لماذا خط الأطباء سيّء؟
الطب >>>> مقالات طبية
قد يكون السبب الحقيقي وراء هذه الظاهرة هو الكمية الكبيرة من الأعمال الورقية (ما يُكتَب على الورق) الذي يجب على الأطباء كتابتها؛ فكل ما يفعلونه أو يلاحظونه أو يطلبون الالتزام به يجب أن يُكتَب قبل أن يغادر المريض.
وسببٌ آخر يحدوهم إلى ذلك؛ ألا وهو معرفتهم بأنَّ مصير هذه الأوراق التي يكتبونها إلى خزانة الأوراق؛ فربما لن يطِّلع أحدٌ عليها مرّة ثانية، وما يُهم فعلًا ليس هذه الأوراق؛ بل ملاحظة المريض لتشخيص حالته ومعالجته.
ناحيةٌ أخرى مهمة؛ ما يكتبه الأطباء سيقرؤه الأطباء الآخرون أو الصيادلة أو من له علاقةٌ بالأمر وليس العامة من الناس؛ فخطوط الأطباء مفهومةٌ بين بعضهم، وذلك لأنهم يعرفون ما يبحثون عنه في أثناء قراءة الوصفة مثلًا (عندما يقرأ الطبيب أو الصيدلي الوصفة؛ فإنَّه يعرف أسماء الأدوية والأمراض ويميِّزها بسهولة على عكس الإنسان العادي).
النتيجة:
تشير بعض المصادر – مصادر صحفية غالبًا - إلى أن الفهم الخاطئ لخطوط الأطباء السيئة يؤدِّي إلى وفاة الآلاف سنويًّا؛ لكن بالبحث عن مصادر هذه المعلومات فإنها غير موثقة من مراجع دقيقة؛ فمعظمها كما ذكرنا مصادر صحفية.
ومن الناحية المنطقية؛ هل يمكن أن يخطئ الصيادلة المعتادون على خط الأطباء في قراءة حجم جرعة الدواء على سبيل المثال؛ كأن يخطئوا في التمييز بين الميلي غرام والغرام؟ (علمًا بأن الفارق بين الكميتين ألف ضعف). باختصار؛ لا توجد معلوماتٌ موثقةٌ بهذا الخصوص، وبإمكاننا إذن أن نعتمد على الصيادلة في تحويل الوصفة الطبية التي لا نستطيع فيها تمييز الكلمة عن الرقم؛ ليعطونا الدواء الصحيح بالكمية الصحيحة.
الحل:
لكي نحل هذه المشكلة -مشكلة عدم فهم الخط والمشاكل المترتبة عليها إن وُجِدت-، تبدو "الوصفة الإلكترونية" الحلَّ الأمثل للحصول على وصفة دقيقة خالية من الأخطاء ومفهومة ممَّا يسهم إيجابًا في العناية بالمريض وعلاجه.
وانطلاقًا من هنا؛ فقد أشار المعهد الأمريكي للطب American Institute of Medicine إلى دور الوصفة الطبية الإلكترونية في تقليل الأخطاء الطبية وقد بدأت تكتسب شعبيةً؛ ممَّا يُسهم في زيادة الوعي بأهميتها في زيادة درجة الأمان للمريض.
الوصفة الإلكترونية أفضل من طلاسم الوصفة المكتوبة بخط اليد؛ لكن الأخيرة ليست بهذا السوء بالنسبة إلى الصيادلة على الأقل، وينطبق الأمر ذاته على كل ما يكتبه الأطباء في أثناء عملهم.
المصادر:
هنا
هنا