدل وفيات وباء الطاعون، وذلك لارتباطه بشكل مباشر بالوقت الذي يبدأ فيه إعطاء الصادّات الحيوية للمريض.
ويُخشى من أن الوباء سينتشر بشكل أكبر لتوفر عوامل مناسبة لانتشاره، مثل الكثافة السكانية العالية والمساكن العشوائية المليئة بالقوارض وعدد غير كافٍ من منشآت الرعاية الصحية في البلاد، وما يزيد الأمر سوءاً أنّ البراغيث الناقلة للمرض أصبحت مقاومة بشكل كبير للحشرات التي استخدمت للحدّ من هذه البراغيث في الماضي. وهذا سيجعل تقليل عدد البراغيث المصابة في محاولة للحد من انتشار وباء الطاعون أمرًا صعبًا.
صرَّحت منظمة الصحة العالمية (WHO) أن المريض رقم صفر _الحالة الأولى_ لهذا المرض كان رجلًا يعيش في قرية من قرى مدغشقر. تم تشخصيه بالطاعون في
31 اَب وتوفي مستسلمًا للمرض في 3 أيلول.
وتقوم منظمة الصحة العالمية بمقاومة هذا التفشي بالتعاون مع الصليب الأحمر ومعهد باستور في مدغشقر وبلدية أنتاناناريفو. وقد تم إنفاق حوالي 200 ألف دولار لشراء الصادّات الحيوية والمبيدات الحشرية، ومعدّات الوقاية الشخصية لعمال الرعاية الصحية. وقد تم بالفعل توفير هذه المواد للمناطق المتضررة في محاولة للسيطرة على انتشار المرض.
كما أن منظمة الصحة العالمية لا توصي بمنع التجارة من وإلى المنطقة_مدغشقر_. ولكنها تحثُّ المسؤولين الحكوميين على توخيّ الحذر في رصد المرض وعلاج المصابين.
المصادر:
هنا
هنا
هنا
هنا