الجيوب الأنفية هي تجاويف مملوءة بالهواء داخل الجمجمة. تتوضع الجيوب خلف الجبهة وعظام الأنف و الوجنتين والعينين. في الجيوب الطبيعية يستطيع الهواء المرور من خلال الجيوب وتنزح المفرزات المخاطية إلى جوف الأنف.

يعاني المصاب بالتهاب الجيوب من صعوبة بالتنفس من الأنف ويشكو من الصداع وألم الوجه الذي يزداد عند الضغط على أماكن الجيوب.
إن السبب الأساسي لالتهاب الجيوب هو الرشح. ويمكن أن تثيره مجموعة من العوامل كالمحسّسات (allergen) والإنتانات الجرثومية والفطرية. تعتمد المعالجة على السبب. وفي معظم الحالات يمكن الاكتفاء بالمعالجات المنزلية أما عندما يستمر التهاب الجيوب لأكثرمن 12أسبوعًا فإنه يُدعى التهاب الجيوب المزمن.

الأسباب:
يؤدي التهاب الجيوب الأنفية إلى التهاب وانتفاخ المخاطية المبطنة للجيوب مما يسبب صعوبة في إفراغها وبالتالي امتلائها بالمخاط وتشكيل وسط ملائم لنمو الجراثيم وإحداثها للإنتان.
قد يكون المسبب للالتهاب فيروسيًا وهو السبب الأشيع خاصة بعد الإصابة بالرشح، أو جرثوميًا ويشك به عند استمرار الأعراض لأكثر من 10 أيام، أو فطريًا عند بعض المرضى الذين يعانون من ضعف المناعة، أو المرضى الذين يعانون من عيوب تشريحية بالجيوب.
يوجد نوعان لالتهاب الجيوب:
• التهاب الجيوب الحاد: مدته أقل من 4 أسابيع وسببه غالبًا الجراثيم.
• التهاب الجيوب المزمن: عندما يستمر الالتهاب لأكثرمن 3 أشهر. وقد يكون سببه الجراثيم أو الفطور.
ومن الأمور المؤهبة لالتهاب الجيوب: التهاب الأنف التحسسي، السليلات الأنفية (اندفاعات من الأنسجة المخاطية الأنفية قد تسبب انسداد فوهة الجيب)، انحراف الوتيرة، إنتانات الأسنان، تورم الناميات، الارتجاع المعدي المريئي، التدخين، ضعف المناعة، ممارسة بعض الأنشطة كالغطس والطيران وبعض الأمراض الوراثية كالتليف الكيسي cystic fibrosis.

الأعراض:
غالبا ما يأتي التهاب الجيوب بعد رشحٍ لم يتحسن أو تدهور وضعه بعد 5-7 أيام، ومن أهم الأعراض:
- رائحة النفس الكريهة أو فقدان حاستي الشم والتذوق.
- السعال وغالبًا ما يسوء ليلًا.
- التعب
- الحمى
- الصداع و ألم الوجه وكأن شيئًا ما يضغط عليه، يتوضع الألم خلف العينين والوجنتين وينتشر باتجاه الجبهة أو الأسنان ويزداد بالانحناء للأسفل أو الشد (straining)، مع إيلام (tenderness) عند جس الجبهة قرب الزاوية الداخلية للعينين.
- الشعور بانسداد الأنف تؤدي إلى صعوبة في التنفس من خلاله وسيلان مفرزات أنفية صفراء أو مخضرة.
- التهاب الحلق وسيلان الأنف الخلفي (postnasal drip) .
- ألم الأذن
خلال الفحص يلاحظ الطبيب وجود احمرار بمخاطية الأنف ومفرزات قيحية وقد يجد توذمًا حول العينين أو ألما بجس الوجه فوق الجيوب.
في التهاب الجيوب المزمن يعاني المريض من نفس الأعراض ولكنها أخف وتستمر لمدة أطول.
يعتمد تشخيص التهاب الجيوب على وجود الأعراض السابقة لمدة 10 أيام أو أكثر بعد الإصابة بالرشح أو تحسن الأعراض ثم عودتها لتسوء خلال 10أيام من التحسن.
متى ينبغي مراجعة الطبيب؟
إذا كانت أعراضك خفيفةً يمكنك معالجتها في المنزل بالمعالجات التقليدية ولكن ينبغي طلب الاستشارة الطبية إذا كنت تعاني من:
- عدم تحسن الأعراض خلال بضعة أيام أو تدهورها للأسوأ.
- حرارة مستمرة.
- قصة متكررة من التهاب الجيوب أو التهاب مزمن.
وينبغي عليك مراجعة الطبيب فورًا إذا كنت تعاني من ألم أو انتفاخ حول العينين، انتفاخ بالجبهة، صداع شديد، تشوّش أو تخليط ذهني، تغيرات بالرؤية، تصلب بالرقبة أو عدم قدرة على التنفس.

العلاج:

العلاجات المنزلية:
- ضع قطعة قماشية مبللة بماء دافئ على وجهك عدة مرات باليوم.
- خذ قسطًا كافيًا من الراحة ونم مع رفع رأسك لتخيف احتقان الجيوب.
- اشرب كمية كافية من السوائل كالماء وعصيرالفواكه. تساعد السوائل على ترطيب المفرزات وتسهل تصريفها. من المهم تجنب المشروبات الحاوية على الكافيين والكحول. ( يزيد الكحول من التهاب مخاطية الأنف وبالتالي يزيد الأعراض سوءاً).
- استنشق البخار ل 2-4 مرات باليوم.
- استخدم المحلول الملحي المخصص للأنف عدة مرات باليوم.
- استخدم مرطبًا للهواء.
- قم بتنظيف الجيوب بواسطة المحاليل المخصصة لذلك ويمكنك صنع المحلول في المنزل باستخدام ماء معقم (يغلى مسبقًا ثم يبرد).
احذر من استخدام البخاخات الأنفية المزيلة للاحتقان بشكل عشوائي والتي قد تعطيك نتيجة إيجابية في بداية استخدامها ولكنها تزيد الأعراض سوءاً بعد 3-5 أيام. ( يتم وصف مزيلات الاحتقان من قبل الطبيب فقط ولفترة محددة لا تتجاوز عدة أيام فالاستخدام العشوائي يضر بالمريض أكثر من أن يفيده).

وللتخلص من الألم والاحساس بالضغط:
- تجنب ركوب الطائرات عندما تعاني من احتقان الأنف.
- تجنب التغيرات المفاجئة في درجة الحرارة أو التعرض بشكل مفاجئ لجو بارد جدًا أو حار جدًا وتجنب الانحناء للأمام ورأسك في الأسفل.
- يمكنك استخدام مسكنات الألم كالباراسيتامول أو الإيبيوبروفين.

العلاجات الدوائية:
عادة لا يحتاج المريض الصادات الحيوية فالإنتان يشفى بذاته بعد فترة محددة ولكن يتوجب استخدام الصادات الحيوية (Antibiotic) عند الأطفال الذين يعانون من سيلان الأنف الذي لم يتحسن بعد 2-3 أسابيع أو وجود حرارة أعلى من 39 أو صداع وألم في الوجه أوانتفاخ شديد حول العينين.
يجب معالجة التهاب الجيوب الحاد لمدة 10-14 يوم. (من الضروري الانتباه إلى التقيد بالمدة الكاملة والجرعة المناسبة التي يوصي بها الطبيب حتى لو زالت الأعراض مبكرًا فعدم الالتزام بذلك قد يؤدي لعودة المرض بشكل أسوأ).
في حالات الإنتان الفطري يعتمد على الأدوية المضادة للفطور التي يصفها الطبيب وفقًا لشدة الحالة وفي الحالات التحسسية تُعتمد المعالجات المناعية.

قد يُلجأ للجراحة كحلٍ أخير لتوسيع فوهة الجيوب إذا لم تستجب الاعراض للعلاج بعد 3 أشهر أو عانى المريض من أكثر من 3 هجمات من التهاب الجيوب الحاد بالعام وكذلك يُلجأ للجراحة في معظم حالات الالتهاب الفطري ولتصحيح انحراف الوتيرة وإزالة السليلات الأنفية. يوجد العديد من التقنيات الجراحية والتي تتم تحت التخدير العام أو الموضعي ويمكن القيام بها بالتنظير (endoscopy) أيضًا.

الإنذار:
معظم حالات التهاب الجيوب قابلة للعلاج بالمعالجات المنزلية والطبية. أما إذا تكررت الحالة كثيرًا فينبغي طلب الاستشارة الطبية. ومن المضاعفات التي يمكن حدوثها:
- إثارة نوبات الربو.
- التهاب الجيوب المزمن: إذااستمرت الأعراض أكثر من 12 أسبوع.
- التهاب السحايا.
- مشكلات بالرؤية : قد ينتشر الإنتان إلى ما حول العين ويعد حالة طبية إسعافية ينبغي تدبيرها بسرعة للوقاية من حدوث أذية دائمة.
- التهاب الأذن: قد يحدث التهاب الجيوب مع إنتان مرافق بالأذن.

الوقاية:
إن أفضل طريقة للوقاية من التهاب الجيوب هي الوقاية من الرشح ومعالجته بشكل صحيح:
- تناول كفاية من السوائل والخضروات الغنية بمضادات الأكسدة التي تعزز جهازك المناعي وتساعدك على مقاومة الإنتان.
- خذ لقاح الانفلونزا سنويًا.
- قلل من الضغوط stress.
- اغسل يديك جيدا خاصة بعد مصافحة الآخرين.
- تجنب التدخين والهواء الملوث.
- اشرب كمية كافية من السوائل لتحافظ على رطوبة جسمك.
- عالج الحساسية بشكل سريع ومناسب.
- استخدم المرطبات لترطيب أنفك.

المصادر:
هنا
هنا
هنا
هنا

مصدر الصورة:
هنا