فك شيفرة الدماغ, المرحلة الثانية: من قراءة الأفكار إلى قراءة النوايا، الذكريات، والأحلام!
الطب >>>> علوم عصبية وطب نفسي
فبعد أن استطاع الباحثون تدريب البرنامج على معرفة إلامَ ينظر المتطوّع الذي يجري تصوير دماغه، وفي أيّ اتجاهٍ ينظر، وتمييز أكثر من 120 صورةٍ مختلفة، فقد تمّ تطوير برمجيّةٍ أخرى تقوم بتحويل الصور المتتابعة التي يتمّ قراءتها من الدماغ إلى أفلامٍ متحركةٍ بسيطة.
لم تتوقّف تجارب العلماء عند هذا الحدّ، بل قاموا بتطوير البرنامج ليقرأ –إضافةً إلى الصور المرئية لحظياً من قبل الدماغ- الصور المتخيّلة أيضاً، وذلك عن طريق الطلب من المتطوّع بأن يتخيّل مشهداً، وأيضاً الصور المأخوذة من الذاكرة! حيث تعرض صورةٌ (أو معلومةٌ ما) أمام المتطوّع ثمّ تتمّ إزالتها مع احتفاظ المتطوّع بها مطبوعة في ذاكرته وتتمّ عملية القراءة بعد ذلك، وأخيراً أصبح البرنامج قادراً كذلك على قراءة النوايا !
في الحقيقة شكّلت قراءة النوايا المشكلة الأصعب، فهناك الكثير من النوايا المختلفة في اللحظة ذاتها، فكيف يمكن تنظيمها؟ يقول HAYNES من الممكن أن نصنف الصور حسب لونها أو محتواها، لكن ليس من الممكن تأسيس قواعد تحكم النوايا.
ولحلّ هذه المشكلة، قام GALLENTوفريقة باستخدام لعبة فيديو قتاليّة تدعى COUNTER STRIK لتجربة إن كانوا قادرين على فك شيفرة نوايا الدماغ وقراءة فيما إذا كان اللاعب (ينوي) أنه سيتجه إلى اليمين أو إلى اليسار؟، هل ينوي أن يلاحق عدوه أم سيطلق النار عليه؟
وكانت نتيجة هذا الاختبار مذهلة! فقد استطاع البرنامج أن يتنبأ ببعض نوايا اللاعب، لكنّ كل شيء في التصوير كان يتشوّش حين تظهر إشاراتٌ قوية ناتجة عن مشاعر المشارك عند إطلاق النار أو عندما يقتل في اللعبة !
هذه الإشارات وبالتحديد عند الموت كانت تطغى على جميع المعلومات الأخرى حول النوايا ! _هذه المعلومة جعلتنا نشعر بالأمل والانسانية فالقتل ليس عملاً إنسانياً ومن الجيّد معرفة أنّ الدماغ لا يتقبله بسهولةٍ كأيّ عملٍ عادي _.
وصلنا الآن إلى التحدّي الأخير: قراءة الأحلام!
فقد قام فريق من المتطوعين بالنوم بعمقٍ ضمن آلات التصوير وكانت تتمّ قراءة أدمغتهم أثناء مشاهدتهم للأحلام، ومن ثم تمّ ايقاظهم دورياً طالبين منهم أن يتذكروا ما رأوه من أحلامٍ أثناء النوم بغرض المقارنة مع ما قرأه البرنامج.
جرّب الفريق في البداية ان يقوم بإعادة بناء المعلومات البصريّة الفعلية للأحلام، لكنّ الأحلام ليست صوراً مشاهدة باستخدام العين! بل هي أفكار، وبالتالي في نهاية المطاف لجأ العلماء إلى قراءة ما يحدث في الدّماغ أثناء الحلم على شكل فئاتٍ من الكلمات.
وقد استطاع البرنامج أن يقرأ بدقةٍ وصلت إلى60 % فئات الأشياء المشاهدة في الحلم : (امرأة، رجل، سيارة، كتاب...)
يجب ملاحظة أنّ الطبيعة الشخصية للأحلام تجعل من الصعب أن نستخلص المزيد من المعلومات منها، يقول أحد الباحثين المشاركين في التجربة KAMITAW عندما أفكر في محتوى أحلامي أشعر بانني أرى أشياء، لكنّ الأحلام ليست صوراً مشاهدة فقط، فهي ترتبط بأكثر من مجرد الواقع المرأي للدماغ وتشمل مناطق أكثر تعقيداً لذا كان من الصعب أن نبني لها نموذجاً يعتمد عليه.
المصدر: هنا
مصدر الصورة: asap science، Youtube